العناية بصحة المثانة أثناء الحمل: لماذا يجب على الحوامل تفريغ المثانة بانتظام؟

الامارات 7 - العناية بصحة المثانة أثناء الحمل: لماذا يجب على الحوامل تفريغ المثانة بانتظام؟
مع تقدم الحمل، يمر جسد المرأة بتغيرات كبيرة تؤثر على كل أعضائه، ومن بين الأعضاء التي تتعرض لضغط متزايد مع نمو الجنين هي المثانة البولية. تصبح الحاجة إلى التبول أكثر تواترًا بسبب زيادة الضغط على المثانة، لكن بعض النساء قد لا يشعرن بالحاجة الفورية لإفراغها، مما قد يؤدي إلى مشكلات صحية إذا لم يتم الانتباه لها. لذلك، ينصح الأطباء الحوامل بتفريغ المثانة كل ساعتين، حتى إن لم تكن هناك رغبة ملحة في التبول، لضمان صحة الجهاز البولي وتقليل مضاعفات سلس البول.

التغيرات التي تؤثر على المثانة أثناء الحمل
1. ضغط الرحم على المثانة
مع نمو الجنين، يزداد حجم الرحم ويضغط بشكل مباشر على المثانة، مما يقلل من سعتها التخزينية ويجعلها غير قادرة على الاحتفاظ بكميات كبيرة من البول. كلما كبر حجم الجنين، زاد هذا الضغط، مما يؤدي إلى الحاجة المتكررة للتبول وأحيانًا إلى تسرب لا إرادي للبول.

2. زيادة تدفق الدم إلى الكلى
أثناء الحمل، يزداد حجم الدم في جسم المرأة الحامل لدعم نمو الجنين، مما يؤدي إلى زيادة عمل الكلى وإنتاج المزيد من البول. هذا يجعل المثانة تمتلئ بسرعة أكبر من المعتاد، حتى في الأوقات التي قد لا تشعر فيها المرأة بالحاجة الملحة للتبول.

3. تأثير الهرمونات على عضلات المثانة
تلعب الهرمونات دورًا كبيرًا في ارتخاء العضلات والأربطة خلال فترة الحمل، بما في ذلك العضلات التي تتحكم في المثانة. يؤدي هذا التغيير إلى ضعف السيطرة على تدفق البول، مما يجعل تسربه أكثر شيوعًا خاصة عند السعال أو العطس أو الضحك.

فوائد تفريغ المثانة بانتظام للحامل
1. تقليل خطر التهابات المسالك البولية
إذا لم يتم إفراغ المثانة بشكل منتظم، قد يتجمع البول لفترات طويلة، مما يزيد من خطر تكاثر البكتيريا وحدوث التهابات في المسالك البولية، وهي مشكلة شائعة أثناء الحمل. يمكن أن تؤدي التهابات المسالك البولية غير المعالجة إلى مضاعفات مثل الولادة المبكرة أو مشكلات صحية للأم.

2. تقليل فرص حدوث سلس البول
سلس البول أثناء الحمل شائع لكنه يزداد سوءًا عندما تبقى المثانة ممتلئة لفترات طويلة، حيث يزداد الضغط عليها وتضعف قدرتها على التحكم في البول. تفريغ المثانة بانتظام يقلل من فرص حدوث التسربات المفاجئة ويمنح المرأة شعورًا بالراحة.

3. تحسين راحة النوم وتقليل الاستيقاظ الليلي
تعاني العديد من النساء الحوامل من كثرة التبول أثناء الليل، مما يقطع نومهن ويجعلهن يشعرن بالإرهاق. يمكن تقليل هذه المشكلة عن طريق تفريغ المثانة كل ساعتين خلال النهار، مما يقلل من كمية البول المخزنة في المساء ويجعل النوم أكثر استقرارًا.

4. منع الضغط الزائد على عضلات قاع الحوض
عندما تبقى المثانة ممتلئة لفترات طويلة، تضغط على عضلات قاع الحوض، مما قد يؤدي إلى ضعفها بمرور الوقت. الحفاظ على تفريغ المثانة بانتظام يساعد في تقليل الضغط ويحافظ على قوة العضلات، مما يسهم في تسهيل الولادة والتعافي بعدها.

نصائح إضافية للحفاظ على صحة المثانة أثناء الحمل
1. شرب كميات كافية من الماء
يعتقد البعض أن تقليل شرب الماء يقلل من كثرة التبول، لكنه في الواقع يزيد من خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية والجفاف. يجب شرب ما يكفي من الماء يوميًا (حوالي 8-10 أكواب) للحفاظ على صحة المثانة والكلى.

2. ممارسة تمارين قاع الحوض (كيجل)
تمارين كيجل تساعد في تقوية عضلات المثانة والتحكم في سلس البول. يمكن ممارستها بسهولة عدة مرات يوميًا للحصول على نتائج أفضل أثناء الحمل وبعد الولادة.

3. تجنب المشروبات المدرة للبول
المشروبات المحتوية على الكافيين مثل القهوة والشاي تزيد من إدرار البول، مما قد يزيد من الحاجة المتكررة للتبول. من الأفضل استبدالها بالماء أو المشروبات العشبية المفيدة للحامل.

4. الجلوس بوضعية صحيحة أثناء التبول
عند الذهاب إلى الحمام، من الأفضل الجلوس في وضعية مستقيمة ومريحة لإفراغ المثانة بالكامل. يمكن إمالة الجسم قليلاً للأمام للمساعدة في خروج البول بشكل كامل وتقليل احتباسه.

5. تقليل تناول السوائل قبل النوم
لتقليل الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل، يُفضل تقليل تناول السوائل قبل ساعتين من النوم، مع التأكد من تفريغ المثانة قبل الذهاب إلى الفراش.

متى يجب استشارة الطبيب؟
رغم أن كثرة التبول وسلس البول من الأمور الطبيعية خلال الحمل، هناك بعض الحالات التي تستدعي استشارة الطبيب، مثل:

الشعور بألم أو حرقة أثناء التبول، وهو مؤشر محتمل على التهاب المسالك البولية.
ظهور دم في البول، وهو أمر غير طبيعي ويحتاج إلى تقييم فوري.
عدم القدرة على تفريغ المثانة بالكامل، مما قد يشير إلى وجود مشكلات في الجهاز البولي.
تفاقم سلس البول بشكل مفاجئ، مما قد يستدعي فحص صحة عضلات المثانة والحوض.
الخلاصة
تفريغ المثانة كل ساعتين أثناء الحمل ليس مجرد توصية عشوائية، بل هو عادة صحية مهمة تساعد في الحفاظ على صحة المثانة، وتقليل خطر التهابات المسالك البولية، والحد من مشكلات سلس البول. مع تقدم الحمل وزيادة الضغط على المثانة، يصبح الالتزام بهذه العادة أكثر أهمية، مما يمنح الحامل راحة أفضل ويحميها من المضاعفات. الاهتمام بصحة الجهاز البولي خلال هذه الفترة ينعكس بشكل إيجابي على راحة الأم ويضمن تجربة حمل أكثر سلاسة وأمانًا.



شريط الأخبار