الشراهة المرضية: فهم أعمق لاضطراب الأكل الأكثر شيوعًا وتأثيراته النفسية والجسدية

الامارات 7 - الشراهة المرضية: فهم أعمق لاضطراب الأكل الأكثر شيوعًا وتأثيراته النفسية والجسدية

تُعتبر الشراهة المرضية أو اضطراب نهم الطعام من أكثر اضطرابات الأكل انتشارًا وتأثيرًا على الأفراد. يتميز هذا الاضطراب بنوبات متكررة من تناول كميات كبيرة من الطعام في وقت قصير، غالبًا مع شعور بفقدان السيطرة. على الرغم من شيوع هذا الاضطراب، إلا أنه غالبًا ما يُساء فهمه أو يُنظر إليه كمسألة إرادة ضعيفة بدلاً من كونه حالة نفسية وجسدية معقدة. في هذا المقال، سنناقش تعريف الشراهة المرضية، أسبابها، أعراضها، تأثيراتها، وطرق علاجها.

تعريف الشراهة المرضية

الشراهة المرضية هي اضطراب غذائي يتسم بنوبات متكررة من الإفراط في تناول الطعام دون الحاجة الجسدية أو الشعور بالجوع، وغالبًا ما يتبعها شعور بالندم أو الذنب. تختلف هذه الحالة عن السلوكيات الغذائية الأخرى مثل الإفراط العرضي في الأكل بسبب نمطها المتكرر وتأثيرها السلبي على الحياة اليومية.

أسباب الشراهة المرضية

تتداخل عدة عوامل في تطوير هذا الاضطراب، منها:

العوامل النفسية:

القلق والاكتئاب.

انخفاض تقدير الذات.

استخدام الطعام كوسيلة للتعامل مع التوتر أو المشاعر السلبية.

العوامل البيولوجية:

اختلال في كيمياء الدماغ، مثل مستويات الدوبامين.

الجينات الوراثية التي قد تزيد من القابلية للإصابة.

العوامل الاجتماعية والثقافية:

ضغط المجتمع على تحقيق معايير معينة للجمال أو الوزن.

التعرض المستمر لأطعمة غير صحية وسهولة الوصول إليها.

أعراض الشراهة المرضية

تشمل الأعراض الرئيسية لهذا الاضطراب:

تناول كميات كبيرة من الطعام في فترة قصيرة (عادة أقل من ساعتين).

الشعور بعدم القدرة على التوقف عن الأكل.

الأكل بسرعة كبيرة حتى الشعور بالامتلاء المفرط.

تناول الطعام في الخفاء لتجنب الإحراج.

الشعور بالذنب أو الكآبة بعد النوبة.

التكرار المستمر لهذه النوبات على مدى عدة أشهر.

التأثيرات الصحية للشراهة المرضية

التأثيرات الجسدية:

زيادة الوزن والسمنة.

ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.

أمراض القلب والأوعية الدموية.

اضطرابات الجهاز الهضمي.

التأثيرات النفسية:

الشعور الدائم بالعار أو الذنب.

القلق والاكتئاب المزمن.

العزلة الاجتماعية.

التأثيرات الاجتماعية:

تدهور العلاقات بسبب الشعور بالإحراج أو الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية.

تأثير سلبي على الأداء في العمل أو الدراسة.

علاج الشراهة المرضية

يتطلب علاج هذا الاضطراب نهجًا متكاملًا يجمع بين العلاج النفسي والجسدي:

العلاج النفسي:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد في تحديد الأفكار والسلوكيات السلبية المرتبطة بالنهم.

العلاج النفسي الديناميكي لمعالجة المشكلات العاطفية العميقة.

التوجيه الغذائي:

التعاون مع أخصائي تغذية لتطوير خطة غذائية صحية ومتوازنة.

تعلم تقنيات الأكل الواعي للتعرف على إشارات الجوع والشبع.

العلاج الطبي:

أدوية تساعد على تقليل الشهية أو تحسين المزاج، مثل مضادات الاكتئاب.

المتابعة الطبية لمعالجة المشكلات الصحية المرتبطة بالنهم.

الدعم الاجتماعي:

الانضمام إلى مجموعات دعم لتبادل التجارب والحصول على التشجيع.

تعزيز الدعم من الأسرة والأصدقاء لتوفير بيئة داعمة.

الوقاية من الشراهة المرضية

تعزيز عادات غذائية صحية منذ الصغر.

تعلم استراتيجيات فعالة للتعامل مع التوتر والمشاعر السلبية.

تقليل التركيز على الوزن والشكل الخارجي كمقياس للقيمة الشخصية.

تشجيع الحوار المفتوح حول الصحة النفسية والأكل الصحي.

الخاتمة

الشراهة المرضية ليست مجرد مسألة إرادة أو ضعف في الشخصية، بل هي اضطراب معقد يتطلب فهمًا ودعمًا من المجتمع. إن التوعية بهذا الاضطراب، إلى جانب توفير العلاج المناسب، يُمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في حياة الأفراد الذين يعانون منه. بالتزامن مع جهود العلاج، يجب أن نركز على بناء ثقافة تدعم الصحة النفسية والجسدية لتحقيق حياة متوازنة وصحية للجميع.




شريط الأخبار