موضوع عن مدينة غزة

الامارات 7 - مدينة غزّة: جوهرة التاريخ الفلسطيني

غزة، إحدى أبرز المدن العربيّة الإسلاميّة في فلسطين، تُعَدُّ كبرى مدن قطاع غزّة وأكثرها كثافةً سكانية. هي واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، إذ يعود تاريخ استيطانها إلى نحو 3000 عام. تُسمى "مدينة غزّة" لتمييزها عن قطاع غزّة ككل، وتتميّز بموقعها الاستراتيجي بين شمال إفريقيا وبلاد الشام.

أسماء مدينة غزّة عبر التاريخ
شهدت مدينة غزّة تغيّرًا في أسمائها على مر العصور، حيث عُرفت في عهد الكنعانيين بـ"هزاتي"، بينما أطلق عليها العرب المسلمون اسم "غزّة هاشم" نسبةً إلى هاشم بن عبد مناف، جد النبي محمد ﷺ، الذي زارها ودُفن فيها. كما أطلق عليها الإنجليز اسم "جازا"، وسماها المصريون "غازاتو"، وعُرفت أيضًا بلقب "سيّدة البخور" لتميز موانئها في تجارة العطور والبخور.

الموقع الجغرافي
تقع مدينة غزّة في جنوب غرب فلسطين، مُطلة على البحر الأبيض المتوسط على بعد 3 كيلومترات فقط منه. تبعد عن القدس 94 كم، وعن يافا 79 كم، وعن عسقلان 25 كم. تُشكل غزّة نقطة ربط بين بلاد الشام ومناطق شمال إفريقيا، وكانت موقعًا استراتيجيًا على الطرق التجارية القديمة.

السكان
شهدت غزّة زيادة كبيرة في عدد السكان على مدى العقود الماضية. ففي عام 1950، بلغ عدد سكانها حوالي 63,444 نسمة، بينما ارتفع هذا العدد إلى 673,638 نسمة بحلول عام 2018. تُعدّ غزّة واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، حيث تبلغ الكثافة السكانية فيها حوالي 42,600 شخص لكل ميل مربع. غالبية السكان من المسلمين السنّة، بالإضافة إلى مجتمع صغير من المسيحيين.

لمحات تاريخية
يُعتقد أن الكنعانيين كانوا أول من استوطن غزّة خلال الألفية الثالثة قبل الميلاد. مرّت المدينة بتغيرات سياسية عديدة؛ حيث حكمها المصريون، ثم البطالسة، فالسلوقيون، ومن بعدهم الرومان. دخلها العرب المسلمون في عام 634م، وازدهرت تحت حكمهم. في القرن الثاني عشر، احتلها الصليبيون إلى أن حرّرها صلاح الدين الأيوبي. لاحقًا، خضعت للحكم العثماني، ثم البريطاني، حتى أصبحت تحت الإدارة الفلسطينية.

المعالم البارزة
تضم غزّة معالم بارزة تاريخيًا ودينيًا، منها:

المساجد: الجامع العمري الكبير، مسجد السيد هاشم، مسجد علي بن مروان.
الجامعات: الجامعة الإسلامية، جامعة الأقصى، جامعة الأزهر.
مواقع أخرى: تل المنطار، قلعة نابليون (الرضوان).
مدينة غزّة ليست مجرد بقعة جغرافية، بل هي رمز للصمود والشموخ، شاهدة على حضارات إنسانية متعاقبة ومستمرة في العطاء رغم التحديات.