تمثال نفرتيتي

الامارات 7 - تمثال نفرتيتي يُعتبر من أبرز الأعمال الفنية في مصر القديمة، ويعدّ رمزاً لجمال الفن المصري القديم. هو تمثال نصفي من الحجر الجيري يظهر الرأس والرقبة فقط، وقد تم نحته في عام 1340 قبل الميلاد بواسطة النحات تحتمس. تم اكتشافه عام 1912 على يد الجمعية الألمانية الشرقية، التي كان يرأسها عالم الآثار لودفيج بورشاردت، وذلك أثناء أعمال التنقيب في منطقة تل العمارنة. ورغم عدم وجود نقوش تحدد هوية التمثال، فقد تم التعرف عليه بفضل التاج المميز الذي ترتديه نفرتيتي في تماثيلها الأخرى. تم الكشف عن التمثال للجمهور لأول مرة في عام 1924 في متحف نيوس في برلين، حيث لا يزال موجوداً حتى اليوم.

التمثال يبلغ ارتفاعه حوالي 50 سم، وهو مصنوع من الحجر الجيري ومزخرف بطبقة من الجبس. يتسم بدقة في التصميم، حيث يتناظر الجانبان الأيمن والأيسر للوجه بشكل كامل. تظهر نفرتيتي في التمثال وهي ترتدي تاجاً أزرق مزخرف بالذهب، مع عين مرصعة بالكريستال وأخرى غير مرصعة، ما يعكس تفاصيل دقيقة للوجه الذي يمتاز بالجمال والاتساق.

أما عن ملامح وجه نفرتيتي في التمثال، فتتميز بعنق طويل ورشيق، وعينين مستطيلتين تشبهان حبة اللوز، وحواجب مقوسة، مما يعكس جمالها الفائق. تميزت إحدى العينين بعدم وجود بؤبؤ، مما يثير التساؤلات حول احتمال معاناتها من متلازمات وراثية.

أما عن مكان التمثال، فقد وصل إلى ألمانيا في عام 1913، وبعد الحرب العالمية الثانية تم نقله إلى الاتحاد السوفييتي، إلا أنه تم العثور عليه في برلين الغربية بعد الحرب، وعُرض هناك لمدة طويلة حتى عاد إلى متحف نيوس في 2009 بعد غياب استمر 70 عاماً.

الملكة نفرتيتي، التي يعتبرها البعض من أقوى النساء في تاريخ مصر القديمة، كانت زوجة الملك أمنحوتب الرابع (أخناتون) الذي حكم مصر في القرن الثالث عشر قبل الميلاد. ولدت في حوالي 1370 قبل الميلاد، وتزوجت أخناتون في سن الخامسة عشر. رغم شهرتها وجمالها، فإن فترة حكمها لم تستمر سوى 12 عاماً، قبل أن تختفي فجأة من السجلات التاريخية، مما دفع العلماء إلى الافتراض بأنها توفيت أو اعتزلت الحياة الملكية.