الامارات 7 - تختلف طريقة توزيع السكان بين المناطق، سواء داخل دولة واحدة أو على مستوى العالم، نتيجة لعدة عوامل، بعضها طبيعي وبعضها من صنع الإنسان. على الرغم من أن تأثير العوامل الطبيعية قد تراجع بفعل التقدم التكنولوجي، إلا أنها لا تزال تلعب دوراً مهماً في توزيع السكان.

العوامل المؤثرة في توزيع السكان:
العوامل الطبيعية:

التضاريس: يظهر تأثير التضاريس في الخرائط السكانية، حيث يميل الإنسان إلى الاستقرار في المناطق السهلة. كانت السهول الفيضية، مثل دلتا النيل وبلاد الرافدين، من أكثر المناطق كثافة سكانية في مراحل التاريخ الأولى. توفر هذه السهول ظروفاً ملائمة للزراعة، وتسهّل حركة المواصلات. بينما تعتبر المناطق الجبلية أقل جذباً للسكان إلا أنها كانت ملاذاً لبعض الأقليات.
المناخ: يعتبر المناخ عاملاً مهماً في توزيع السكان، حيث يتأثر النشاط البشري بمتغيرات المناخ مثل درجة الحرارة والأمطار. المناطق المعتدلة وشبه المعتدلة تكون أكثر جذباً للسكان، في حين أن المناطق الحارة غالباً ما تعتبر طاردة للسكان.
الموارد المائية: تشكل الموارد المائية أحد العوامل الحاسمة في جذب السكان، حيث تركز السكان في مناطق قرب الأنهار مثل دجلة والفرات ونهر النيل. توفر المياه يعد عاملاً أساسياً في الزراعة وتوفير الغذاء للسكان.
العوامل الاقتصادية:

المهن المتوفرة وفرص العمل: يتأثر توزيع السكان بتوفر فرص العمل والحرف السائدة في مناطق معينة. على سبيل المثال، المناطق الصحراوية ذات المناخ الحار والموارد المحدودة تعتبر طاردة للسكان، لكن توفر فرص العمل مثلما هو الحال في دول الخليج العربي جعل هذه المناطق تصبح من أكثر المناطق جذباً للسكان.
العوامل السياسية:

الحروب والسياسات الحكومية: تلعب السياسات السياسية دوراً كبيراً في توزيع السكان. ففي حالات التمييز العنصري أو الاضطهاد، يضطر السكان إلى الهجرة بحثاً عن الأمان، كما أن الحروب قد تؤدي إلى نزوح السكان من مناطقهم، مما يجعلها خالية من السكان.
إجمالاً، يعتبر توزيع السكان نتاجاً لتفاعل عدة عوامل طبيعية واقتصادية وسياسية تؤثر في استقرار السكان في مناطق معينة.