تأثير الحمل والولادة على عضلات الحوض: العلاقة بين الولادة الطبيعية والقيلة المثانية

الامارات 7 - تعتبر فترة الحمل والولادة من أكثر المراحل التي تؤثر على صحة المرأة، خاصة على عضلات الحوض والأعضاء المحيطة بها. مع التغيرات الهرمونية والضغط المتزايد داخل البطن، تتعرض عضلات الحوض لإجهاد كبير، مما قد يؤدي إلى مشكلات صحية مثل القيلة المثانية. النساء اللواتي يلدن أطفالًا بأوزان عالية أو يخضعن للولادات الطبيعية المتكررة يكنّ أكثر عرضة لهذه الحالة، حيث يمكن أن تؤدي الولادة إلى إضعاف الأنسجة الداعمة للمثانة، مما يسبب هبوطها نحو المهبل. في هذا المقال، سنناقش كيف يؤثر الحمل والولادة على عضلات الحوض، وأسباب زيادة خطر القيلة المثانية، وأفضل الطرق للوقاية والعلاج.

كيف يؤثر الحمل والولادة على عضلات الحوض؟
يتسبب الحمل والولادة الطبيعية في العديد من التغيرات الفسيولوجية التي تؤثر على عضلات الحوض، ومن أهم هذه التغيرات:

1. زيادة الضغط على عضلات الحوض
خلال الحمل، يزداد وزن الرحم مع نمو الجنين، مما يؤدي إلى ضغط مستمر على المثانة والأنسجة الداعمة لها.
هذا الضغط يمكن أن يضعف العضلات والأربطة التي تحافظ على المثانة في مكانها الصحيح، مما يزيد من خطر تدليها نحو المهبل.
2. التغيرات الهرمونية
خلال الحمل، يفرز الجسم هرمونات مثل الريلاكسين (Relaxin) والبروجستيرون التي تعمل على إرخاء الأربطة والأنسجة لتهيئة الجسم للولادة.
هذا الارتخاء قد يؤدي إلى ضعف في الدعم العضلي للمثانة، مما يجعلها أكثر عرضة للهبوط.
3. تأثير الولادة الطبيعية على الأنسجة
أثناء الولادة الطبيعية، يجب أن تتمدد عضلات قاع الحوض للسماح بخروج الطفل.
إذا كان وزن الطفل مرتفعًا، فإن الضغط المتزايد يمكن أن يسبب تمددًا مفرطًا أو حتى تمزقًا في العضلات والأربطة التي تدعم المثانة.
4. الولادات المتكررة
كل ولادة تضيف مزيدًا من الضغط على عضلات الحوض، مما يؤدي إلى ضعف تدريجي قد يتسبب في تدلي المثانة مع مرور الوقت.
الولادات المتعددة بفواصل زمنية قصيرة تزيد من فرص عدم استعادة العضلات لقوتها الكاملة قبل الحمل التالي.
عوامل تزيد من خطر الإصابة بالقيلة المثانية بعد الولادة
1. ولادة أطفال بأوزان مرتفعة
عندما يكون وزن الطفل أكثر من 4 كجم، يزيد الضغط على عضلات الحوض أثناء الولادة، مما يزيد من خطر التمزق أو التمدد الزائد في الأنسجة.
الولادات الطويلة أو الصعبة التي تتطلب استخدام الملقط أو الشفط قد تزيد من الضرر الواقع على الأنسجة الداعمة للمثانة.
2. التقدم في العمر وانقطاع الطمث
مع تقدم العمر، تنخفض مستويات الإستروجين، مما يؤدي إلى فقدان مرونة الأنسجة والعضلات.
النساء اللواتي خضعن للولادات الطبيعية وبلغن سن انقطاع الطمث أكثر عرضة للإصابة بالقيلة المثانية بسبب ضعف الأنسجة التدريجي.
3. قلة ممارسة التمارين بعد الولادة
عدم ممارسة تمارين تقوية عضلات الحوض بعد الولادة يؤدي إلى ضعف دائم في العضلات، مما يجعل المثانة أكثر عرضة للهبوط.
تمارين كيجل تعتبر من أهم التمارين التي يمكن أن تساعد في تقوية هذه العضلات وتحسين الدعم للمثانة.
4. السمنة وزيادة الوزن
الوزن الزائد يزيد من الضغط على عضلات الحوض والمثانة، مما يسرّع من حدوث القيلة المثانية.
فقدان الوزن الزائد بعد الولادة يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بهذه المشكلة.
5. التدخين والسعال المزمن
التدخين يضعف الأنسجة الضامة في الجسم، مما قد يؤثر على قوة عضلات الحوض.
السعال المزمن المرتبط بالتدخين يزيد من الضغط على عضلات الحوض، مما قد يؤدي إلى تفاقم القيلة المثانية.
أعراض القيلة المثانية بعد الولادة
يمكن أن تظهر القيلة المثانية مباشرة بعد الولادة أو تتطور تدريجيًا على مدى السنوات التالية. تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا:

الشعور بكتلة أو انتفاخ داخل المهبل.
الإحساس بالضغط أو الامتلاء في منطقة الحوض.
تسرب البول عند السعال، العطس، أو الضحك.
صعوبة في تفريغ المثانة بالكامل أثناء التبول.
زيادة التهابات المسالك البولية بسبب عدم التفريغ الكامل للمثانة.
عدم الراحة أثناء العلاقة الحميمة.

أفضل الطرق للوقاية والعلاج
1. ممارسة تمارين تقوية عضلات الحوض
تمارين كيجل تساعد في استعادة قوة عضلات الحوض وتحسين دعم المثانة بعد الولادة.
يجب البدء بهذه التمارين بعد استشارة الطبيب، خاصة إذا كانت هناك إصابات في الحوض.

2. فقدان الوزن الزائد
الحفاظ على وزن صحي يقلل الضغط على عضلات الحوض ويساعد في منع تفاقم القيلة المثانية.
اتباع نظام غذائي غني بالبروتينات والألياف يساعد في التحكم في الوزن وصحة الجهاز الهضمي.

3. تجنب رفع الأشياء الثقيلة
رفع الأوزان الثقيلة يمكن أن يزيد الضغط على الحوض ويسرّع من حدوث القيلة المثانية.
عند الحاجة إلى رفع شيء ثقيل، يجب استخدام تقنيات رفع صحيحة والانحناء من الركبتين بدلاً من الظهر.

4. استخدام الفرزجات المهبلية
الفرزجات المهبلية هي أجهزة طبية تساعد في دعم المثانة داخل المهبل وتقليل الأعراض.
يوصى بها للنساء اللواتي يعانين من أعراض متوسطة ولا يرغبن في الجراحة.

5. العلاج الهرموني بالإستروجين
يمكن أن يساعد الإستروجين في تحسين قوة ومرونة أنسجة الحوض بعد انقطاع الطمث.
متوفر في شكل كريمات مهبلية أو لصقات، لكن يجب استخدامه تحت إشراف الطبيب.

6. الجراحة في الحالات الشديدة
يتم اللجوء إلى الجراحة إذا كانت القيلة المثانية تؤثر بشدة على جودة الحياة ولم تنجح العلاجات الأخرى.
تشمل الجراحة إصلاح الأنسجة الداعمة أو استخدام الشبكات الجراحية لتعزيز القوة الهيكلية للحوض.

متى يجب زيارة الطبيب؟
يجب مراجعة الطبيب إذا ظهرت الأعراض التالية:

الشعور المستمر بثقل في المهبل.
صعوبة شديدة في التبول أو الحاجة إلى التبول المتكرر.
زيادة في التهابات المسالك البولية.
الشعور بكتلة تخرج من المهبل أو تزداد سوءًا عند الوقوف.
ألم أو عدم راحة أثناء الجماع أو الأنشطة اليومية.

الخاتمة
يعتبر الحمل والولادة من أهم العوامل التي تؤثر على صحة عضلات الحوض، مما قد يؤدي إلى تطور القيلة المثانية. على الرغم من أن هذه الحالة شائعة بين النساء بعد الولادة، إلا أنه يمكن الوقاية منها وتقليل أعراضها من خلال التمارين، فقدان الوزن، والعلاجات الداعمة. في الحالات الشديدة، قد تكون الجراحة خيارًا ضروريًا لاستعادة وظيفة الحوض وتحسين جودة الحياة. تبني أسلوب حياة صحي والحفاظ على قوة عضلات الحوض يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بهذه الحالة مستقبلاً.



شريط الأخبار