لبنى القاسمي الامارات أرض الاحلام والفرص والتسامح

الامارات 7 - أكدت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة الدولة للتسامح، أن دولة الإمارات العربية المتحدة أصبحت في طليعة الدول المانحة للمساعدات حول العام بفضل قيادتها الرشيدة التي تعتمد العطاء ومساعدة الشعوب أولوية ضمن استراتيجيتها ورؤيتها للمستقبل، مشيرة إلى أن التسامح والعطاء هو جزء أصيل من قيم الشعب الإمارات الذي يحتضن ما يزيد على 200 جنسية تعيش وتعمل ضمن مجتمع واحد في تناغم ووئام تامين.
واضافت معاليها أن دولة الإمارات أصبحت اليوم نموذجاً ومثالاً يحتذي للتسامح وتعايش الشعوب لأنها تأسست على يد قيادة تحترم الجميع وتقبل الآخر وتقدر الجهود بعض النظر عن اللون أو العرق أو الدين، مشيرة إلى ان تجربة الإمارات في عالم المساعدات الإنسانية تخطت العطاءات المادية لتولى اهتماماً كبيراً ببرامج التنمية المستدامة للدول والشعوب الفقيرة، من خلال دعم برامج التعليم والصحة وغيرها من القطاعات الحيوية واللازمة لحياة الناس.
وأضافت معاليها أن الإمارات احتلت المركز الأول عالمياً كأكبر مانح دولي للمساعدات الإنمائية الرسمية قياسا بإجمالي الدخل القومي للدولة، بإجمالي 173 مليار درهم في 44 عاماً، ومنذ تأسيس دولة الاتحاد.
جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي أفردها لمعاليها "منتدى العالمي للمرأة في دبي 2016"، الذي تنظّمه "مؤسسة دبي للمرأة" بالتعاون مع "منتدى المرأة للاقتصاد والمجتمع" في مدينة جميرا دبي، ضمن فعاليات اليوم الثاني من المنتدى وأدارها مقدم البرامج في "بي بي سي نيوز" هنري بونسو.
ووجهت معالي الشيخة لبنى القاسمي، الشكر في بداية حديثها لحرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، رئيسة منتدى المرأة العالمي في دبي على التنظيم الجيد للمنتدى الذي تستضيفه الإمارات في دبي للمرة الأولى في منطقة الشرق أوسط وشمال أفريقيا، وكذلك إلى فريق "مؤسسة دبي للمرأة" على المجهود الكبير الذي ساهم في خروج الحدث بالشكل المعرف عالمياً، معبرة عن سعادتها بالمشاركة ضمن الوفد الإماراتي في مؤتمر المرأة العالمي في دوفيل، فرنسا.
تاريخ العطاء
وأشارت معالي القاسمي إلى التاريخ الطويل لعطاء دولة الإمارات، والذي سطر بداياته المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع قيام الاتحاد بتأسيس "صندوق أبوظبي للتنمية" بهدف مساعدة الدول النامية على تحقيق التنمية، ليمتد هذا العطاء اليوم لمساعدة أشقائنا في سوريا واليمن، ومنذ انضمامها في العام 2009 إلى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، وتمكنت دولة الإمارات من التعاون مع المنظمات الحكومية والخاصة حول العالم، إلى أن قامت الدولة بتطوير برامج المساعدات الخارجية في العام 2013 لنتمكن من التخطيط السليم لمعرفة احتياجات الدول.
أولويات
وأكدت معالي وزيرة الدولة للتسامح أن المساعدات الإماراتية تتوجه بشكل خاص للمناطق النائية من العالم، حيث تكون تلك المناطق بحاجة إلى ماسة إلى مشاريع توظف الشباب بدلاً من التكدس في المدينة، مؤكدة ان المساعدات الإماراتية تذهب إلى من يستحق في تلك المناطق، حيث يقدّر دخل الفرد فيها بأقل من 10 آلف دولار سنوياً، مضيفة ان هناك العديد من المبادرات النوعية التي تستهدف توفير المياه النظيفة والتعليم والبنى التحتية حول العالم.

وأثنت القاسمي على مبادرة "المنال" التي أطلقتها سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، والتي تهدف لتعليم الفتيات في البلاد الفقيرة، ونشر هذا الوعي بين حضور التجمع العالمي الكبير من خلال التطبيق الخاص الذي تم الكشف عنه خلال المنتدى، وهو ما يدل على تجذر العطاء في دولتنا المعطاءة وشعورنا جميعاً بضرورة تقديم الدعم للمحتاجين.
رئيسة عمل
وفي سؤال لمدير الجلسة حول مهمتها الجديدة، وأسلوب إدارتها للعمل وطريقة تعاملها مع موظفيها وفريقها قالت وزيرة الدولة للتسامح، انها في كل منصب تتولى قيادته تبدأ باجتماع مع موظفيها وتخبرهم ان المنصب الذي تتولاه اليوم غير دائم وان هناك من سيأتي ضمن نفس الموقع ليقود العمل، وان القائد القوي هو الأكثر عطاءً وأكثرهم خدمة للناس، مشيرة إلى ان التعامل الجيد المفعم بالمودة هو الذي يمكث مهما تغيرت الوجوه والمناصب، مؤكدة إلى حرصها على البدء في كل مهمة بوضع الأسس الرئيسة للعمل والتي تشمل بناء القدرات ودعم القطاعات وإعداد الاستراتيجيات وتقييم مؤشرات الأداء.
الوزيرة الإنسانة وبناء الولاء
وخلال الجلسة، فاجأت معالي لبنى القاسمي الحضور بقصة "رادا"، المهندس التنفيذي لإحدى المنصات التكنولوجية التي كانت تديرها في أحد القطاعات، حيث توقفت المنصة عن العمل بينما كانت تدير مزايدات بمليارات الدولارات، بينما طلب المهندس المسؤول العودة على بلاده خلال أسبوع لرؤية امه المريضة، فأمرت بسفره في نفس اليوم، وبعد أسبوع عاد رادا إلى الإمارات ومكث اسبوعا آخر، قبل أن تتوفى الأم، وأبدت له عن اسفها لسماع هذا الخبر لكنه كان راضياً وقال لها انه ودعها قبل ان يغادر موطنه، ومن خلال القصة أكدت القاسمي على أهمية بناء الولاء للمؤسسات انطلاقاً من احترام الإنسان، مشيرة إلى أن العلاقات الإنسانية الطيبة تؤدي دائما إلى التشجيع على التفاني في العمل والتسابق في الإنجاز.

نشأة وتعليم
وحول نشأتها قالت سمو الشيخة لبنى القاسمي، انها تربت في أسرة حظت فيها بكل الدعم، وذكرت انه على الرغم من رغبه العائلة في دراستها للطب، إلا انها لم تتخيل نفسها يوماً كطبيبة، لشغفها بعالم الكمبيوتر وطموحها أن تكون مهندسة للإلكترونيات في يوم من الأيام، لتذهب للدراسة في الولايات المتحدة لتكون من بين أوائل المهندسات في هذا المجال.
وبخلاف العديد من الدارسين في أمريكا والذين يفضلون العيش والعمل فيها، عادت المهندسة الشابة للعمل في شركة خاصة براتب خمسة آلاف درهم لتعمل في المجال الذي تفضله طوال النهار،ـ لتصل اليوم لأرفع المناصب التي تخدم من خلالها وطنها.
وفي ختام حديثها، توجهت معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة دولة للتسامح بنصيحة للحاضرين في المنتدى بان يتحلوا بالإيمان والثقة بالنفس، وهو ما سينتقل بشكل تلقائي لرؤسائهم في العمل، وان الأبواب ستفتح لا محالة أمام الطموح مادام الإنسان مُصرٌّ وقادر على النجاح.