الامارات 7 - مع وضع مفاوضات جنيف3 بـ"ثلاجة" المشاورات، وتوقف محادثات السلام التي لم تبدأ بعد، بدأت تقارير إعلامية تتحدث عن سعي روسيا لاقتطاع دويلة علوية في سوريا، مع استكمالها لضرباتها الجوية التي ركزت على مناطق المعارضة المعتدلة، لترسيم حدود الدولة المنشودة الجديدة واستكمال المشروع الإيراني بالمنطقة.
وأعلنت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها فيليب هاموند، أن روسيا قد تستغل مفاوضات جنيف لاقتطاع دولة علوية لحليفها الرئيس السوري بشار الأسد شمال غرب سوريا، وأشار هاموند إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين يؤجج نيران الحرب الأهلية السورية بقصف أعداء داعش، كما تحدثت تقارير دولية عن عمليات نقل وتخزين للأسلحة الثقيلة والسلع الاستراتيجية في مناطق الساحل السوري، استعداداً للتنفيذ الفعلي لهذا المشروع.
الدويلة الجديدة
الدويلة العلوية الجديدة التي تتحدث عنها بريطانيا، ستشمل المنطقة المحيطة بالعاصمة دمشق، والساحل السوري كاملاً، أي ما يشكل حوالي 25% من مساحة سوريا، وسترتبط هذه الدويلة المزعومة بالحدود مع العراق ولبنان، لتكون بمثابة جسر عبور بين إيران وحلفائها.
وأنجز نظام الأسد على الأرض الجزء الأكبر من المهمة التي صارت حقيقة مكرسة بحدود وسكان، وستسوق طهران وموسكو دولياً فكرة أن تقسيم سورياً هو الحل الأمثل للمشكلة، ويرى مراقبون أن إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استمرار العمليات العسكرية، هو استكمال لما بدأته موسكو، فالمحادثات لا بد أن تخضع لموازين القوة على الأرض.
وتطبيقاً لهذه الرؤية، يخوض تحالف إيران الأسد حزب الله روسيا، حرباً شرسة على عدة محاور يعتبرها الحدود الحقيقية لدولته المنشودة، والتي سيفاوض عليها العالم في جنيف 3، فعلى طول خط جغرافي يمتد من جنوب دمشق بما فيه جزء من سهل حوران مروراً بأجزاء من محافظة القنيطرة وصولاً إلى الزبداني والقلمون حتى نقطة القصير، تمتد حدود الدولة التي يقاتل حلف إيران على تثبيتها غرباً، يوازيها من الشرق الطريق الدولي بين حمص ودمشق وصولاً إلى حماة، لتضم بذلك دمشق وحمص وحماة واللاذقية وطرطوس.
استراتيجية كبرى
وكان النظام أعلن للعالم انتقاله إلى القتال في هذه المناطق باعتبارها ذات أهمية استراتيجية أكبر من بقية الأرض السورية، وبالفعل فإن كل الفعاليات العسكرية والجهود الحربية باتت تركز في هذه اللحظة داخل هذه المناطق.
وبما أنه أنجز الجزء الأكبر من مهمته، فإن جهوده تنصب على إخلاء دمشق وجوارها من الثوار والسكان بنفس الوقت، وهو يعتمد في ذلك خطة بدأت في القصير والقلمون وهي مستمرة في الزبداني ومحيط دمشق الغربي في مضايا وسرغابا ووادي بردى، ثم بعد ذلك الانتقال إلى الغوطة الشرقية دوما وعربين وجوبر، واستكمال احتلال ما تبقى من جنوب دمشق أي التضامن ومخيم اليرموك وبيت سحم وببيلا.
تغير البنية الديموغرافية
وبالتزامن مع الحرب الشرسة، يسعى النظام لتفريغ دمشق من سكانها السنة، عبر وسائل وآليات عديدة، وقد بدأ بالفعل بهذه الخطة حيث تنزف دمشق بشكل يومي المئات من عائلاتها.
وبحسب تقديرات حديثة فإن المكون الأكثر في سوريا، الذي نزف منه حوالي 5 ملايين نسمة، لم يعد يشكل أكثرية في المساحة التي يخطط حلف إيران إلى إقامة الدولة السورية الجديدة عليها، وخاصة بعد أن تخلى عن حلب ودرعا.
وشهدت السنوات الأخيرة هجرة عدد من العائلات العلوية التي تقطن المحافظات السورية، نحو مناطق الساحل التي تسيطر على معظمها الطائفة العلوية، في خطوة باتجاه عزل المنطقة والهيمنة عليها.
ورثة عهد الشاه
وتدعم إيران تقسيم سوريا، تنفيذاً لمشروعها بالشرق الأوسط، الساعي لصعود الجمهورية الإيرانية كقوة إقليمية ترث عهد الشاه ورؤيته الطائفية، وذكرت تقارير إعلامية، أن الحكومة السورية باشرت منذ بدء الثورة عام 2011، تجنيس الآلاف من الإيرانيين الشيعة، بالتزامن مع تهجير السنة.
ويرى مراقبون أن تسهيل عملية إخراج النازحين السنة من سوريا، وإرسالهم إلى أوروبا وتركيا، مع التضييق على سفر أبناء الطائفة العلوية مرتبط بالدولة الجديدة.
وحول ذلك، أكد رئيس المكتب التنفيذي للمجلس السياسي العام لثوار العراق زيدان الجابري، في تصريحات صحفية أن "تجنيس الإيرانيين في سوريا ليس جديداً، إذ سبق ولجأت إيران من خلال أذنابها إلى إدخال آلاف الإيرانيين إلى العراق ويملكون أموالا طائلة، ما جعلهم يكونون من كبار تجار العراق، ودخل إلى العراق مئات الآلاف من الإيرانيين والأفغان والباكستانيين والهنود، والغالبية العظمى منهم من الشباب ومن الميليشيات التي جندتها إيران للقتال في سوريا والعراق".
وكان المعارض السوري غسان عبيدو صرح أن "النظام السوري بدأ بالفعل في رسم الدولة العلوية، وأن أتباع النظام السوري يُشيعون أن في الساحل وبعض جباله غازاً ونفطاً وربما يورانيوم، ليقنعوا العلويين أنه ستكون لهم دولة غنية".
دول الطوائف
وليست هي المرة الأولى في تاريخ سوريا التي يطرح فيها موضوع الدولة العلوية، فالمرة الأولى كانت في سبتمبر (أيلول) عام 1923، حين أعلنت دولة الانتداب الفرنسي على سوريا قيام الدولة العلوية وعاصمتها مدينة اللاذقية على الساحل السوري، وكان من المفترض أن تضم تلك الدولة أجزاء من محافظات طرطوس وحمص وحماة إضافة إلى اللاذقية.
أما من حيث الحقائق الجغرافية على الأرض، فيبدو أن الدولة المنشودة ستفصل بين الدول السنية المجاورة، كتركيا وإدلب وحلب أيضاً طرابلس اللبنانية في الجنوب، كما ستشكل امتداداً لإيران من طهران وحتى حزب الله في لبنان، مما سيوفر الأمن الإسرائيلي أخيراً، فالدولة الوحيدة القائمة على أساس ديني بالمنطقة، ستحاط بدول الطوائف وتحقق المشروع الصهيوني للمنطقة، كما يرى مراقبون.
وستوثر الدولة العلوية على العراق، الذي يعاني أصلاً من تجاذبات طائفية سنية شيعية وصراعات قومية عربية كردية، سيكون للمستقبل السوري دور في بلورة اتجاهاتها.
وفي النهاية، تحقق الدولة العلوية الجديدة مصالح إسرائيل وإيران المشتركة في المنطقة، بزرع كيانات طائفية، منشغلة بنزاعاتها على السلطة، عن محاربة عدوها الأكبر، وتمزيق المنطقة العربية بما يضمن أمن إسرائيل وصديقتها السرية إيران.
رواد سليمان-24
وأعلنت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها فيليب هاموند، أن روسيا قد تستغل مفاوضات جنيف لاقتطاع دولة علوية لحليفها الرئيس السوري بشار الأسد شمال غرب سوريا، وأشار هاموند إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين يؤجج نيران الحرب الأهلية السورية بقصف أعداء داعش، كما تحدثت تقارير دولية عن عمليات نقل وتخزين للأسلحة الثقيلة والسلع الاستراتيجية في مناطق الساحل السوري، استعداداً للتنفيذ الفعلي لهذا المشروع.
الدويلة الجديدة
الدويلة العلوية الجديدة التي تتحدث عنها بريطانيا، ستشمل المنطقة المحيطة بالعاصمة دمشق، والساحل السوري كاملاً، أي ما يشكل حوالي 25% من مساحة سوريا، وسترتبط هذه الدويلة المزعومة بالحدود مع العراق ولبنان، لتكون بمثابة جسر عبور بين إيران وحلفائها.
وأنجز نظام الأسد على الأرض الجزء الأكبر من المهمة التي صارت حقيقة مكرسة بحدود وسكان، وستسوق طهران وموسكو دولياً فكرة أن تقسيم سورياً هو الحل الأمثل للمشكلة، ويرى مراقبون أن إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استمرار العمليات العسكرية، هو استكمال لما بدأته موسكو، فالمحادثات لا بد أن تخضع لموازين القوة على الأرض.
وتطبيقاً لهذه الرؤية، يخوض تحالف إيران الأسد حزب الله روسيا، حرباً شرسة على عدة محاور يعتبرها الحدود الحقيقية لدولته المنشودة، والتي سيفاوض عليها العالم في جنيف 3، فعلى طول خط جغرافي يمتد من جنوب دمشق بما فيه جزء من سهل حوران مروراً بأجزاء من محافظة القنيطرة وصولاً إلى الزبداني والقلمون حتى نقطة القصير، تمتد حدود الدولة التي يقاتل حلف إيران على تثبيتها غرباً، يوازيها من الشرق الطريق الدولي بين حمص ودمشق وصولاً إلى حماة، لتضم بذلك دمشق وحمص وحماة واللاذقية وطرطوس.
استراتيجية كبرى
وكان النظام أعلن للعالم انتقاله إلى القتال في هذه المناطق باعتبارها ذات أهمية استراتيجية أكبر من بقية الأرض السورية، وبالفعل فإن كل الفعاليات العسكرية والجهود الحربية باتت تركز في هذه اللحظة داخل هذه المناطق.
وبما أنه أنجز الجزء الأكبر من مهمته، فإن جهوده تنصب على إخلاء دمشق وجوارها من الثوار والسكان بنفس الوقت، وهو يعتمد في ذلك خطة بدأت في القصير والقلمون وهي مستمرة في الزبداني ومحيط دمشق الغربي في مضايا وسرغابا ووادي بردى، ثم بعد ذلك الانتقال إلى الغوطة الشرقية دوما وعربين وجوبر، واستكمال احتلال ما تبقى من جنوب دمشق أي التضامن ومخيم اليرموك وبيت سحم وببيلا.
تغير البنية الديموغرافية
وبالتزامن مع الحرب الشرسة، يسعى النظام لتفريغ دمشق من سكانها السنة، عبر وسائل وآليات عديدة، وقد بدأ بالفعل بهذه الخطة حيث تنزف دمشق بشكل يومي المئات من عائلاتها.
وبحسب تقديرات حديثة فإن المكون الأكثر في سوريا، الذي نزف منه حوالي 5 ملايين نسمة، لم يعد يشكل أكثرية في المساحة التي يخطط حلف إيران إلى إقامة الدولة السورية الجديدة عليها، وخاصة بعد أن تخلى عن حلب ودرعا.
وشهدت السنوات الأخيرة هجرة عدد من العائلات العلوية التي تقطن المحافظات السورية، نحو مناطق الساحل التي تسيطر على معظمها الطائفة العلوية، في خطوة باتجاه عزل المنطقة والهيمنة عليها.
ورثة عهد الشاه
وتدعم إيران تقسيم سوريا، تنفيذاً لمشروعها بالشرق الأوسط، الساعي لصعود الجمهورية الإيرانية كقوة إقليمية ترث عهد الشاه ورؤيته الطائفية، وذكرت تقارير إعلامية، أن الحكومة السورية باشرت منذ بدء الثورة عام 2011، تجنيس الآلاف من الإيرانيين الشيعة، بالتزامن مع تهجير السنة.
ويرى مراقبون أن تسهيل عملية إخراج النازحين السنة من سوريا، وإرسالهم إلى أوروبا وتركيا، مع التضييق على سفر أبناء الطائفة العلوية مرتبط بالدولة الجديدة.
وحول ذلك، أكد رئيس المكتب التنفيذي للمجلس السياسي العام لثوار العراق زيدان الجابري، في تصريحات صحفية أن "تجنيس الإيرانيين في سوريا ليس جديداً، إذ سبق ولجأت إيران من خلال أذنابها إلى إدخال آلاف الإيرانيين إلى العراق ويملكون أموالا طائلة، ما جعلهم يكونون من كبار تجار العراق، ودخل إلى العراق مئات الآلاف من الإيرانيين والأفغان والباكستانيين والهنود، والغالبية العظمى منهم من الشباب ومن الميليشيات التي جندتها إيران للقتال في سوريا والعراق".
وكان المعارض السوري غسان عبيدو صرح أن "النظام السوري بدأ بالفعل في رسم الدولة العلوية، وأن أتباع النظام السوري يُشيعون أن في الساحل وبعض جباله غازاً ونفطاً وربما يورانيوم، ليقنعوا العلويين أنه ستكون لهم دولة غنية".
دول الطوائف
وليست هي المرة الأولى في تاريخ سوريا التي يطرح فيها موضوع الدولة العلوية، فالمرة الأولى كانت في سبتمبر (أيلول) عام 1923، حين أعلنت دولة الانتداب الفرنسي على سوريا قيام الدولة العلوية وعاصمتها مدينة اللاذقية على الساحل السوري، وكان من المفترض أن تضم تلك الدولة أجزاء من محافظات طرطوس وحمص وحماة إضافة إلى اللاذقية.
أما من حيث الحقائق الجغرافية على الأرض، فيبدو أن الدولة المنشودة ستفصل بين الدول السنية المجاورة، كتركيا وإدلب وحلب أيضاً طرابلس اللبنانية في الجنوب، كما ستشكل امتداداً لإيران من طهران وحتى حزب الله في لبنان، مما سيوفر الأمن الإسرائيلي أخيراً، فالدولة الوحيدة القائمة على أساس ديني بالمنطقة، ستحاط بدول الطوائف وتحقق المشروع الصهيوني للمنطقة، كما يرى مراقبون.
وستوثر الدولة العلوية على العراق، الذي يعاني أصلاً من تجاذبات طائفية سنية شيعية وصراعات قومية عربية كردية، سيكون للمستقبل السوري دور في بلورة اتجاهاتها.
وفي النهاية، تحقق الدولة العلوية الجديدة مصالح إسرائيل وإيران المشتركة في المنطقة، بزرع كيانات طائفية، منشغلة بنزاعاتها على السلطة، عن محاربة عدوها الأكبر، وتمزيق المنطقة العربية بما يضمن أمن إسرائيل وصديقتها السرية إيران.
رواد سليمان-24