الامارات 7 - -حين لفظ ميخائيل ليسن، وزير الإعلام الروسي السابق المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنفاسه الأخيرة في واشنطن أسقطت أية تكهنات تشكك بطريقة موته، الذي قيل إنه كان لأسباب طبيعية. إلا أن السلطات الأميركية أشارت، أخيراً، إلى أن ليسن توفي جراء إصابات ناجمة عن ضربات قوية على الرأس، ليفتح ملف الجدل على مصراعيه مجدداً.
وأفادت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، في تقرير نشر أخيراً، إلى أن محطة روسيا اليوم الإخبارية، التي ساعد ليسن على إنشائها لصالح الكرملين، نقلت عن أحد أفراد عائلته والذي لم تكشف النقاب عن هويته، القول بأن ليسن وافته المنية جراء نوبة قلبية بعد معاناة طويلة مع المرض.
قصة أميركية مغايرة
إلا أن السلطات الأميركية المختصة روت قصة مغايرة، بعد أن كشف تشريح الجثة عن أن ليسن البالغ من العمر 57 عاماً لم يكن موته لأسباب طبيعية، بل من جراء إصابات قوية ناتجة عن ضربات قوية على الرأس. وأشار كبار الأطباء الشرعيين في واشنطن إلى أن ليسن، الذي وجدت جثته في نوفمبر الماضي، في إحدى غرف فنادق الخمس نجوم، وجدت آثار رضوض قوية على كل من رقبته، وذراعيه وجسمه.
ولم يوضح مكتب الطبيب الشرعي سبب التأخير في الكشف عن الوقائع، في حين أنه على الرغم من عدم اعتبار الشرطة حادثة الوفاة عملاً إجرامياً، فقد وصفت الظروف المحيطة بموته بـ«غير المحددة». وقد رفض المتحدث الرسمي باسم إدارة شرطة العاصمة، ومكتب التحقيق الفدرالي في واشنطن التعليق على الحادث، علماً أن التحقيقات مستمرة.
أما كارين داويشا، الأستاذة في جامعة ميامي ومؤلفة كتاب «فساد بوتين»، فأكدت أن روابط ليسن الوثيقة بالكرملين وسطوته الرسمية وغير الرسمية على الإعلام أسسا له منفى غير متوقع في الولايات المتحدة. وقالت: «إنه يعلم أكثر من كثيرين بشأن أسرار النظام الخطيرة».
استنكار روسي
وأعقبت تصريحات السلطات الأميركية شكوى للناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عبر موقع فيسبوك، أشارت فيها إلى أن النداءات المتكررة من السفارة الروسية في واشنطن المستفسرة عن ملابسات موت ليسن لم تلق أي ردود.
وكتبت تقول: «إننا ننتظر من واشنطن أن تزودنا بالمعلومات والبيانات الرسمية ذات العلاقة حول مسار التحقيق. وإن كانت المعلومات التي تم نشرها في الإعلام صحيحة، فإن السلطات الروسية سترسل إلى نظيرتها الأميركية طلب مساعدة قانونية دولية».
وأكد على طلب المعلومات المتحدث الرسمي باسم بوتين، ديمتري بيسكوف، الذي قال إن روسيا: «لم تحصل على أي معلومات مفصلة عبر قنوات الاتصال الرسمية».
وفي عالم حيث ان انتهازيي الكرملين عادةً ما يلاقون نهايات شنيعة، أذكت أخبار مصير ليسن نظريات المؤامرة في أوساط منتقدي بوتين، سيما حول كيفية الوفاة والجهة المستفيدة منها، إذا وجدت.
وعلى الرغم من أن ليسن وأفراد عائلته تربطهم مصالح تجارية بالولايات المتحدة، إلا أن أسباب وجوده في واشنطن غير واضحة، ويعتقد أنه يخضع لرقابة مكتب التحقيق الفدرالي، ووزارة العدل الأميركية لوجود شبهات حول تورطه بأعمال تبييض أموال وقضايا فساد. وأشارت بعض الأقاويل إلى أنه كان يخطط لقطع العلاقات بمكتب التحقيقات الفدرالي.
إلا أن ليسن لا أعداء له داخل دولة روسيا، وهو المشهود له بتأسيس الإعلام الروسي الحديث، سيما محطة «روسيا اليوم» التي تعتبر أول محطة رسمية ممولة من الدولة ناطقة بالإنجليزية. كما أنه أحد المشغلين الإعلاميين الأكثر نفوذاً والمؤتمن منذ زمن طويل على أسرار بوتين.
ويشكل ليسن أحد أبرز مهندسي المشهد الإعلامي الروسي في عهد بوتين، وقد ساعد على القضاء على المنافذ الإعلامية المستقلة، وأكسبته مواقفه غير المتساهلة مع الأبواق المعادية للكرملين عن جدارة لقب «الجرافة».
وأشار متحدث رسمي باسم الكرملين، عقب وفاة ليسن، إلى تشديد بوتين، الذي سارع للتعزية بوفاته، على: «تقدير مساهمته الهائلة في صناعة الإعلام الروسي الحديث».
تساؤلات
يعتبر ليسن من أصحاب الممتلكات التي تقدر قيمتها بملايين الدولارات والموزعة على كل من أميركا وأوروبا، بما في ذلك عقار يملكه ليسن في منطقة بيفرلي هيلز الأميركية وتقدر قيمته بحوالي 28 مليون دولار.
وقال السناتور الجمهوري من ولاية ميسيسيبي روجر ويكر في هذا الشأن: «أن يتمكن أحد العاملين في مجال الخدمة العامة في روسيا من تكديس هذا المبلغ من المال، الذي يخوله الحصول على مثل تلك الممتلكات والحفاظ عليها، أمر يثير الكثير من التساؤلات الخطرة».
وأفادت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، في تقرير نشر أخيراً، إلى أن محطة روسيا اليوم الإخبارية، التي ساعد ليسن على إنشائها لصالح الكرملين، نقلت عن أحد أفراد عائلته والذي لم تكشف النقاب عن هويته، القول بأن ليسن وافته المنية جراء نوبة قلبية بعد معاناة طويلة مع المرض.
قصة أميركية مغايرة
إلا أن السلطات الأميركية المختصة روت قصة مغايرة، بعد أن كشف تشريح الجثة عن أن ليسن البالغ من العمر 57 عاماً لم يكن موته لأسباب طبيعية، بل من جراء إصابات قوية ناتجة عن ضربات قوية على الرأس. وأشار كبار الأطباء الشرعيين في واشنطن إلى أن ليسن، الذي وجدت جثته في نوفمبر الماضي، في إحدى غرف فنادق الخمس نجوم، وجدت آثار رضوض قوية على كل من رقبته، وذراعيه وجسمه.
ولم يوضح مكتب الطبيب الشرعي سبب التأخير في الكشف عن الوقائع، في حين أنه على الرغم من عدم اعتبار الشرطة حادثة الوفاة عملاً إجرامياً، فقد وصفت الظروف المحيطة بموته بـ«غير المحددة». وقد رفض المتحدث الرسمي باسم إدارة شرطة العاصمة، ومكتب التحقيق الفدرالي في واشنطن التعليق على الحادث، علماً أن التحقيقات مستمرة.
أما كارين داويشا، الأستاذة في جامعة ميامي ومؤلفة كتاب «فساد بوتين»، فأكدت أن روابط ليسن الوثيقة بالكرملين وسطوته الرسمية وغير الرسمية على الإعلام أسسا له منفى غير متوقع في الولايات المتحدة. وقالت: «إنه يعلم أكثر من كثيرين بشأن أسرار النظام الخطيرة».
استنكار روسي
وأعقبت تصريحات السلطات الأميركية شكوى للناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عبر موقع فيسبوك، أشارت فيها إلى أن النداءات المتكررة من السفارة الروسية في واشنطن المستفسرة عن ملابسات موت ليسن لم تلق أي ردود.
وكتبت تقول: «إننا ننتظر من واشنطن أن تزودنا بالمعلومات والبيانات الرسمية ذات العلاقة حول مسار التحقيق. وإن كانت المعلومات التي تم نشرها في الإعلام صحيحة، فإن السلطات الروسية سترسل إلى نظيرتها الأميركية طلب مساعدة قانونية دولية».
وأكد على طلب المعلومات المتحدث الرسمي باسم بوتين، ديمتري بيسكوف، الذي قال إن روسيا: «لم تحصل على أي معلومات مفصلة عبر قنوات الاتصال الرسمية».
وفي عالم حيث ان انتهازيي الكرملين عادةً ما يلاقون نهايات شنيعة، أذكت أخبار مصير ليسن نظريات المؤامرة في أوساط منتقدي بوتين، سيما حول كيفية الوفاة والجهة المستفيدة منها، إذا وجدت.
وعلى الرغم من أن ليسن وأفراد عائلته تربطهم مصالح تجارية بالولايات المتحدة، إلا أن أسباب وجوده في واشنطن غير واضحة، ويعتقد أنه يخضع لرقابة مكتب التحقيق الفدرالي، ووزارة العدل الأميركية لوجود شبهات حول تورطه بأعمال تبييض أموال وقضايا فساد. وأشارت بعض الأقاويل إلى أنه كان يخطط لقطع العلاقات بمكتب التحقيقات الفدرالي.
إلا أن ليسن لا أعداء له داخل دولة روسيا، وهو المشهود له بتأسيس الإعلام الروسي الحديث، سيما محطة «روسيا اليوم» التي تعتبر أول محطة رسمية ممولة من الدولة ناطقة بالإنجليزية. كما أنه أحد المشغلين الإعلاميين الأكثر نفوذاً والمؤتمن منذ زمن طويل على أسرار بوتين.
ويشكل ليسن أحد أبرز مهندسي المشهد الإعلامي الروسي في عهد بوتين، وقد ساعد على القضاء على المنافذ الإعلامية المستقلة، وأكسبته مواقفه غير المتساهلة مع الأبواق المعادية للكرملين عن جدارة لقب «الجرافة».
وأشار متحدث رسمي باسم الكرملين، عقب وفاة ليسن، إلى تشديد بوتين، الذي سارع للتعزية بوفاته، على: «تقدير مساهمته الهائلة في صناعة الإعلام الروسي الحديث».
تساؤلات
يعتبر ليسن من أصحاب الممتلكات التي تقدر قيمتها بملايين الدولارات والموزعة على كل من أميركا وأوروبا، بما في ذلك عقار يملكه ليسن في منطقة بيفرلي هيلز الأميركية وتقدر قيمته بحوالي 28 مليون دولار.
وقال السناتور الجمهوري من ولاية ميسيسيبي روجر ويكر في هذا الشأن: «أن يتمكن أحد العاملين في مجال الخدمة العامة في روسيا من تكديس هذا المبلغ من المال، الذي يخوله الحصول على مثل تلك الممتلكات والحفاظ عليها، أمر يثير الكثير من التساؤلات الخطرة».