من أين يستخرج القطران

الامارات 7 - القطران هو خليط من المواد الهيدروكربونية الناتجة عن عملية تقطير النفط، ويتميز بكونه مادة لزجة يتم جمعها في أسفل برج التكرير، حيث يحتوي على مكونات إضافية مثل الكبريت والنتروجين والرصاص. كان القطران معروفًا منذ العصور القديمة، حيث استخدمه العرب في علاج الماشية من داء الجرب وطرد الحشرات. كما كان يُستخدم في طلاء الأواني والقدور لحمايتها من الحشرات. بالإضافة إلى ذلك، كانت النساء يدهنّ رؤوسهن بالقطران لطرد القمل، وكان يستخدم أيضًا في حماية البيوت الخشبية من النمل الأبيض الذي يضر بالخشب.

وفي العهد القديم، استخدم اليهود في قمران القطران لطلاء الجرار الفخارية التي حفظوا فيها مخطوطاتهم، حيث أثبت القطران قدرته على حفظ المواد وحمايتها من التلف. أما في مجال التجميل، فقد دخل القطران في بعض خلطات الشعر التي تجمع بينه وبين زيت الزيتون وحبة البركة لزيادة كثافة الشعر وطوله ولمعانه.

ومع ذلك، فإن القطران له تأثيرات سلبية عندما يدخل كمكون في سجائر التبغ، حيث يؤدي إلى تعطيل تبادل الغازات في الحويصلات الهوائية بسبب لزوجته العالية، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والسرطان نتيجة استنشاقه. وقد فرضت بعض البلدان على شركات السجائر أن تذكر نسبة القطران في منتجاتها، والتي يمكن قياسها في المختبر عن طريق جمع المواد الصغيرة الموجودة في الدخان مع إزالة النيكوتين والماء.

أما قطران الفحم، فهو مادة ثانوية تنتج عند تحضير الفحم الحجري، ويظهر على شكل سائل غامق اللون ذو رائحة نفاذة تشبه رائحة النفثالين. استخدم في علاج الأمراض الجلدية مثل الصدفية بفضل قدرته على تقليل الالتهابات والحكة. ومع ذلك، يجب الحذر من بعض الآثار الجانبية مثل احمرار الجلد وتحسسه. كما أنه لا يُنصح باستخدامه على الوجه أو على المناطق المصابة بالجروح أو الأمراض البكتيرية. وقد حددت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية نسبة القطران في المنتجات الجلدية لتتراوح بين 0.5% و5% لضمان سلامتها وتجنب التسبب في سرطانات الجلد.