أين تقع تدمر

الامارات 7 - تُعتبر مدينة تدمر واحدة من أبرز المدن الأثرية في سوريا، وقد كانت في العصور القديمة واحة استراتيجية ومركزًا هامًا للقوافل التجارية، حيث مرّت بها قوافل من مناطق متعددة من فارس شرقًا وروما غربًا. استولى الرومان على المدينة في القرن الأول ميلادي، وحافظوا عليها ضد تهديدات الفرس. في منتصف القرن الثالث، تولّت الملكة زنوبيا حكم المدينة وسعت لتوسيع حدود مملكتها لتشمل مصر وآسيا الصغرى، إلا أن حملتها فشلت، وتم تدمير المدينة على يد الرومان.

تقع تدمر في وسط سوريا، على بعد حوالي 210 كيلومترات شمال شرق دمشق، وهي تمثل نقطة تقاطع هامة بين البحر الأبيض المتوسط غربًا ونهر الفرات شرقًا، مما جعلها مركزًا تجاريًا محوريًا. تضم المدينة موقعًا جغرافيًا متميزًا وسط بادية الشام بالقرب من منابع المياه، ما جعلها واحة خضراء تستقطب القوافل التجارية القادمة من الخليج العربي وفارس ومنطقة البحر المتوسط.

تعود جذور المدينة إلى آلاف السنين، حيث أظهرت الحفريات آثارًا تعود إلى العصر البرونزي. ومرت تدمر بمراحل تاريخية متعددة، فقد كانت ذات أهمية كبيرة خلال العصر السلوقي، وتوسعت بشكل ملحوظ في عهد الملكة زنوبيا، التي ضمت إليها مناطق واسعة من الشام وفلسطين ومصر. لكن بعد هزيمتها على يد الرومان، تراجعت مكانة المدينة، رغم إعادة بنائها في فترة لاحقة، لكنها لم تستعد مكانتها السابقة.

اليوم، تعد تدمر مدينة غنية بالآثار التاريخية، التي تشمل معابد ومباني ذات طراز معماري فريد يجمع بين التأثيرات الرومانية، اليونانية، والفارسية. من أبرز معالمها: معبد بعل، المسرح الروماني، وشارع الأعمدة الكبير، الذي يعكس عظمة المدينة القديمة. كما تشتهر المدينة بتعدد الآلهة التي كان يعبدها أهلها، حيث كانت هناك العديد من المعابد المخصصة للآلهة المختلفة، مما يعكس تعددية الديانات والاهتمام الكبير بها.










شريط الأخبار