ما هي الزراعة

الامارات 7 - في العصور القديمة، كانت الزراعة تقتصر على أنشطة معينة مثل زراعة الأرز في آسيا، وزراعة القمح في أوروبا، بينما كانت تربية الماشية سائدة في أمريكا. ومع مرور الوقت، سعى الإنسان إلى زيادة إنتاجية النباتات والحيوانات من أجل توفير الغذاء، فابتكر تقنيات بيئية جديدة لزيادة كمية الضوء الواصلة إلى الأرض وتقليل المنافسة بين الحيوانات. كما بدأ الإنسان في دراسة العلوم الزراعية بهدف جعل النباتات والحيوانات صالحة للاستهلاك البشري، بالإضافة إلى دراسة طرق إنتاج الغذاء والألياف ومعالجتها.

أدى هذا التطور إلى أن أصبحت بعض الحيوانات والنباتات تعتمد على الإنسان في نموها واستمرارها، كما ساعدت هذه الحيوانات في الزراعة عبر استخداماتها في النقل ومكافحة الآفات، فضلًا عن الاستفادة من لحومها وصوفها وحليبها. كما قام الإنسان بتطوير النباتات من خلال عملية انتقائية تُعرف بالتدجين، حيث أدخل صفات مرغوبة لتحسين الأنواع المختلفة.

تاريخ الزراعة:
في البداية، كان مفهوم الزراعة بسيطًا للغاية، حيث كان الناس يلقون البذور في التربة دون معرفة الطرق الحديثة للزراعة. وقد تم اكتشاف هذه الطريقة قبل حوالي 15,000 سنة، عندما كان البشر يجمعون بقايا الطعام ويكتشفون أنها تنمو إلى نباتات من نفس النوع. بدأت زراعة الأرز في منطقة النهر الأصفر في الصين قبل نحو 15,000 سنة، وفي فترة ما بعد العصر الجليدي، بدأت زراعة الشعير والقمح والعدس والحمص في منطقة الهلال الخصيب، التي تشمل دولًا مثل إيران وسوريا وتركيا والعراق وفلسطين ولبنان. كانت أريحا في وادي الأردن من أوائل المناطق الزراعية في تلك الحقبة.

في أوروبا والشرق الأوسط، بدأت تربية الماشية، والماعز، والأغنام، والخنازير، بالإضافة إلى زراعة القمح والشعير والبقوليات قبل حوالي 8,000 سنة. ومع مرور الزمن، انتشرت الزراعة في معظم أنحاء العالم، ففي مصر تم تناول أنواع معينة من الفواكه مثل التين، والتمر، والعنب، والزيتون، والرمان بين الطبقة الغنية. أما في جبال الأنديز، فكانت البطاطا منتشرة، وفي الأمريكيتين تم التعرف على الكاكاو، والأفوكادو، والقرع. كما انتشرت زراعة الكسافا والبطاطا والقهوة والقطن في أفريقيا.

أنواع الزراعة:
يعمل حوالي 45% من سكان العالم في الزراعة، وغالبية هؤلاء من آسيا وأفريقيا، حيث يمثلون حوالي 80% من المزارعين في العالم. وفي الولايات المتحدة، لا يتجاوز عدد المزارعين 2%. ويمكن تصنيف الزراعة إلى نوعين رئيسيين:

مزارع الكفاف: يعتمد فيها المزارعون على أساليب بسيطة لا تشمل الري أو التسميد المتقدم. يزرعون ما يكفي لتلبية احتياجات أسرهم، وغالبًا ما يستخدمون الحرق للحصول على محاصيل جيدة، وتنتشر هذه الطريقة في أفريقيا وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية.
المزارع التجارية: مثل مزارع الفاكهة في أمريكا الوسطى أو زراعة القمح في الولايات المتحدة، حيث يتم إنتاج نوع واحد من المحاصيل بكميات كبيرة وبيعه في الأسواق العالمية.
الزراعة العضوية:
بدأت العديد من البلدان تشجيع الزراعة العضوية لتحسين الأمن الغذائي وتقليل التكاليف. يعتمد هذا النوع من الزراعة على الأساليب البيولوجية والميكانيكية بدلاً من استخدام المواد الصناعية مثل الأسمدة والمبيدات الحشرية. كما تهدف الزراعة العضوية إلى زيادة خصوبة التربة والتقليل من الآفات والأمراض.

تطبيقات الهندسة الوراثية في الزراعة:
في عام 1994، تم إدخال حمض نووي معدل في الطماطم لزيادة عمرها الافتراضي وتحسين طعمها. ومن ثم بدأت تطبيقات الهندسة الوراثية في إنتاج المحاصيل المعدلة وراثيًا، مما ساعد في زيادة الإنتاج وتقليل الوقت المستغرق في العناية بالمحاصيل، إضافة إلى تقليص تكاليف المبيدات. أصبحت بعض النباتات مقاومة لمبيدات الأعشاب والأمراض الفيروسية.



شريط الأخبار