"تينيو": المستثمرون العالميون متفائلون بالنمو الاقتصادي مع عودة ترامب

الامارات 7 - - أعرب نحو 700 من الرؤساء التنفيذيين لشركات عالمية مدرجة ومؤسسات استثمارية مرموقة، تمثل مجتمعةً 10 تريليونات دولار أمريكي من القيمة السوقية للشركات والمحافظ الاستثمارية حول العالم، عن ثقة كبيرة في الاقتصاد العالمي بعد فوز الرئيس ترامب بالانتخابات الأمريكية.
- زيادة بمعدل 32 نقطة - على أساس سنوي - في عدد الرؤساء التنفيذيين الذين يتوقعون تحسن الاقتصاد العالمي في النصف الأول من عام 2025.
- أغلب الرؤساء التنفيذيين للشركات الكبرى يتوقعون تحسناً سريعاً في الاقتصاد العالمي لأول مرة منذ إطلاق الاستبيان قبل 3 سنوات.
- يتوقع الرؤساء التنفيذيون والمستثمرون زيادة كبيرة في الاستثمارات في السوق الأمريكية، وتسريع عمليات الاندماج والاستحواذ، وزيادة معدلات التوظيف، وقوة الدولار الأمريكي في عام 2025.
- التفاؤل الكبير تجاه النمو الاقتصادي يفوق المخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية، والتوترات الجيوسياسية، والعقبات والقيود التجارية.

كشفت دراسة جديدة أجرتها شركة "تينيو - Teneo"، الشركة العالمية المتخصصة في تقديم الاستشارات الاستراتيجية للرؤساء والمديرين التنفيذيين حول العالم، أن فوز الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية قد أدى إلى زيادة كبيرة في ثقة المسؤولين التنفيذيين والمستثمرين حول العالم بآفاق نمو الاقتصاد العالمي. وشمل الاستبيان الذي أجرته "تينيو" في الأسابيع الثلاثة التي تلت الانتخابات الأمريكية، أكثر من 300 من الرؤساء التنفيذيين لشركات عالمية مدرجة، إضافة إلى 380 من مديري المؤسسات الاستثمارية، تمثل مجتمعةً نحو 10 تريليونات دولار أمريكي من القيمة السوقية للشركات والمحافظ الاستثمارية حول العالم.

وقال بول كيري، الرئيس التنفيذي لشركة "تينيو": "لأول مرة منذ أن أطلقنا هذا الاستبيان قبل 3 سنوات، نرى توافقاً ملحوظاً في آراء الرؤساء التنفيذيين والمستثمرين حيال اتجاه الاقتصاد العالمي، حيث لم نشهد من قبل هذا المستوى العالي من الثقة. وبناءً على نتائج الاستبيان المدعومة بتفاؤل المشاركين بعودة الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، تتوقع السوق انتعاشاً في عمليات الاندماج والاستحواذ، وزيادة في معدلات التوظيف، ومستويات أعلى من الاستثمارات الأمريكية والأجنبية. ومن الواضح أن الولايات المتحدة ستكون المستفيد الأكبر من هذه المحفزات الإيجابية، ما يعزز مكانتها باعتبارها الوجهة الاستثمارية الرئيسية للشركات العالمية".

من جانبها، قالت أورسولا بيرنز، رئيسة مجلس إدارة شركة "تينيو": "لقد شهدت بيئة الأعمال تغيرات متسارعة خلال الأشهر الستة الماضية، ما أثر في طريقة تفكيرنا ورؤيتنا لكل شيء تقريباً، بدءاً من سلاسل الإمداد والمستثمرين النشطين، وصولاً إلى الذكاء الاصطناعي، ومعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية. ونتطلع إلى الأشهر الستة المقبلة، واضعين نصب أعيينا مواصلة تقديم الدعم لعملائنا ومساعدتهم على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذه الموجة الجديدة من التفاؤل الاقتصادي، والتأكد من قدرتهم على التعامل بثقة مع التطورات الجيوسياسية والتحديات السياسية والاجتماعية التي لا تزال ترخي بظلالها على المشهد العالمي."

وكشفت نتائج الاستبيان أبرز التوجهات الاقتصادية التي يتوقعها الرؤساء التنفيذيون والمستثمرون المؤسسيون. فقد أظهرت الدراسة زيادة بنحو 32 نقطة على أساس سنوي في عدد الرؤساء التنفيذيين الذين يتوقعون تحسن الاقتصاد العالمي في النصف الأول من عام 2025. وتوقع 77% من الرؤساء التنفيذيين العالميين (مقارنة بـ 45% في استبيان عام 2024) و86% من المستثمرين، تحسن الاقتصاد العالمي في الستة أشهر الأولى من عام 2025. كما توقع أكثر من 80% من الرؤساء التنفيذيين والمستثمرين أن تشهد عمليات الاندماج والاستحواذ نمواً كبيراً خلال العام 2025، (مقارنة بـ 68% في استبيان 2024)، مشيرين إلى زيادة الوصول إلى رأس المال وتأثير الإدارة الأمريكية الجديدة باعتبارهما من المحفزات الرئيسية. كما تشير نتائج الاستبيان إلى أن الولايات المتحدة تظل الوجهة الاستثمارية الأكثر جذباً بين الرؤساء التنفيذيين العالميين.

وفي ما يخص تأثير عودة الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، أظهر الاستبيان تفاؤلاً ملحوظاً بين الرؤساء التنفيذيين والمستثمرين العالميين بشأن التأثير الاقتصادي لفوز ترامب بفترة رئاسية ثانية، حيث فاق هذا التفاؤل مخاوفهم المتعلقة بالرسوم الجمركية والتوترات الجيوسياسية والقيود التجارية المحتملة. وأكد 50% من الرؤساء التنفيذيين العالميين أنهم يسرّعون أنشطتهم في مجالات مثل الاستثمارات المحلية والدولية والتوظيف بناءً على نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة. كما أشار أكثر من 64% من المشاركين في الاستبيان إلى أن التغييرات المحتملة في سياسات ترامب بشأن الرسوم الجمركية، والتخفيضات الضريبية والتراجع عن بعض القوانين، سيكون لها تأثير إيجابي على أعمالهم في عام 2025. وأشار أكثر من 80% من الرؤساء التنفيذيين والمستثمرين إلى أن زيادة حجم عمليات الاندماج والاستحواذ، وقوة الدولار، والاضطرابات في مشهد التجارة هي النتائج الأكثر احتمالاً خلال الفترة الرئاسية الثانية لدونالد ترامب.

وعلى صعيد التطورات الجيوسياسية، أفاد أكثر من 76% من الرؤساء التنفيذيين و83% من المستثمرين بأن نتائج الانتخابات حول العالم في عام 2024 ستسهم في تحسين الاقتصاد العالمي واستقراره. وللعام الثاني على التوالي، شكلت التغييرات في السياسات النقدية، وخصوصية البيانات، والتشريعات البيئية، والسياسات تجاه الصين أبرز المخاطر التي يراها الرؤساء التنفيذيون والمستثمرون. كما أظهرت نتائج الاستبيان أن نسبة الرؤساء التنفيذيين الذين يعتبرون أن التطورات مع الصين تلعب دوراً حيوياً في تحديد استراتيجياتهم المؤسسية قد تضاعفت أكثر من مرتين مقارنةً بالعامين الماضيين (من 20% في عام 2023 إلى 47% في عام 2025). كما أفاد الرؤساء التنفيذيون والمستثمرون المشاركون في الاستبيان بأنهم واثقون من استعداد شركاتهم لمواجهة مجموعة واسعة من التحديات التي قد تضر بأعمالهم، مثل النزاع بين روسيا وأوكرانيا والاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط.

وفي ما يتعلق بسياسات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، أظهرت نتائج الاستبيان أن غالبية الرؤساء التنفيذيين (91%) يعيدون ترتيب أولوياتهم في ما يتعلق بمتطلبات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية. وأفاد 56% من الرؤساء التنفيذيين العالميين بأنهم لا يزالون ملتزمين بموازنة أولويات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية بما ينسجم مع الأهداف الأساسية لأعمالهم. كما أشار 91% من الرؤساء التنفيذيين العالميين إلى أنهم عدّلوا مبادراتهم في هذا المجال بسبب تسييس هذه القضية. ومن هؤلاء، 40% أصبحوا أكثر انتقائية في اختيار القضايا أو المجالات التي يتعاملون معها. كما أن واحداً من كل أربعة رؤساء تنفيذيين يحدّون من برامج ومبادرات مؤسساتهم في مجال الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية. إضافة إلى ذلك، أظهر الاستبيان أن جميع الرؤساء التنفيذيين العالميين تقريباً (94%)، يعتزمون مواصلة جهودهم في مجال توظيف المواهب المتنوعة والاحتفاظ بها مع الامتثال للقوانين الجديدة المحتملة بشأن التوظيف.

أما في مجال الابتكار، تظهر نتائج الاستبيان أن تركيز الشركات الكبرى حول العالم ينصب بشكل رئيسي على الذكاء الاصطناعي؛ ومع ذلك، في الوقت الذي لا تمانع فيه هذه الشركات منح استثمارات الذكاء الاصطناعي مزيداً من الوقت للنضوج، يراقب المستثمرون في وول ستريت تطورات المشهد باهتمام بالغ. ووفقاً لنتائج الاستبيان، فقد أعرب نحو 80% من المستثمرين عن توقعاتهم بأن تحقق مشاريع الذكاء الاصطناعي عوائد استثمارية إيجابية في السنة الأولى، في حين أفاد الرؤساء التنفيذيون للشركات ذات القيمة السوقية الكبيرة (41%) بأنهم على استعداد لمنح مبادراتهم واستثماراتهم في مجال الذكاء الاصطناعي وقتاً للنضوج على مدى عام إلى عامين قبل توقع نتائج إيجابية. وأجمع المشاركون في الاستبيان على أن مسؤولية وضع استراتيجية الذكاء الاصطناعي تقع بالكامل على عاتق الرئيس التنفيذي، رغم رغبة المستثمرين في رؤية مشاركة أعمق من مجالس الإدارة في تحديد استراتيجيات الذكاء الاصطناعي والإشراف على سياسات الحوكمة. وبيّنت نتائج الاستبيان أيضاً أن الشركات الأصغر حجماً تراهن بشكل كبير على مجموعة متنوعة من التقنيات (الذكاء الاصطناعي، الروبوتات، الواقع المعزز، الحوسبة الكمية، العملات المشفرة)، بينما تركز الشركات العالمية الكبرى استثماراتها في مجال الذكاء الاصطناعي.

وكان فريق البيانات والرؤى والتحليلات الداخلي في شركة "تينيو" قد أجرى استبيان "الرؤساء التنفيذيين والمستثمرين العالميين 2025"، والذي استطلع آراء أكثر من 300 رئيس تنفيذي لشركات عالمية مدرجة و380 من مديري المؤسسات الاستثمارية، حيث تستحوذ الشركات والمؤسسات الاستثمارية المشاركة في الاستبيان على نحو 10 تريليونات دولار أمريكي من القيمة السوقية للشركات والمحافظ الاستثمارية عالمياً. ويمثل الرؤساء التنفيذيون المشاركون في الاستبيان توزيعاً عالمياً لشركات عالمية مدرجة ذات إيرادات سنوية لا تقل عن مليار دولار أمريكي، بينما يمثّل المستثمرون المشاركون في الاستبيان عينة من المستثمرين العالميين المتخصصين في مجالات الاستثمار المصرفي، والاستثمار المؤسسي، واستثمارات رأس المال المغامر، وإدارة الأصول، ورأس المال الخاص، وصناديق التحوط. وقد أجريت الدراسة في الفترة بين 11 نوفمبر و3 ديسمبر 2024.