أهمية شرب السوائل في التحكم بسلس البول: كيف يؤثر الجفاف على صحة المثانة؟

الامارات 7 - أهمية شرب السوائل في التحكم بسلس البول: كيف يؤثر الجفاف على صحة المثانة؟
يعاني العديد من الأشخاص المصابين بسلس البول من القلق المستمر بشأن تسرب البول، مما قد يدفعهم إلى تقليل شرب السوائل ظنًا أن ذلك سيساعد في تقليل عدد مرات التبول. لكن هذه الممارسة قد تكون ضارة أكثر مما هي مفيدة، حيث إن تقليل استهلاك الماء يؤدي إلى زيادة تركيز البول، مما قد يسبب تهيج المثانة ويزيد من الأعراض سوءًا. الحفاظ على ترطيب الجسم بالشكل الصحيح هو أحد المفاتيح الأساسية لتحسين صحة المثانة وتقليل نوبات السلس.

لماذا يعتبر تقليل السوائل استراتيجية غير فعالة للتحكم في سلس البول؟
1. زيادة تركيز البول يؤدي إلى تهيج المثانة
عندما لا يحصل الجسم على كمية كافية من الماء، يصبح البول أكثر تركيزًا بسبب زيادة نسبة الفضلات والمعادن مثل الأمونيا وحمض اليوريك. يؤدي ذلك إلى تهيج بطانة المثانة، مما يسبب إحساسًا متزايدًا بالحاجة إلى التبول، وقد يجعل الأعراض أسوأ.

2. تقليل كمية السوائل لا يعني تقليل عدد مرات التبول
بدلًا من تقليل الحاجة إلى التبول، يؤدي شرب كميات أقل من الماء إلى جعل المثانة أكثر حساسية للسوائل القليلة التي تحتويها، مما يجعل الشخص يشعر برغبة ملحة في التبول حتى عند وجود كميات صغيرة من البول.

3. خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية
عدم شرب كمية كافية من الماء يمنع التخلص الفعّال من البكتيريا والسموم عبر البول، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالتهابات المسالك البولية، وهي مشكلة شائعة لدى الأشخاص الذين يعانون من سلس البول.

4. زيادة خطر الإمساك وتأثيره على المثانة
قلة شرب السوائل قد تؤدي إلى الإمساك، مما يسبب ضغطًا إضافيًا على المثانة، ويؤدي إلى زيادة مشاكل التحكم في البول. عندما تمتلئ الأمعاء الغليظة بالبراز الصلب، فإنها تضغط على المثانة، مما يقلل من سعتها التخزينية ويؤدي إلى نوبات سلس أكثر تكرارًا.

5. الشعور بالإرهاق وانخفاض مستويات الطاقة
يؤدي الجفاف إلى التعب والإرهاق، حيث يؤثر على وظائف الجسم المختلفة، بما في ذلك وظائف الكلى والمثانة. نقص الماء يقلل من تدفق الدم والأوكسجين إلى العضلات والأعضاء، مما قد يؤثر على قدرة الجسم على التحكم في المثانة بشكل فعال.

ما هي الكمية المناسبة من السوائل للحفاظ على صحة المثانة؟
يُوصى بشرب ما بين 1.5 إلى 2 لتر من الماء يوميًا، وهو ما يعادل تقريبًا 6-8 أكواب موزعة على مدار اليوم.
توزيع كمية الماء على مدار اليوم بدلاً من شرب كميات كبيرة دفعة واحدة يساعد في تقليل الضغط على المثانة.
تقليل شرب السوائل في المساء قبل النوم بساعتين يساعد في تقليل التبول الليلي.

كيفية الحفاظ على الترطيب دون زيادة أعراض سلس البول
اختيار المشروبات المناسبة

الماء هو الخيار الأفضل، حيث إنه لا يحتوي على أي مكونات قد تهيج المثانة.
شاي الأعشاب مثل البابونج والنعناع يساعد في تهدئة المثانة وتقليل التهيج.
عصائر طبيعية غير حمضية مثل عصير الكمثرى أو التفاح يمكن أن تكون خيارًا جيدًا.
تجنب المشروبات التي قد تزيد من نشاط المثانة

القهوة والشاي والمشروبات الغازية لاحتوائها على الكافيين الذي يحفز المثانة.
العصائر الحمضية مثل البرتقال والجريب فروت قد تسبب تهيجًا إضافيًا للمثانة.
المشروبات الكحولية تزيد من إدرار البول وتؤدي إلى فقدان السوائل بسرعة.
تناول الأطعمة الغنية بالماء

يمكن الحصول على الترطيب من خلال تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء، مثل:
الخيار
البطيخ
البرتقال
الفراولة
الكرفس
مراقبة لون البول لتحديد مستوى الترطيب

لون البول الفاتح إلى الشفاف يشير إلى ترطيب جيد.
اللون الداكن يشير إلى أن الجسم بحاجة إلى المزيد من السوائل.
متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا استمر سلس البول أو تفاقمت الأعراض رغم الحفاظ على الترطيب المناسب، فمن الأفضل استشارة الطبيب خاصة إذا كنت تعاني من:

زيادة الحاجة إلى التبول بشكل غير طبيعي رغم شرب كمية مناسبة من السوائل.
وجود حرقة أو ألم أثناء التبول، مما قد يشير إلى التهاب في المسالك البولية.
تغير لون البول إلى الأحمر أو البرتقالي الداكن، مما قد يكون علامة على مشكلة صحية تحتاج إلى فحص طبي.
الإصابة بالإمساك المزمن الذي قد يضغط على المثانة ويزيد من الأعراض.
الخلاصة
تقليل شرب السوائل ليس حلًا فعالًا لسلس البول، بل قد يزيد من الأعراض سوءًا بسبب تركيز البول وتهيج المثانة. بدلاً من ذلك، يُنصح بالحفاظ على توازن صحي للسوائل عن طريق شرب ما بين 1.5 إلى 2 لتر يوميًا، وتوزيع كمية الماء على مدار اليوم، مع تجنب المشروبات المدرة للبول والمحفزة للمثانة. الحفاظ على الترطيب الجيد لا يساعد فقط في تحسين التحكم في المثانة، بل يحمي أيضًا من التهابات المسالك البولية والإمساك، مما يعزز الراحة وجودة الحياة للأشخاص المصابين بسلس البول.



شريط الأخبار