تليف الكبد: الأسباب، الأعراض، والمضاعفات الخطيرة

الامارات 7 - يُعد تليف الكبد من الأمراض المزمنة التي تؤثر على البنية والوظيفة الطبيعية للكبد، حيث يتم استبدال خلايا الكبد السليمة بأنسجة ليفية متندبة، مما يؤدي إلى فقدان الكبد قدرته على أداء وظائفه الأساسية بمرور الوقت. يحدث هذا المرض نتيجة أضرار طويلة الأمد تصيب خلايا الكبد بسبب العدوى الفيروسية، تعاطي الكحول، أمراض التمثيل الغذائي، أو أمراض الكبد المناعية. قد يكون تليف الكبد غير عرضي في مراحله المبكرة، ولكنه يتطور تدريجيًا حتى يصل إلى الفشل الكبدي وتراكم المضاعفات القاتلة.

أسباب تليف الكبد
تتنوع العوامل التي تؤدي إلى تلف خلايا الكبد وتحفيز التليف، ومن أبرزها:

1. التهاب الكبد الفيروسي المزمن
يعد التهاب الكبد الفيروسي B و C من أهم الأسباب العالمية لتليف الكبد.
يؤدي الالتهاب المزمن إلى تدمير خلايا الكبد تدريجيًا، مما يؤدي إلى تراكم الأنسجة المتندبة.
2. الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)
يحدث نتيجة تراكم الدهون داخل خلايا الكبد، وهو مرتبط بالسمنة، السكري، ومتلازمة التمثيل الغذائي.
يمكن أن يتطور إلى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH)، الذي يسبب الالتهاب والتليف التدريجي.
3. تعاطي الكحول المزمن
يُعد تناول الكحول المفرط سببًا رئيسيًا لتليف الكبد، حيث يسبب تلفًا مباشرًا لخلايا الكبد وتراكم السموم.
يستمر الكبد في محاولة إصلاح الضرر، لكنه مع الوقت يفشل، مما يؤدي إلى التليف.
4. أمراض المناعة الذاتية للكبد
مثل التهاب الكبد المناعي الذاتي، حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا الكبد، مما يؤدي إلى التهاب مزمن وتليف مع مرور الوقت.
قد تشمل أيضًا التهاب الأقنية الصفراوية الأولي والتهاب الأقنية الصفراوية المصلب الأولي، التي تسبب انسداد القنوات الصفراوية وتليف الكبد.
5. اضطرابات التمثيل الغذائي
بعض الأمراض الوراثية مثل داء ترسب الأصبغة الدموية (Hemochromatosis)، حيث يتراكم الحديد في الكبد ويؤدي إلى تليفه.
داء ويلسون، الذي يؤدي إلى تراكم النحاس داخل الكبد، مما يسبب تلفًا وتليفًا تدريجيًا.
6. العدوى الطفيلية والأمراض المزمنة
يمكن أن تؤدي بعض الطفيليات مثل البلهارسيا إلى التهاب مزمن في الكبد يؤدي إلى التليف.
الأدوية السامة للكبد مثل بعض المضادات الحيوية والأدوية المضادة للسرطان قد تسبب تليف الكبد عند استخدامها لفترات طويلة.
أعراض تليف الكبد
في المراحل المبكرة، قد لا تظهر أعراض واضحة، ولكن مع تقدم المرض، تبدأ الأعراض في الظهور وتشمل:

️ الإرهاق المزمن وضعف الجسم نتيجة فقدان الكبد لوظيفته في إنتاج الطاقة.
️ اصفرار الجلد والعينين (اليرقان) بسبب تراكم البيليروبين في الدم.
️ الحكة الجلدية المستمرة بسبب تراكم الأملاح الصفراوية في الجلد.
️ تضخم البطن نتيجة تجمع السوائل (الاستسقاء البطني) بسبب ضعف إنتاج الألبومين واضطراب ضغط الدم البابي.
️ تورم الساقين والكاحلين بسبب احتباس السوائل.
️ التقيؤ الدموي أو البراز الأسود نتيجة نزيف دوالي المريء.
️ تشوش الذهن وضعف التركيز (الاعتلال الدماغي الكبدي) نتيجة تراكم السموم في الدماغ بسبب فشل الكبد في تصفيتها.
️ فقدان الشهية وفقدان الوزن غير المبرر بسبب سوء امتصاص العناصر الغذائية.
️ بقع زرقاء ونزيف متكرر بسبب ضعف قدرة الكبد على إنتاج عوامل التجلط.

المضاعفات الخطيرة لتليف الكبد
إذا تُرك تليف الكبد دون علاج، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدد الحياة، ومنها:

️ الفشل الكبدي الحاد، مما يؤدي إلى فقدان القدرة على تصفية السموم وتنظيم عمليات الجسم الحيوية.
️ ارتفاع ضغط الدم البابي، مما يؤدي إلى احتقان الأوعية الدموية في الجهاز الهضمي ونزيف دوالي المريء.
️ سرطان الكبد (سرطان الخلايا الكبدية - HCC)، حيث يزيد تليف الكبد من خطر الإصابة بالأورام الكبدية الخبيثة.
️ الاعتلال الدماغي الكبدي، مما يؤدي إلى فقدان الوعي والدخول في غيبوبة كبدية.
️ الاستسقاء البطني، حيث تتراكم كميات كبيرة من السوائل في تجويف البطن، مما يزيد من خطر العدوى البكتيرية العفوية.

تشخيص تليف الكبد
تحليل وظائف الكبد (LFTs) لقياس مستويات الإنزيمات الكبدية، البيليروبين، والألبومين.
تحليل زمن التجلط (PT/INR) لتقييم قدرة الكبد على إنتاج عوامل التخثر.
التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound) للكشف عن مدى تليف الكبد ووجود استسقاء أو أورام.
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو الأشعة المقطعية (CT scan) للكشف عن أي مضاعفات مثل سرطان الكبد.
خزعة الكبد (Liver Biopsy) لتحديد مدى شدة التليف وتقييم درجة الضرر.
اختبارات فيبرو سكان (FibroScan) لقياس تصلب نسيج الكبد دون الحاجة إلى خزعة.

العلاجات المتاحة لتليف الكبد
علاج السبب الأساسي

علاج التهاب الكبد الفيروسي C أو B بالأدوية المضادة للفيروسات.
السيطرة على داء السكري والدهون الثلاثية لمنع تفاقم الكبد الدهني.
تقليل تناول الكحول أو الإقلاع عنه تمامًا لحماية الكبد.
التحكم في اضطرابات المناعة الذاتية باستخدام الأدوية المثبطة للمناعة.
الأدوية المستخدمة في علاج الأعراض
مدرات البول لتقليل الاستسقاء البطني.
حاصرات بيتا مثل البروبرانولول للحد من ضغط الدم البابي ومنع نزيف الدوالي.
اللاكتولوز لتحسين الاعتلال الدماغي الكبدي ومنع تراكم السموم في الدماغ.

التدخلات الجراحية والعلاجية
إجراء تفريغ السوائل (Paracentesis) لتخفيف الضغط البطني في حالات الاستسقاء الشديد.
زرع الكبد (Liver Transplantation) في الحالات المتقدمة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى.

نمط الحياة الصحي
اتباع نظام غذائي صحي قليل الملح والبروتين الحيواني لحماية الكبد وتقليل الاستسقاء.
ممارسة الرياضة المعتدلة للحفاظ على الوزن الصحي وتقليل تراكم الدهون في الكبد.
التطعيم ضد التهاب الكبد A و B للوقاية من العدوى الفيروسية التي قد تؤدي إلى تفاقم المرض.

الخاتمة
يُعتبر تليف الكبد من الأمراض المزمنة الخطيرة التي قد تتطور إلى فشل كبدي ومضاعفات قاتلة إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح. من خلال الكشف المبكر، تغيير نمط الحياة، وإدارة السبب الأساسي، يمكن تحسين جودة الحياة وتقليل تطور المرض. في الحالات المتقدمة، قد يكون زرع الكبد هو الخيار العلاجي الوحيد لإنقاذ حياة المريض.



شريط الأخبار