كيفية تكوّن التوأم: أنواع التوائم، الآليات البيولوجية، والفروق الرئيسية

الامارات 7 -
الحمل بتوأم يُعتبر من أكثر الظواهر المميزة في عالم الإنجاب، وهو محاط بالكثير من الفضول والإثارة. تختلف عملية تكوّن التوأم بشكل كبير حسب نوع التوأم، حيث توجد نوعان رئيسيان من التوائم: التوأم المتطابق (أحادي الزيجوت) والتوأم غير المتطابق (ثنائي الزيجوت). لكل نوع من هذين النوعين آلية مختلفة لحدوثه، وكذلك يتسم كل نوع بخصائصه الفريدة. في هذا المقال، سنستعرض كيفية تكوّن التوأم، والعوامل التي تؤدي إلى حدوثه، بالإضافة إلى الفروق الرئيسية بين التوائم المتطابقة وغير المتطابقة.

أنواع التوائم وكيفية تكوّنها

1. التوأم المتطابق (أحادي الزيجوت)

كيف يتكوّن؟: يحدث التوأم المتطابق عندما تُخصب بويضة واحدة من قبل حيوان منوي واحد، ثم تنقسم هذه البويضة المخصبة إلى قسمين منفصلين بعد التخصيب بفترة قصيرة. كل جزء من هذه البويضة المنقسمة ينمو ليشكل جنينًا كاملاً. نظرًا لأن كلا الجنينين نشأ من نفس البويضة المخصبة، يكون لهما نفس التركيب الجيني ويشتركان في الصفات الجينية بالكامل.

الخصائص: التوائم المتطابقة عادة ما تكون من نفس الجنس ولديهم نفس المظهر الخارجي بشكل كبير. يمكن أن يتشاركا المشيمة، ولكن يكون لكل منهما كيس أمنيوسي منفصل في بعض الأحيان.

التوقيت: يعتمد تقسيم البويضة المخصبة على توقيت الانقسام، وإذا حدث الانقسام في الأيام القليلة الأولى بعد الإخصاب، فإنه يؤدي عادة إلى وجود مشيمتين وكيسين أمنيوسيين منفصلين، بينما إذا حدث بعد فترة أطول فقد يشتركان في نفس المشيمة.

2. التوأم غير المتطابق (ثنائي الزيجوت)

كيف يتكوّن؟: يحدث التوأم غير المتطابق عندما تُخصب بويضتان مختلفتان من قبل حيوانين منويين مختلفين في نفس الوقت تقريبًا. نتيجةً لذلك، ينمو كل بويضة مخصبة لتشكيل جنين مستقل بذاته. يكون التوأمان غير المتطابقين مختلفين من الناحية الجينية، تمامًا مثلما يحدث بين الأشقاء العاديين.

الخصائص: التوائم غير المتطابقة يمكن أن يكونوا من نفس الجنس أو من جنسين مختلفين. كما أن مظهرهما الخارجي قد يختلف، حيث أن كل جنين ينمو في كيس أمنيوسي خاص به وله مشيمة مستقلة.

العوامل التي تؤدي إلى الحمل بتوأم

1. العوامل الوراثية

التاريخ العائلي: يُعد وجود تاريخ عائلي للحمل بتوأم، خاصة من جهة الأم، من العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث الحمل بتوأم، وخاصة التوأم غير المتطابق.

الجينات: قد تكون بعض النساء أكثر عرضة لإنتاج أكثر من بويضة خلال الدورة الشهرية، وهو ما يزيد من فرصة حدوث التوأم غير المتطابق.

2. العلاجات المتعلقة بالخصوبة

التلقيح الصناعي (IVF): في حالات التلقيح الصناعي، تُزرع عادةً أكثر من بويضة مخصبة في الرحم لضمان نجاح الحمل، مما يزيد من احتمالية حدوث توائم.

أدوية تحفيز الإباضة: تُستخدم أدوية تحفيز الإباضة لمساعدة النساء على إنتاج بويضات إضافية، مما يزيد من فرصة تخصيب أكثر من بويضة وحدوث التوأم.

3. العوامل الهرمونية والعمر

العمر: النساء في أواخر الثلاثينيات أو أوائل الأربعينيات لديهن احتمال أكبر للحمل بتوأم، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية التي قد تؤدي إلى إنتاج أكثر من بويضة في الدورة الواحدة.

عدد مرات الحمل السابقة: المرأة التي سبق لها الحمل عدة مرات تكون أكثر عرضة لحدوث الحمل بتوأم.

الفروق بين التوائم المتطابقة وغير المتطابقة

التركيب الجيني: التوائم المتطابقة لديها نفس التركيب الجيني وتكون نسخًا متطابقة من بعضها البعض، بينما التوائم غير المتطابقة تكون مشابهة لبعضها البعض كما الأشقاء العاديين، حيث يشتركون في 50% فقط من جيناتهم.

المظهر الخارجي: التوائم المتطابقة عادة ما يكون لديهم نفس المظهر الخارجي وحتى السمات الصغيرة، بينما التوائم غير المتطابقة يمكن أن يختلفوا بشكل كبير من حيث المظهر وحتى في الطول والوزن.

المشيمة والكيس الأمنيوسي: التوائم المتطابقة قد يتشاركون في المشيمة أو يكون لكل منهم مشيمة منفصلة، بينما التوائم غير المتطابقة دائمًا ما يكون لديهم مشيمتان وكيسان أمنيوسيان مستقلان.

كيفية تأكيد نوع التوأم

1. الفحص بالموجات فوق الصوتية (السونار)

يُستخدم السونار لتحديد عدد الأجنة في الرحم وتحديد ما إذا كان التوأمان متطابقين أو غير متطابقين. يمكن للسونار المبكر بين الأسبوع السادس والثامن من الحمل أن يُظهر ما إذا كان التوأمان يشتركان في نفس المشيمة أو لديهما مشيمتان منفصلتان، مما يساعد في تحديد نوع التوأم.

2. الفحص الجيني بعد الولادة

بعد ولادة التوأم، يمكن إجراء فحص الحمض النووي لتأكيد ما إذا كان التوأمان متطابقين أم غير متطابقين. هذا الفحص يحدد بدقة مدى التشابه الجيني بين التوأمين.

الرعاية الخاصة بالحمل بتوأم

المتابعة الطبية المنتظمة: الحمل بتوأم يتطلب زيارات طبية أكثر من الحمل بجنين واحد، وذلك لمتابعة صحة الأم والتوأمين، والتأكد من نموهما بشكل طبيعي.

الراحة والتغذية الجيدة: يُعد الحمل بتوأم أكثر إجهادًا لجسم الأم، وبالتالي يُنصح بالحصول على الراحة الكافية وتناول نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية الضرورية مثل الحديد والكالسيوم والبروتين.

التخطيط للولادة: يجب على الأم الحامل بتوأم التخطيط مع الطبيب للولادة، حيث قد تكون هناك حاجة إلى الولادة القيصرية في بعض الحالات، خاصة إذا كانت وضعية الأجنة غير مناسبة للولادة الطبيعية.

خاتمة

تكوّن التوأم هو عملية مدهشة تعكس التعقيد والجمال في الطبيعة البيولوجية للجسم البشري. سواء كان التوأمان متطابقين أو غير متطابقين، فإنهما يجلبان الفرحة والإثارة للعائلة. من المهم أن تكون الأم على دراية بالآليات والعوامل التي تؤدي إلى حدوث الحمل بتوأم، بالإضافة إلى أهمية الرعاية الطبية اللازمة لضمان حمل صحي وآمن. التوأم ليس فقط مصدرًا للفرح، بل هو أيضًا تجربة مميزة تتطلب اهتمامًا خاصًا ورعاية فائقة لضمان سلامة الأم والأجنة.