متى يجلس الطفل؟ دليل شامل لمراحل تطور الجلوس عند الرضع

الامارات 7 - تعتبر مرحلة الجلوس من أهم مراحل التطور الحركي في حياة الطفل، حيث تشير إلى قدرته على تحقيق التوازن واكتساب القوة في عضلاته الرئيسية. يتساءل الكثير من الآباء والأمهات عن التوقيت الذي يبدأ فيه طفلهم بالجلوس بمفرده، وما هي الخطوات التي يمكنهم اتخاذها لمساعدته على الوصول إلى هذا الإنجاز المهم.

في أي شهر يجلس الطفل؟

غالبًا ما يبدأ الأطفال بمحاولة الجلوس مع بعض الدعم البسيط حوالي الشهر الرابع أو الخامس، ولكن غالبًا ما يتمكنون من الجلوس بمفردهم بدون دعم بين الشهر السادس والشهر الثامن. هذا التوقيت قد يختلف من طفل لآخر حسب الفروق الفردية في النمو والتطور.

في الشهر الرابع أو الخامس، يظهر الطفل عادة بعض علامات الجلوس المبكر مثل رفع رأسه والجزء العلوي من جسمه عندما يكون مستلقيًا على بطنه، وهو ما يعزز من قوة العضلات الضرورية لعملية الجلوس. بحلول الشهر السادس، يتمكن العديد من الأطفال من الجلوس لفترات قصيرة باستخدام أيديهم لتحقيق التوازن، بينما يكتسبون المزيد من الثقة والاستقلالية في الجلوس بحلول الشهر السابع أو الثامن.

كيفية مساعدة الطفل على الجلوس

يمكن للآباء مساعدة طفلهم على تطوير مهارات الجلوس من خلال مجموعة من الأنشطة والتقنيات التي تساعد في تقوية عضلاته وتحفيز تطوره:

وقت اللعب على البطن: وضع الطفل على بطنه لعدة دقائق يوميًا يساعد في تقوية عضلات الرقبة والظهر والبطن، وهذه العضلات ضرورية لتمكين الطفل من الجلوس بثبات. يُفضل القيام بهذا النشاط بشكل متكرر خلال اليوم لزيادة الفائدة.

استخدام الألعاب المحفزة: يمكن وضع ألعاب جذابة وملونة أمام الطفل أثناء وجوده في وضع الجلوس لمساعدته على تطوير التوازن والبقاء في هذه الوضعية لفترات أطول. هذا يحفزه على استخدام عضلاته للوصول إلى الألعاب والاستمتاع بها.

تقديم الدعم المناسب: عند بداية محاولات الجلوس، يمكن تقديم الدعم للطفل باستخدام الوسائد أو وضعه في مقعد داعم لتأمين توازنه ومنحه شعورًا بالأمان أثناء تعلمه الجلوس. هذا يساعده على بناء الثقة والتوازن اللازمين.

تهيئة بيئة آمنة: يجب أن تكون البيئة التي يتعلم فيها الطفل الجلوس آمنة، بحيث لا تحتوي على أشياء حادة أو خطرة حوله، ويُفضل أن يكون السطح الذي يجلس عليه ناعمًا ومبطنًا، مثل سجادة اللعب أو وسادة، لتقليل فرص الإصابة في حال السقوط.

علامات جاهزية الطفل للجلوس

من العلامات التي تدل على أن الطفل قد يكون جاهزًا للجلوس بمفرده:

قوة جيدة في الرأس والرقبة: يجب أن يكون الطفل قادرًا على رفع رأسه والتحكم فيه بثبات دون الحاجة إلى دعم.

محاولات رفع الجسم: عندما يكون الطفل مستلقيًا على بطنه ويحاول رفع الجزء العلوي من جسمه باستخدام ذراعيه، فإنه يبني القوة اللازمة لعملية الجلوس.

الاهتمام بالجلوس: يظهر الطفل رغبة في الجلوس عندما يحاول سحب جسمه إلى الأمام أو يميل نحو وضعية الجلوس عند حمله.

التحديات التي قد تواجه الطفل أثناء تعلم الجلوس

خلال فترة تعلم الجلوس، قد يواجه الطفل بعض التحديات التي تؤثر على قدرته على الجلوس بثبات. من بين هذه التحديات:

عدم القدرة على التوازن: في البداية، قد يكون من الصعب على الطفل الحفاظ على توازنه، وقد يميل إلى الجانبين أو إلى الأمام. هذا الأمر طبيعي، ويحتاج الطفل إلى وقت وممارسة لتطوير توازنه.

ضعف العضلات: بعض الأطفال قد يحتاجون إلى وقت أطول لتقوية عضلات البطن والظهر التي تساعد في الجلوس. يمكن للآباء تشجيعهم على اللعب على البطن والأنشطة الأخرى التي تساعد في تقوية هذه العضلات.

متى يجب استشارة الطبيب؟

إذا لم يظهر الطفل أي اهتمام بمحاولة الجلوس أو لم يتمكن من الجلوس بمفرده بعد الشهر التاسع، فقد يكون من الأفضل استشارة الطبيب لتقييم حالته. في بعض الحالات، قد يكون هناك سبب طبي يستدعي التدخل أو تقديم العلاج الطبيعي لتحفيز العضلات وتطوير المهارات الحركية.

نصائح لتعزيز ثقة الطفل أثناء تعلم الجلوس

الصبر والتشجيع: يجب على الأهل التحلي بالصبر وعدم الضغط على الطفل لتحقيق هذا الإنجاز بسرعة. يجب تقديم التشجيع والتحفيز للطفل عند كل محاولة، حتى لو كانت بسيطة.

اللعب الجماعي: يمكن للآباء الجلوس بجانب الطفل واللعب معه، مما يجعله يشعر بالأمان والثقة أثناء تعلمه الجلوس.

مراقبة الطفل باستمرار: أثناء تعلم الطفل الجلوس، يجب مراقبته باستمرار للتأكد من سلامته ولتجنب أي إصابات قد تحدث نتيجة فقدان التوازن.

الخلاصة

الجلوس هو مرحلة مهمة في رحلة نمو الطفل، ويختلف توقيتها من طفل لآخر وفقًا لعوامل متعددة تتعلق بالتطور الجسدي والاستعداد الحركي. يمكن للأهل مساعدة طفلهم على تحقيق هذا الإنجاز من خلال توفير بيئة آمنة ومحفزة، وتشجيعه على الأنشطة التي تقوي عضلاته وتعزز من قدرته على الجلوس. الأهم هو الصبر والتفهم لأن كل طفل ينمو ويطور مهاراته وفقًا لوتيرته الخاصة.




شريط الأخبار