أين تقع الموصل

الامارات 7 - الموصل، أو Mosul باللغة الإنجليزية، هي مدينة عراقية تُعد مركز محافظة نينوى، الواقعة في شمال العراق. تُعتبر الموصل ثاني أكبر مدينة في البلاد بعد العاصمة بغداد. اكتسبت اسمها من موقعها الاستراتيجي الذي يربط بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، بالإضافة إلى اتصالها بضفتي نهر دجلة. تُعرف الموصل بلقب "أم الربيعين" بسبب اعتدال مناخها في فصلي الخريف والربيع، وبلقب "الحدباء" نتيجة ميلان منارة الجامع النوري أو بسبب تضاريسها.

الموقع الجغرافي
تقع الموصل في شمال غربي العراق، وهي المركز التجاري الرئيسي لمنطقة شمال غرب البلاد. تتموضع المدينة القديمة على الضفة الغربية لنهر دجلة، بينما امتدت المدينة الحديثة إلى الضفة الشرقية منه. تحيط بها آثار مدينة نينوى الآشورية. تبعد الموصل حوالي 362 كيلومترًا شمال غرب بغداد، وتقع فلكيًا بين خطي طول 36°2′ شرقًا وخطي عرض 43°7′ شمالًا.

المناخ
تتمتع الموصل بمناخ معتدل يميل إلى الدفء، إذ ترتفع درجات الحرارة صيفًا إلى متوسط 42.9 درجة مئوية في يوليو، بينما تنخفض شتاءً إلى حوالي 2.2 درجة مئوية في يناير. أما معدلات الأمطار، فهي تبلغ ذروتها في ديسمبر بمعدل 363.6 ملم.

تاريخ الموصل
التأسيس
يعود تاريخ الموصل إلى ما قبل الميلاد. اتخذ الآشوريون مدينة نينوى المجاورة لها عاصمة في عام 1080 ق.م، وشيدوا فيها أسوارًا وقلاعًا. في عام 612 ق.م، سقطت نينوى تحت حكم الميديين والكلدانيين بعد معركة دمرت المدينة. لاحقًا، عادت الحياة تدريجيًا للمدينة وازدهرت التجارة فيها مع هجرة القبائل العربية إلى بلاد الرافدين.

الفتح الإسلامي
في عام 637م، دخل المسلمون الموصل بقيادة ربعي بن الأفكل العنزي بمساعدة قبائل عربية كانت في نزاع مع الروم. بعد استقرار المدينة، أصبحت مركزًا هامًا للإسلام وازدهرت عمرانها في ظل الحكم الإسلامي، خاصة خلال الخلافة الأموية والعباسية.

العصور الوسطى
شهدت الموصل ازدهارًا في عهد الحمدانيين والسلاجقة والأتابكة. تميزت المدينة آنذاك بالتجارة والصناعة وكانت مركزًا لمقاومة الصليبيين. في عهد بدر الدين لؤلؤ، بلغت الموصل ذروة ازدهارها.

الاحتلال المغولي
في القرن الثالث عشر، تعرضت المدينة لغزو المغول بقيادة هولاكو، مما أدى إلى تدميرها وقتل نصف سكانها. لاحقًا، توالى عليها حكم دول مثل الخروف الأبيض والخروف الأسود، حتى سيطر الصفويون عليها.

الحكم العثماني
خضعت الموصل للحكم العثماني في القرن السادس عشر، حيث تمتعت المدينة بازدهار اقتصادي، رغم محاولات السيطرة من الصفويين. بعد الحرب العالمية الأولى، سقطت الموصل بيد البريطانيين وأصبحت تحت الانتداب البريطاني.

العهد الحديث
بعد اتفاقية سايكس بيكو عام 1916، أُدرجت الموصل ضمن مناطق النفوذ الفرنسي، لكنها خضعت للحكم الملكي الهاشمي في العراق حتى ثورة 1958م. في عام 2003م، خضعت الموصل للاحتلال الأمريكي.

معالم الموصل
النمرود: مدينة آشورية تاريخية تحتوي على تماثيل ومنحوتات تعود للملك شلمنصر الأول، وتقع جنوب الموصل.
آشور: مدينة أثرية تضم منحوتات وتماثيل من عهد الملك سنحاريب.
مئذنة الجامع النوري: المئذنة المائلة الشهيرة المعروفة باسم "الحدباء".
سور نينوى القديم: بقايا مدينة نينوى الآشورية.
معبد آلهة الشمس: معبد آشوري ذو أهمية تاريخية.
تُعد الموصل اليوم مركزًا ثقافيًا وتاريخيًا، يعكس عراقة الحضارات التي مرت بها على مر العصور.



شريط الأخبار