قلة حركة العين السريعة: كيف يؤثر على الذاكرة ووظائف الدماغ؟

الامارات 7 - قلة نوم حركة العين السريعة: كيف يؤثر على الذاكرة ووظائف الدماغ؟

النوم ليس مجرد حالة من الراحة، بل هو عملية حيوية تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز وظائف الدماغ والحفاظ على صحة الجسم. يُعتبر نوم حركة العين السريعة (REM) مرحلة أساسية من دورة النوم، حيث تحدث الأحلام النشطة ويتم فيها معالجة الذكريات وتثبيتها. لكن ماذا يحدث عندما نحصل على نوم غير كافٍ أو نفتقر إلى نوم REM؟ وكيف يؤثر ذلك على قدرتنا على التذكر والأداء العقلي؟

ما هو نوم حركة العين السريعة (REM)؟
نوم حركة العين السريعة هو المرحلة التي يحدث فيها النشاط الدماغي المكثف، وتكون العضلات مشلولة مؤقتًا لمنع الجسم من تنفيذ الحركات المرتبطة بالأحلام. خلال هذه المرحلة، يعمل الدماغ على معالجة المعلومات الجديدة وتثبيت الذكريات. تشكل مرحلة REM حوالي 20-25% من إجمالي وقت النوم، وهي ضرورية لصحة الدماغ.

الرابط بين نوم REM والذاكرة:

تعزيز التثبيت: خلال نوم REM، يعيد الدماغ تنظيم الذكريات التي تم تخزينها مؤقتًا في الذاكرة قصيرة المدى وينقلها إلى الذاكرة طويلة المدى.

تحسين التعلم: الأشخاص الذين يحصلون على نوم كافٍ مع مراحل REM مستمرة يظهرون أداءً أفضل في اختبارات التعلم وحل المشكلات.

تنظيم الذكريات العاطفية: تساعد هذه المرحلة على معالجة المشاعر المرتبطة بالأحداث اليومية، مما يُقلل من حدة التأثيرات العاطفية السلبية.

تأثير قلة نوم REM على الذاكرة:

ضعف القدرة على التعلم: عندما لا يحصل الدماغ على وقت كافٍ في مرحلة REM، يصبح من الصعب على الشخص استيعاب المعلومات الجديدة.

نسيان التفاصيل: قلة نوم REM قد تؤدي إلى ضعف في القدرة على تذكر التفاصيل الدقيقة أو الأحداث المهمة.

تأثير على الذكريات العاطفية: غياب نوم REM يمكن أن يُعيق قدرة الدماغ على التعامل مع التجارب العاطفية، مما يزيد من القلق والتوتر.

العوامل التي تؤثر على نوم REM:

التوتر: الإجهاد المستمر يمكن أن يقلل من وقت نوم حركة العين السريعة.

استهلاك المنبهات: الكافيين والكحول يؤثران سلبًا على جودة النوم، مما يؤدي إلى تقليل مدة REM.

اضطرابات النوم: مثل الأرق أو توقف التنفس أثناء النوم، يمكن أن تمنع الوصول إلى مراحل النوم العميق وREM.

كيف نحسن من جودة نوم REM؟

الالتزام بجدول نوم منتظم: الذهاب إلى السرير والاستيقاظ في نفس الوقت يوميًا يُساعد الجسم على تنظيم دورات النوم.

تهيئة بيئة نوم مريحة: تقليل الإضاءة والضوضاء وخلق جو هادئ يُعزز من جودة النوم.

ممارسة الرياضة: التمارين المنتظمة تُحسن من جودة النوم وتُزيد من مدة مرحلة REM.

تقليل التوتر: تقنيات مثل التأمل والتنفس العميق تُساعد على تهدئة العقل وتحسين النوم.

الأبحاث المستقبلية:
رغم أن العلماء تمكنوا من تحديد العلاقة بين نوم حركة العين السريعة والذاكرة، إلا أن الصلة الدقيقة بينهما ما زالت قيد الدراسة. الأبحاث الحالية تركز على فهم الآليات العصبية التي تحدث خلال نوم REM وكيف يمكن تحسين هذه المرحلة لمواجهة التحديات المرتبطة بضعف الذاكرة.

الخلاصة:
قلة نوم حركة العين السريعة ليست مجرد مشكلة تتعلق بالنوم، بل هي تحدٍ يؤثر بشكل مباشر على وظائف الدماغ، خاصة في مجال الذاكرة والتعلم. من خلال تحسين عادات النوم والاهتمام بصحة النوم، يمكننا تعزيز هذه المرحلة الحاسمة من دورة النوم وتحسين جودة حياتنا العقلية والعاطفية.




شريط الأخبار