ظاهرة الاحتراق الذاتي

الامارات 7 - الاحتراق
يحدث الاحتراق عندما تتفاعل مادتان كيميائياً، مما يؤدي إلى توليد حرارة وانبعاث غازات مصحوبة باللهب. وتختلف درجة القابلية للاشتعال من مادة لأخرى. لكن هناك نوعاً خاصاً من الاحتراق أثار جدلاً بين العلماء، وهو ظاهرة الاحتراق الذاتي.

الاحتراق الذاتي
تُعرّف ظاهرة الاحتراق الذاتي بأنها حالة يحدث فيها تسخين تلقائي أو ذاتي في جسم معين نتيجة تفاعل كيميائي داخلي. يؤدي هذا التفاعل إلى رفع درجة الحرارة بسرعة، مما يؤدي إلى نشوب حريق. تعرف هذه الظاهرة في حالة الإنسان بـ الاحتراق الذاتي البشري (Spontaneous Human Combustion - SHC)، وهي حالة يشتعل فيها جسم الإنسان تلقائيًا دون أي تدخل خارجي. يمكن أن يتسبب هذا الاحتراق في حروق بسيطة أو انبعاث دخان يؤذي الجسم، وفي بعض الحالات قد تصل درجة حرارة الاحتراق إلى أكثر من 1500 درجة مئوية، مما قد يؤدي إلى الوفاة.

ورغم أن الجسم يمكن أن يتعرض لحروق شديدة، فإنه لا يصل إلى درجة التفحّم إلا إذا وصلت الحرارة إلى أكثر من 3000 درجة مئوية. وقد تعددت التفسيرات حول أسباب هذه الظاهرة، ومنها:

الإفراط في تناول المشروبات الكحولية: حيث يُعتقد أن الكحول، كأحد المواد القابلة للاشتعال، قد يكون سببًا في الاحتراق، إلا أن التجارب التي أُجريت على الحيوانات أكدت أن هذا التفسير غير دقيق.
زيادة نسبة الدهون في الجسم: ورغم أن بعض الدراسات اعتقدت أن الدهون قد تكون عاملاً مساعدًا، فقد تم إثبات عدم صحة هذا التفسير بعد أن وقعت حالات احتراق ذاتي لأشخاص ذوي وزن منخفض.
ارتفاع الكهرباء الساكنة في الجسم: يعتقد البعض أن تراكم الكهرباء الساكنة قد يسبب طاقة حرارية داخلية مفرطة تؤدي إلى اشتعال الجسم.
تفاعلات كيميائية في الجهاز الهضمي: تحدث هذه التفاعلات نتيجة لاتباع أنماط غذائية غير صحية، مما قد يؤدي إلى حدوث انفجار داخلي.
تماس كهربائي داخلي: يعتقد بعض العلماء أن التفاعلات النووية داخل الجسم يمكن أن تولد حرارة عالية تؤدي إلى الاحتراق.
حالات الاحتراق عبر التاريخ
سجلت عدة حالات لظاهرة الاحتراق الذاتي، وكان أولها في عام 1637 عندما حدثت حالة احتراق ذاتي للسيدة نيكول ميليت، حيث اتُهم زوجها بقتلها. الحالة الثانية كانت لرجل فرنسي مدمن على الكحول، حيث تفحم جسده بعد دقائق من نومه وتحول إلى جثة متفحمة.