غياب الحيض: الأسباب المحتملة، متى يكون علامة على مشكلة صحية أكبر، وأهمية استشارة الطبيب في الوقت المناسب

الامارات 7 - الدورة الشهرية المنتظمة هي مؤشر مهم على صحة المرأة العامة والهرمونية. عندما تغيب الدورة الشهرية لفترة طويلة دون سبب واضح، يمكن أن يكون ذلك إشارة على وجود مشكلة صحية تحتاج إلى تقييم طبي. غياب الحيض (Amenorrhea) قد يحدث لأسباب طبيعية مثل الحمل أو الرضاعة، ولكنه في بعض الحالات النادرة قد يكون علامة مبكرة على مشكلة أيضية أو مرض آخر يؤثر على الصحة العامة. لذا، إذا استمر غياب الحيض لدورتين متتاليتين أو أكثر، فمن الضروري التوجه للحصول على استشارة طبية لفهم السبب ومعالجته.

ما هو غياب الحيض؟
غياب الحيض هو حالة تحدث عندما تتوقف الدورة الشهرية لفترة تتجاوز المعتاد. يمكن تصنيف هذه الحالة إلى نوعين:

غياب الحيض الأولي:
عندما لا تبدأ الدورة الشهرية عند الفتيات حتى سن 15 أو 16 عامًا، رغم ظهور علامات البلوغ الأخرى.
غياب الحيض الثانوي:
عندما تتوقف الدورة الشهرية لدى امرأة كانت دورتها منتظمة في السابق، وتستمر الحالة لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر.
الأسباب الشائعة لغياب الحيض
1. الأسباب الطبيعية:
الحمل: السبب الأكثر شيوعًا لغياب الحيض عند النساء في سن الإنجاب.
الرضاعة الطبيعية: يمكن أن تمنع الإباضة وتؤدي إلى غياب الدورة الشهرية.
سن اليأس: غياب الحيض عند انتهاء فترة الخصوبة.
2. الأسباب الهرمونية:
اضطرابات الغدة الدرقية:
قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاطها يؤثر على تنظيم الدورة الشهرية.
متلازمة تكيس المبايض (PCOS):
تسبب اضطرابات في الإباضة نتيجة لزيادة مستويات الأندروجينات.
قصور المبيض المبكر:
عندما يتوقف المبيضان عن العمل بشكل طبيعي قبل سن الأربعين.
3. العوامل المتعلقة بنمط الحياة:
فقدان الوزن المفرط أو اضطرابات الأكل:
مثل فقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي.
التمارين الرياضية المفرطة:
الإجهاد البدني المكثف يؤدي إلى تثبيط الإباضة.
الإجهاد والتوتر:
التوتر المزمن يمكن أن يؤثر على منطقة تحت المهاد المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية.
4. الأسباب الطبية الأخرى:
الأورام:
مثل الأورام الحميدة في الغدة النخامية التي تؤثر على إفراز الهرمونات.
الأمراض الأيضية:
مثل مرض السكري غير المنضبط.
التشوهات الهيكلية:
مثل انسداد عنق الرحم أو غياب الرحم.
كيف يمكن أن يكون غياب الحيض إشارة إلى مشكلة أيضية؟
في حالات نادرة، يمكن أن يشير غياب الحيض إلى اضطرابات أيضية خطيرة مثل:

مقاومة الأنسولين:
شائعة في متلازمة تكيس المبايض وترتبط بعدم انتظام الدورة الشهرية.
اضطرابات الغدة الكظرية:
تؤثر على إنتاج الكورتيزول والأندروجينات، مما يعطل الإباضة.
ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية والكوليسترول:
ترتبط هذه الحالات بغياب الحيض ومشكلات صحية أخرى.
أمراض الغدة النخامية:
مثل متلازمة شيهان التي تحدث بعد الولادة وتؤدي إلى توقف الدورة الشهرية.
متى يجب استشارة الطبيب؟
ينبغي الحصول على استشارة طبية في الحالات التالية:

إذا غابت الدورة الشهرية لدورتين متتاليتين دون سبب واضح.
إذا صاحب غياب الحيض أعراض أخرى مثل ألم الحوض، إفرازات غير طبيعية، أو تغيرات في الوزن.
إذا كان هناك تاريخ عائلي لاضطرابات هرمونية أو مشاكل صحية أخرى.
الفحوصات اللازمة لتحديد السبب
عند استشارة الطبيب، قد يتم إجراء مجموعة من الفحوصات لتحديد السبب:

التاريخ الطبي والفحص السريري:
مراجعة نمط الحياة، الأدوية المستخدمة، وأي أعراض إضافية.
اختبارات الحمل:
للتحقق من احتمال وجود حمل.
اختبارات الهرمونات:
مثل LH، FSH، البرولاكتين، هرمونات الغدة الدرقية، والأندروجينات.
التصوير الطبي:
الموجات فوق الصوتية لفحص المبيضين والرحم.
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لفحص الغدة النخامية.
العلاجات المتاحة لغياب الحيض
يعتمد العلاج على السبب الأساسي ويشمل:

تعديل نمط الحياة:

استعادة الوزن الطبيعي في حالات فقدان الوزن المفرط أو السمنة.
تقليل التمارين الرياضية المكثفة.
إدارة التوتر من خلال تقنيات الاسترخاء.
العلاج الطبي:

الأدوية الهرمونية لتنظيم الدورة الشهرية.
الميتفورمين لتحسين حساسية الأنسولين في حالات متلازمة تكيس المبايض.
أدوية الغدة الدرقية إذا كان السبب هو اضطراب الغدة.
الجراحة:

في حالات التشوهات الهيكلية مثل انسداد عنق الرحم.
المضاعفات المحتملة لغياب الحيض غير المعالج
انخفاض كثافة العظام:
غياب الحيض لفترات طويلة يؤدي إلى نقص الإستروجين، مما يزيد من خطر هشاشة العظام.
العقم:
عدم علاج الأسباب المؤدية لغياب الحيض قد يؤدي إلى صعوبة في الحمل.
زيادة خطر الأمراض القلبية:
خاصة إذا كانت الحالة مرتبطة بمشكلات أيضية أو هرمونية.
كيف يمكن الوقاية من غياب الحيض؟
اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن:
للحفاظ على وزن صحي ومستقر.
تقليل التوتر والإجهاد:
من خلال ممارسة الرياضة الخفيفة وتقنيات الاسترخاء.
مراقبة الدورة الشهرية:
باستخدام تطبيقات تتبع الدورة الشهرية لملاحظة أي تغييرات غير طبيعية.
الفحص الطبي الدوري:
لإجراء فحوصات دورية ومبكرة لاكتشاف أي مشكلات صحية.
الخلاصة
غياب الحيض يمكن أن يكون إشارة على تغييرات طبيعية أو مشكلة صحية أكثر خطورة، خاصة إذا استمر لفترة طويلة. من الضروري عدم تجاهل هذه العلامة، حيث يمكن أن تشير إلى اضطرابات هرمونية أو أيضية تحتاج إلى تدخل طبي. الحفاظ على نمط حياة صحي، تتبع الدورة الشهرية، والتوجه لاستشارة طبية عند ظهور أي مشكلة يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحة المرأة العامة والإنجابية. الكشف المبكر والعلاج المناسب هما المفتاح لتجنب المضاعفات وضمان حياة صحية ومستقرة.



شريط الأخبار