الإكزيما الداخلية: الأسباب، الأنواع، وأفضل طرق العلاج

الامارات 7 - الإكزيما الداخلية: الأسباب، الأنواع، وأفضل طرق العلاج

تُعتبر الإكزيما من أكثر الأمراض الجلدية شيوعًا، لكنها لا تتشابه في جميع الحالات. فبينما تنشأ بعض أنواع الإكزيما بسبب عوامل خارجية مثل التلامس مع المواد الكيميائية أو المهيجات، هناك نوع آخر يُعرف بـ الإكزيما داخلية المنشأ، والذي يحدث بسبب اضطرابات مناعية ووراثية داخل الجسم. غالبًا ما تصيب هذه الأنواع الأطفال الصغار، خاصةً إذا كان لديهم تاريخ عائلي للإصابة بأمراض الحساسية مثل الربو أو التهاب الأنف التحسسي. في هذا المقال، سنلقي نظرة عميقة على أنواع الإكزيما داخلية المنشأ، وكيفية التعرف عليها، وأفضل الطرق لعلاجها والتعامل معها.

ما هي الإكزيما داخلية المنشأ؟
الإكزيما الداخلية هي حالة جلدية مزمنة وغير معدية، تحدث نتيجة استجابة مناعية غير طبيعية للجسم تؤدي إلى التهاب الجلد وجفافه وتهيجه. غالبًا ما تكون وراثية، حيث يظهر هذا النوع من الإكزيما بشكل متكرر عند الأشخاص الذين لديهم أقارب يعانون من الربو، حمى القش، أو حساسية الأنف والعين.

يمكن أن تظهر الإكزيما الداخلية في مراحل عمرية مختلفة، لكنها أكثر شيوعًا عند الأطفال، حيث قد تبدأ منذ الشهور الأولى بعد الولادة وتستمر خلال مرحلة الطفولة، أو حتى في بعض الحالات إلى مرحلة البلوغ.

أنواع الإكزيما داخلية المنشأ
1. الإكزيما التأتبية (Atopic Dermatitis)
الأكثر شيوعًا بين جميع أنواع الإكزيما الداخلية.
تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، ولكنها قد تستمر مدى الحياة لدى بعض الأشخاص.
غالبًا ما ترتبط بوجود تاريخ عائلي للإصابة بالحساسية مثل الربو أو التهاب الأنف التحسسي.
تتميز بجفاف الجلد الشديد، الحكة المستمرة، الاحمرار، والتشقق.
قد تظهر في مناطق مختلفة مثل الوجه، الرقبة، المرفقين، والركبتين.

أفضل العلاجات:

ترطيب الجلد بانتظام باستخدام كريمات غنية بالسيراميد.
استخدام أدوية مضادة للالتهابات مثل الكورتيكوستيرويدات الموضعية.
تجنب المحفزات مثل الغبار، وبر الحيوانات، والصوف.
العلاج الضوئي (Phototherapy) في الحالات الشديدة.
2. الإكزيما النُمية (Nummular Eczema)
تُعرف أيضًا بالإكزيما القرصية لأنها تظهر على شكل بقع دائرية تشبه العملة المعدنية.
غالبًا ما تصيب البالغين أكثر من الأطفال، لكنها قد تظهر عند بعض الصغار.
تتميز ببشرة جافة جدًا مع بقع حمراء متقشرة يمكن أن تتحول إلى قشور سميكة.
تحدث غالبًا بسبب جفاف الجلد المفرط أو بعد الإصابة بجروح أو لدغات الحشرات.

أفضل العلاجات:

تطبيق الكريمات المرطبة بعد الاستحمام مباشرة للحفاظ على رطوبة الجلد.
استخدام كريمات الكورتيزون الموضعية لعلاج الالتهابات.
تجنب الاستحمام بالماء الساخن الذي يزيد من جفاف الجلد.
3. الإكزيما الركودية (Stasis Dermatitis)
تحدث بسبب ضعف الدورة الدموية في الساقين، مما يؤدي إلى تورم الجلد والتهابه.
تصيب البالغين وكبار السن الذين يعانون من مشاكل في الأوردة مثل الدوالي.
تتسبب في احمرار، حكة، وقشور جلدية، وقد تؤدي في بعض الحالات إلى تقرحات جلدية.
غالبًا ما تتطور في منطقة أسفل الساقين والكاحلين.

أفضل العلاجات:

رفع الساقين للمساعدة في تحسين تدفق الدم.
ارتداء الجوارب الضاغطة لتقليل التورم وتحسين الدورة الدموية.
استخدام كريمات مضادة للالتهابات للحفاظ على صحة الجلد.
4. الإكزيما العصبية (Neurodermatitis)
تحدث بسبب الحكة المستمرة والخدش المتكرر، مما يؤدي إلى سماكة الجلد وتغير لونه.
غالبًا ما تكون مرتبطة بالتوتر والقلق، حيث يسبب التوتر النفسي الرغبة في حكّ الجلد باستمرار.
تظهر في العنق، الذراعين، الساقين، واليدين، وغالبًا ما تكون على جانب واحد فقط من الجسم.

أفضل العلاجات:

تجنب الحكّ المستمر واستخدام كريمات مهدئة للحكة.
استخدام تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوغا لتقليل التوتر.
تطبيق ضمادات باردة لتخفيف الرغبة في الحكّ.
أسباب تفاقم الإكزيما داخلية المنشأ
على الرغم من أن الإكزيما الداخلية لها جذور وراثية، إلا أن هناك العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض، ومنها:
التعرض للمواد المهيجة مثل العطور والصابون القاسي.
التغيرات المناخية، خاصة الطقس البارد والجاف.
الضغط النفسي والتوتر الذي يؤدي إلى تفاقم الالتهاب والحكة.
النظام الغذائي غير الصحي، حيث قد تؤثر بعض الأطعمة مثل الحليب والبيض والمكسرات على بعض المرضى.

أفضل النصائح لإدارة الإكزيما داخلية المنشأ
ترطيب الجلد يوميًا باستخدام كريمات غنية بالمرطبات الطبيعية.
الاستحمام بالماء الفاتر بدلًا من الساخن، مع استخدام صابون لطيف على البشرة.
ارتداء ملابس قطنية لتجنب التهيج الناتج عن الأقمشة الخشنة مثل الصوف والبوليستر.
تقليل التوتر من خلال ممارسة الرياضة وتقنيات الاسترخاء.
اتباع نظام غذائي متوازن غني بالأوميغا 3 والخضروات والمياه للحفاظ على صحة الجلد.

متى يجب زيارة الطبيب؟
في بعض الحالات، قد تحتاج إلى استشارة طبيب الجلدية إذا كنت تعاني من:
زيادة شديدة في الأعراض وعدم تحسنها رغم اتباع العلاجات المنزلية.
ظهور بثور أو تقرحات جلدية أو علامات عدوى مثل الاحمرار الشديد وخروج سوائل.
تأثير الإكزيما على جودة حياتك اليومية، مثل صعوبة النوم بسبب الحكة المستمرة.

الخاتمة
تعتبر الإكزيما داخلية المنشأ من الحالات الجلدية المزمنة التي تتطلب عناية خاصة وإدارة مستمرة. قد تكون وراثية أو ناتجة عن اضطرابات مناعية، لكنها تتأثر أيضًا بالعوامل البيئية والسلوكية. من خلال اتباع نظام عناية بالبشرة مناسب، والتعرف على المحفزات الشخصية، وطلب العلاج عند الحاجة، يمكن للأشخاص المصابين بهذه الحالة تحسين صحتهم الجلدية والحد من نوبات التهيج.



شريط الأخبار