كيف أهتم بنفسي وقت النفاس: دليل شامل للعناية بالصحة الجسدية والنفسية بعد الولادة

الامارات 7 - تعد فترة النفاس من أهم الفترات التي تمر بها الأم بعد الولادة، حيث يحتاج الجسم إلى التعافي بعد تجربة الحمل والولادة، سواء كانت ولادة طبيعية أو قيصرية. يعتبر هذا الوقت حرجًا، ليس فقط بسبب التغيرات الجسدية التي تحدث، بل أيضًا بسبب التغيرات النفسية والتحديات الجديدة التي تواجهها الأم. لذا، فإن الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية خلال فترة النفاس ضروري لضمان تعافٍ سريع وتقديم الرعاية اللازمة للمولود. في هذا المقال، سنتناول كيفية الاهتمام بالنفس خلال هذه الفترة، من حيث العناية بالصحة، والتغذية السليمة، والحصول على الدعم اللازم.

1. الراحة والنوم: الأولوية الأولى

بعد الولادة، يحتاج الجسم إلى الراحة لتعويض الجهد الذي بذل أثناء الحمل والولادة. قد يكون النوم المتواصل صعبًا بسبب احتياجات الطفل، ولكن يُنصح بالنوم عند نوم الطفل للحصول على قسط كافٍ من الراحة. يمكن للأب أو أفراد الأسرة المساعدة في بعض المهام لتتمكن الأم من الاستراحة بشكل أفضل.

2. التغذية المتوازنة لدعم التعافي

تغذية الأم خلال فترة النفاس تلعب دورًا كبيرًا في تسريع عملية التعافي وتعزيز الطاقة اللازمة لرعاية الطفل. يجب أن تتضمن الوجبات الغذائية العناصر التالية:

البروتين: يساعد في إصلاح الأنسجة التالفة وتعزيز الشفاء، ويُفضل الحصول عليه من مصادر مثل اللحوم الخالية من الدهون، البيض، والبقوليات.

الحديد: لتعويض الفاقد من الدم أثناء الولادة، ومن مصادره اللحوم الحمراء والخضروات الورقية.

الكالسيوم: للحفاظ على صحة العظام، ويُفضل الحصول عليه من منتجات الألبان.

الماء والسوائل: من المهم شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على الترطيب ودعم إنتاج الحليب.

3. العناية بالجروح والتعافي الجسدي

العناية بجروح الولادة القيصرية أو شق العجان: يُنصح باتباع تعليمات الطبيب المتعلقة بالعناية بالجروح لضمان التعافي الجيد وتجنب العدوى. يجب تنظيف الجرح بانتظام والحفاظ عليه جافًا.

تمارين قاع الحوض: يُنصح بممارسة تمارين كيجل لتقوية عضلات قاع الحوض، مما يساعد في التعافي السريع وتقليل مشاكل السلس البولي.

4. التعامل مع التغيرات الهرمونية والمزاج

التغيرات الهرمونية بعد الولادة قد تؤدي إلى تقلبات في المزاج والشعور بالحزن أو القلق، وهي حالة تعرف باسم "الكآبة النفاسية". من الطبيعي أن تشعر الأم بمشاعر مختلطة، ولكن إذا استمرت هذه المشاعر لفترة طويلة أو كانت شديدة، فمن المهم طلب المساعدة من طبيب أو مستشار نفسي.

5. الرضاعة الطبيعية والعناية بالثدي

إذا اختارت الأم الرضاعة الطبيعية، فإن العناية بالثدي تصبح جزءًا مهمًا من الروتين اليومي. يُنصح بتجفيف الحلمات جيدًا بعد الرضاعة، واستخدام كريمات مرطبة خاصة لمنع التشقق. في حال حدوث احتقان في الثدي، يمكن استخدام الكمادات الدافئة لتخفيف الألم.

6. الحصول على الدعم العائلي والاجتماعي

الدعم العائلي والاجتماعي ضروري جدًا خلال فترة النفاس. يمكن لأفراد العائلة المساعدة في المهام المنزلية أو العناية بالمولود، مما يمنح الأم وقتًا للراحة. كما يمكن للأم الانضمام إلى مجموعات دعم الأمهات لتبادل التجارب والحصول على نصائح مفيدة.

7. ممارسة النشاط البدني الخفيف

بعد الحصول على موافقة الطبيب، يُنصح بالبدء في ممارسة التمارين الخفيفة، مثل المشي، لتحسين المزاج وزيادة مستويات الطاقة. يجب تجنب التمارين المجهدة حتى يكون الجسم مستعدًا لذلك، ويُفضّل الاستماع إلى احتياجات الجسم وعدم الضغط على النفس.

8. العناية بالنفس والاهتمام بالصحة النفسية

من المهم أن تجد الأم وقتًا لنفسها حتى وإن كان لبضع دقائق يوميًا. يمكن الاستمتاع بحمام دافئ، أو القراءة، أو ممارسة التأمل لتخفيف التوتر وتعزيز الصحة النفسية. يجب أن تتذكر الأم أن الاهتمام بنفسها يساعدها على أن تكون قادرة على رعاية طفلها بشكل أفضل.

خلاصة

فترة النفاس هي مرحلة حيوية تتطلب اهتمامًا خاصًا بالصحة الجسدية والنفسية للأم. من خلال التركيز على الراحة، التغذية السليمة، العناية بالجروح، والحصول على الدعم، يمكن للأم تعزيز عملية التعافي والاستمتاع بالأمومة بشكل صحي وإيجابي. يجب على الأم أن تكون لطيفة مع نفسها وتأخذ الأمور بروية، وتطلب المساعدة عند الحاجة لضمان تجربة أمومة مليئة بالراحة والاستقرار.