اضطرابات العظام الناتجة عن اختلال التوازن الأيضي: الأسباب والتشخيص والعلاج

الامارات 7 - تلعب العظام دورًا أساسيًا في دعم الجسم وحمايته، كما أنها مخزن رئيسي للمعادن مثل الكالسيوم والفوسفور. غير أن بعض الاضطرابات الأيضية قد تؤدي إلى تليّن العظام، وهي حالة تُعرف باسم الكساح (Rachitis) عند الأطفال أو لين العظام (Osteomalacia) عند البالغين، حيث تصبح العظام ضعيفة وقابلة للتشوه والكسور بسهولة.

كيف يحدث تليّن العظام؟
يتطلب تكوين العظام عملية متوازنة من ترسب المعادن مثل الكالسيوم والفوسفور في النسيج العظمي. عندما يحدث خلل في هذه العملية بسبب نقص المعادن أو اضطرابات هرمونية أو أمراض استقلابية، تفقد العظام صلابتها وتصبح أكثر عرضة للتشوه.

الأسباب الرئيسية لتليّن العظام
1. نقص فيتامين D
يعد فيتامين D عاملًا رئيسيًا في امتصاص الكالسيوم والفوسفور في الأمعاء. يؤدي نقصه إلى:

ضعف تكوين العظام بسبب قلة امتصاص الكالسيوم.
زيادة إفراز هرمون الغدة الجار درقية (PTH)، مما يسحب الكالسيوم من العظام لتعويض النقص في الدم.
تشوهات العظام عند الأطفال وتأخر نموها.
2. نقص الكالسيوم والفوسفور
قد يكون بسبب سوء التغذية أو اضطرابات الامتصاص المعوي مثل مرض الداء البطني (Celiac Disease) أو متلازمة سوء الامتصاص.
يؤدي انخفاض مستوى الكالسيوم والفوسفور إلى عدم تصلب العظام بالشكل الصحيح.
3. الحماض الكلوي الأنبوبي
يؤدي إلى فقدان البيكربونات واضطراب توازن الأيونات، مما يقلل من قدرة الجسم على الحفاظ على معادن العظام.
يسبب إفرازًا مفرطًا للكالسيوم في البول، مما يؤدي إلى هشاشة العظام وتكوّن الحصوات.
4. الفشل الكلوي المزمن
يسبب نقصًا في إنتاج فيتامين D النشط، مما يؤدي إلى انخفاض امتصاص الكالسيوم وخلل في بناء العظام.
يؤدي إلى فرط نشاط الغدة الجار درقية الذي يساهم في إزالة المعادن من العظام.
5. استخدام بعض الأدوية
بعض الأدوية مثل مضادات الصرع (الفينيتوين والفينوباربيتال) قد تقلل من مستويات فيتامين D في الجسم.
الستيرويدات القشرية مثل الكورتيزون قد تعيق امتصاص الكالسيوم من الأمعاء وتزيد من خطر هشاشة العظام.
6. اضطرابات هرمونية
فرط نشاط الغدة الجار درقية يؤدي إلى فقدان الكالسيوم من العظام.
قصور الدريقات يسبب نقص الكالسيوم المزمن في الدم.
7. نقص المغنيسيوم
المغنيسيوم ضروري لعملية التمعدن، ونقصه قد يؤدي إلى ضعف العظام وتشوهها.
الأعراض السريرية لتليّن العظام
تختلف الأعراض حسب العمر ومدى تأثير المرض، لكنها تشمل:

عند الأطفال (الكساح - Rachitis)
تأخر في النمو وقصر القامة بسبب ضعف العظام.
تشوهات في العظام مثل تقوس الساقين أو تشوه القفص الصدري.
تأخر إغلاق اليافوخ في الجمجمة بسبب ضعف العظام.
ضعف في العضلات وصعوبة في الحركة.
تأخر التسنين أو تشوه الأسنان.
عند البالغين (لين العظام - Osteomalacia)
ألم مستمر في العظام والمفاصل، يزداد سوءًا مع الضغط.
ضعف العضلات خاصة في الأطراف السفلية، مما يؤدي إلى مشية غير مستقرة.
سهولة التعرض للكسور حتى مع الإصابات البسيطة.
تقلصات عضلية متكررة بسبب نقص الكالسيوم والمغنيسيوم.
انحناء العظام وتغيرات في شكل العمود الفقري أو الأطراف في الحالات المتقدمة.
التشخيص والفحوصات الطبية
يعتمد التشخيص على عدة اختبارات تشمل:

اختبارات الدم

قياس مستويات الكالسيوم والفوسفور.
قياس مستوى فيتامين D في الدم.
تحليل هرمون الغدة الجار درقية (PTH).
تحليل البول

للكشف عن فقدان المعادن أو الحماض الكلوي.
اختبارات وظائف الكلى

لتقييم قدرة الكلى على الحفاظ على توازن المعادن.
الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي

للكشف عن تشوهات العظام أو تكلسات غير طبيعية.
فحص كثافة العظام (DXA scan)

لتحديد درجة هشاشة أو ضعف العظام.
الخيارات العلاجية
يركز العلاج على تصحيح النقص الغذائي أو المرضي الذي يسبب تليّن العظام، ويشمل:

1. مكملات فيتامين D
يتم إعطاء فيتامين D3 (كوليكالسيفيرول) أو D2 (إرغوكالسيفيرول) بجرعات مناسبة لاستعادة مستويات الفيتامين في الدم.
في حالات الاضطرابات الكلوية، يُستخدم الشكل النشط كالسيتريول.
2. تعويض الكالسيوم والفوسفور
تناول مكملات الكالسيوم أو الفوسفور حسب الحاجة.
تعزيز امتصاص الكالسيوم من خلال زيادة تناول الحليب، الجبن، والخضروات الورقية.
3. العلاج بالبيكربونات أو القلوية
يستخدم في حالات الحماض الكلوي الأنبوبي لمعادلة الحموضة ومنع فقدان المعادن من العظام.
4. تنظيم مستويات الهرمونات
في حالات فرط نشاط الغدة الجار درقية، يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي أو الدوائي.
علاج الفشل الكلوي لتحسين وظائف الجسم في امتصاص المعادن.
5. تعديلات في نمط الحياة
التعرض لأشعة الشمس لتعزيز إنتاج فيتامين D طبيعيًا.
القيام بتمارين تقوية العظام مثل المشي ورفع الأوزان لتحفيز إعادة بناء العظام.
تجنب الأطعمة والمشروبات التي تعيق امتصاص الكالسيوم مثل المشروبات الغازية والكافيين.
المضاعفات المحتملة إذا لم يتم العلاج
التشوهات الدائمة في العظام عند الأطفال والبالغين.
زيادة خطر الكسور المستمرة بسبب هشاشة العظام.
ضعف الحركة والاعتماد على وسائل مساعدة مثل العكازات أو الكراسي المتحركة.
مشاكل في الأسنان بسبب نقص تمعدن المينا والعاج.
الخاتمة
يُعد تليّن العظام من الحالات التي يمكن الوقاية منها وعلاجها إذا تم التشخيص مبكرًا وتقديم العلاج المناسب. من خلال التغذية السليمة، التعرض للشمس، والمكملات الغذائية، يمكن تحسين صحة العظام وتجنب المضاعفات المرتبطة بهذا المرض. كما أن البحث العلمي والتطورات الطبية تقدم آفاقًا جديدة لعلاج الاضطرابات المرتبطة بضعف العظام وتحسين جودة حياة المرضى.



شريط الأخبار