انخفاض السكر عند الأطفال حديثي الولادة: الأسباب، الأعراض، والعلاج لضمان سلامة المولود

الامارات 7 -
يُعتبر انخفاض السكر عند الأطفال حديثي الولادة من المشكلات الصحية التي تتطلب تدخلًا سريعًا ودقيقًا لضمان سلامة الطفل ونموه الصحي. يُعرف انخفاض السكر بوجود مستوى غير طبيعي من الجلوكوز في دم المولود، وهو ما يمكن أن يؤثر على وظائف الجسم بشكل عام إذا لم يُعالج على الفور. في هذا المقال، سنستعرض أسباب انخفاض السكر عند الأطفال حديثي الولادة، الأعراض التي يمكن ملاحظتها، وأفضل الطرق لعلاجه وضمان استقرار حالة الطفل.

ما هو انخفاض السكر عند الأطفال حديثي الولادة؟

انخفاض السكر عند الأطفال حديثي الولادة يُعرف علميًا بانخفاض مستوى الجلوكوز في الدم إلى أقل من المعدل الطبيعي. الجلوكوز هو المصدر الأساسي للطاقة لجسم الطفل، ويُعتبر ضروريًا لوظائف الدماغ والأعضاء الأخرى. عند حديثي الولادة، يكون مستوى السكر عادة غير مستقر في الأيام الأولى من الحياة، لكن يمكن أن يكون هذا الانخفاض حادًا لدى بعض الأطفال، مما يتطلب رعاية فورية.

أسباب انخفاض السكر عند الأطفال حديثي الولادة

الولادة المبكرة (الخدج)

الأطفال المولودون قبل الأوان غالبًا ما يكون لديهم جهاز هضمي غير ناضج وقدرة أقل على تخزين الجلوكوز، مما يجعلهم أكثر عرضة لانخفاض السكر.

أمهات مصابات بالسكري

الأطفال المولودون لأمهات مصابات بالسكري (سواء السكري من النوع الأول أو الثاني أو سكري الحمل) قد يكونون عرضة لانخفاض السكر بعد الولادة، نتيجة ارتفاع مستوى الأنسولين في أجسامهم.

الإجهاد أثناء الولادة

بعض الأطفال قد يعانون من إجهاد شديد أثناء الولادة، مما يؤدي إلى استنزاف مخزون السكر لديهم، وبالتالي حدوث انخفاض في مستوى الجلوكوز.

عدم كفاية التغذية

عدم حصول الطفل على كميات كافية من الحليب خلال الساعات الأولى بعد الولادة يمكن أن يسبب انخفاض السكر، حيث يحتاج الجسم إلى طاقة لتعويض ما يُستهلك.

الحالات الصحية الأخرى

بعض الحالات مثل اضطرابات الغدد الصماء، أو مشاكل الكبد، أو حالات العدوى يمكن أن تؤدي أيضًا إلى انخفاض مستوى السكر في الدم.

أعراض انخفاض السكر عند الأطفال حديثي الولادة

قد يكون من الصعب على الأهل التعرف على أعراض انخفاض السكر عند المولود، ولكن هناك بعض العلامات التي يمكن ملاحظتها:

الارتعاش أو الرعشة

الأطفال الذين يعانون من انخفاض السكر قد يظهرون رعشة في أيديهم أو أقدامهم.

النعاس الزائد والخمول

قد يبدو الطفل خاملًا بشكل غير طبيعي، أو يكون من الصعب إيقاظه.

البكاء بصوت منخفض

قد يكون بكاء الطفل ضعيفًا أو يبدو غير طبيعي.

التغذية الضعيفة

عدم قدرة الطفل على الرضاعة بشكل طبيعي أو عدم إظهار اهتمام بالتغذية.

التشنجات

في الحالات الشديدة، قد تحدث تشنجات نتيجة لانخفاض السكر الحاد.

كيفية علاج انخفاض السكر عند الأطفال حديثي الولادة

التغذية المبكرة والمتكررة

من الضروري إطعام الطفل بشكل مبكر، إما عن طريق الرضاعة الطبيعية أو الصناعية، لضمان استقرار مستوى السكر في الدم. يجب تقديم الحليب كل ساعتين إلى ثلاث ساعات.

الجلوكوز الفموي

في بعض الحالات، قد يحتاج الطفل إلى مكملات الجلوكوز الفموية لرفع مستوى السكر بسرعة. يمكن استخدام محلول الجلوكوز الفموي تحت إشراف طبي.

العلاج الوريدي

إذا كان مستوى السكر منخفضًا بشكل حاد ولم يتحسن بالتغذية الفموية، قد يحتاج الطفل إلى إعطاء الجلوكوز عن طريق الوريد لضمان استقرار الحالة.

المراقبة المستمرة

يجب مراقبة مستوى السكر في دم الطفل بشكل دوري باستخدام فحص الدم، خاصة في الأيام الأولى بعد الولادة، لضمان استقرار حالته.

الوقاية من انخفاض السكر عند الأطفال حديثي الولادة

الاهتمام بصحة الأم خلال الحمل

يجب على الأم الحامل، خاصة إذا كانت مصابة بالسكري، متابعة مستوى السكر لديها بانتظام والتأكد من الحفاظ على توازن السكر تحت إشراف طبي.

التغذية الكافية بعد الولادة

من الضروري أن يحصل الطفل على كمية كافية من الحليب فور ولادته، خاصة خلال الساعات الأولى، لضمان استقرار مستوى السكر.

المتابعة الطبية للأطفال المعرضين للخطر

الأطفال الذين ولدوا في ظروف معقدة أو لأمهات مصابات بالسكري يجب أن يكونوا تحت متابعة طبية دقيقة لرصد أي انخفاض محتمل في مستوى السكر والتدخل الفوري عند الحاجة.

متى يجب استشارة الطبيب؟

إذا كان الطفل يعاني من خمول غير معتاد ولا يستطيع الاستيقاظ بسهولة.

إذا ظهرت على الطفل علامات الارتعاش أو التشنجات.

إذا لم يكن الطفل يتغذى بشكل جيد أو يظهر علامات عدم الرغبة في الرضاعة.

الخلاصة

انخفاض السكر عند الأطفال حديثي الولادة هو حالة قد تكون خطيرة إذا لم تُعالج في الوقت المناسب، ولكن يمكن التعامل معها بنجاح من خلال التدخل السريع والتغذية السليمة. من المهم أن تكون الأمهات والآباء على دراية بعلامات انخفاض السكر وأن يحصل الطفل على المتابعة الطبية اللازمة لضمان نموه الصحي. الحفاظ على التغذية المتكررة والمراقبة المستمرة يمكن أن يساهم في منع حدوث انخفاض السكر وضمان سلامة المولود في الأيام الأولى من حياته.