محمد المطوع
لعل الكثيرين لا يدركون ما قصده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في كتابه «قصتي»، وفي كثير من محاضراته أثناء القمة العالمية للحكومات ولقاءاته، من أنه وشعبه يحبون الرقم واحد.سموه لم يقصد فقط أننا لدينا أطول مبنى في العالم (برج خليفة)، أو أكبر ميناء من صنع البشر (ميناء جبل علي)، أو أكبر مول في العالم (دبي مول)، إنما ما يتبناه سموه في شعبه هو بكل بساطة حب التميز والإبداع.
يبعث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بهذه الرسائل إلى شعبه، ليؤكد أن العمل ثم العمل ثم العمل، بتميز، وخلق المنافسة الشريفة بين جميع الفئات من مواطنين ومقيمين، ولكل الأنشطة والفعاليات في جميع الميادين في دولة الإمارات، هو أسلوب حياة يجب أن يتبع.
لا شك أن تطبيق استراتيجية التميز والابتكار، التي تطبقها اليابان والصين وكوريا وكثير من الدول المتقدمة بطريقة غير مباشرة، هي استراتيجية الرقم واحد نفسها التي ينادي بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
ونجاح هذه الاستراتيجية وتطبيقها سيقود الدولة لأن تكون في مصاف الدول الأكثر تقدماً، وصارت نموذجاً يحتذى في التعافي من الأزمات، مثل ما حدث أثناء جائحة «كورونا»، وما تبع ذلك من انتعاش القطاع السياحي، ونمو المبيعات العقارية.
والرقم واحد يجب أن يطبق في الاقتصاد، وفي السياسة، وفي الاستثمار، وفي التعليم، والصحة، والرياضة، والقطاع العقاري، وغيرها. ولتبسيط الموضوع أكثر على القارئ، يجب أن يعمل الجميع لأن يكون الرقم واحد والفوز يكون من نصيبه، وذلك لا يأتي إلا بالجد والاجتهاد والمثابرة.
بعد كل ذلك تأتي النتائج، فلكل مجتهد نصيب، ومن تفوق كُتِب له النجاح والفوز، ومن لم يفز بالمركز الأول كان له نصيب المبادرة والمنافسة، وبالتالي حافظ على مستواه، وحتماً سيحاول مرة أخرى.
هذه السياسة ستقود إلى نجاح المجتمعات ورقيها، بالتالي رفاهية الشعوب، وهذا ما تصبو إليه القيادة الحكيمة، وهدفها إسعاد الشعب.
وبهذه المبادرة العبقرية لتحفيز الشعب، يخلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم جواً من المنافسة الشريفة والعمل المميز المبدع، فمن دون إبداع لا تكون هناك ريادة، وهذا ما وصل إليه سموه في دبي، من ريادة في كثير من المجالات، وهو ما بدأ بتطبيقه على مستوى الدولة، فأصبحت الإمارات رائدة في أكثر المجالات على مستوى العالم، وخير دليل على ذلك الوصول إلى الفضاء الخارجي والمريخ.