الامارات 7 - منذ أكثر من 2000 عام، بدأ البشر في دراسة كروية الأرض، حيث قام الإغريق القدماء بحساب محيطها استنادًا إلى قياسات الظلال التي تم أخذها خلال الانقلاب الصيفي، فضلاً عن ملاحظاتهم للأبراج والنجوم لتقدير المسافات. وقد أظهرت نتائج هذه الدراسات أن الأرض كروية. في العصر الحديث، يعتمد العلماء على علم الجيوديسيا (علم قياس شكل الأرض وجاذبيتها ودورانها) للحصول على قياسات دقيقة تُظهر كروية الأرض، حيث يمكن تحديد شكل الأرض وحجمها بدقة تصل إلى السنتيمتر باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والأقمار الصناعية. بالرغم من كروية الأرض، إلا أن شكلها ليس كرويًا مثاليًا بسبب دورانها، مما يؤدي إلى تسطح القطبين قليلاً.

تُعتبر الصور الفضائية، مثل تلك التي تم التقاطها من محطة الفضاء الدولية والطائرات، من أبرز الأدلة التي تثبت كروية الأرض. بالإضافة إلى ذلك، هناك عدة أسباب علمية أخرى تؤكد هذه الحقيقة، مثل:

وجود منحنى في المناظر الطبيعية حيث لا يمكن رؤية ما هو أبعد من مدى الرؤية، بينما لو كانت الأرض مسطحة، لكان بالإمكان رؤية مسافات أبعد.
اختلاف أطوال الظلال في أماكن مختلفة من الأرض، وهو ما يثبت كروية سطحها.
اختلاف توقيت غروب الشمس في أماكن مختلفة على سطح الأرض بسبب اختلاف الزوايا التي تسقط بها الشمس.
حدوث خسوف القمر، حيث يظهر ظل الأرض على القمر بشكل دائري، ما يثبت كرويتها.
أما بالنسبة لشكل الأرض، فإنها ليست كرة مثالية بل هي أقرب إلى شكل بيضاوي. يكون قطر الأرض عند خط الاستواء أكبر قليلاً مقارنة بالأقطاب، مما يتسبب في تسطح القطبين نتيجة لقوة الطرد المركزي الناتجة عن دوران الأرض. إضافة إلى ذلك، يتغير شكل الأرض بشكل مستمر بسبب تغيرات في الجاذبية الأرضية، مما يسبب تكوين التلال والوديان، وكذلك تأثيرات الظواهر الطبيعية مثل المد والجزر.