الكتبي: إيران غير مستعدة حالياً لوقف التدخل في الشأن العربي

الامارات 7 - أكدت رئيس مركز الإمارات للسياسات، الدكتورة إبتسام الكتبي، على وجود ما وصفته بـ«عوامل توتر كامنة ومستمرة» في العلاقات العربية الإيرانية، ترجع إلى عدم احترام طهران مبدأ السيادة الوطنية للدول، والكف عن جميع أشكال التدخل في الشأن الداخلي العربي، لافتة إلى أن القيادة الإيرانية ليست مستعدة بعد لوقف هذه الممارسات. وأضافت أن تصاعد الأزمة مع طهران لن يؤثر على الأوضاع في اليمن.

وتفصيلاً، قالت الكتبي لـ«الإمارات اليوم» في تعليق لها على ما وصلت إليه علاقات إيران ودول عربية من قطيعة وتوتر «هذه ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها الرياض أو عواصم عربية أخرى قراراً بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وما لم تحل جذور الأزمة في العلاقات بين إيران والدول العربية، فستبقى هذه العلاقات محكومة بالتوتر، فعلى الرغم من أهمية المصالح التي تجمع الإيرانيين والعرب، ومنها ما هو استراتيجي وحيوي لكلا الطرفين، فإن الخلافات السياسية والأيديولوجية ظلت حائلاً دون تحقيق هذه المصالح، وانعكس ذلك بالتالي سلباً على الشعوب في ضفتي الخليج العربي».



وأوضحت أن الأسباب الحقيقية للخلافات العربية الإيرانية ناتجة في الأساس عن إشكاليات تعاني منها بُنية النظام الإيراني الحالي نفسه، إضافة الى أسباب أخرى متعلقة بعوامل ثقافية وأيديولوجية مختلقة، أنتجت «نزعة شوفينية» تجاه العرب، لافتة إلى أن محاولات الوساطة الروسية لتهدئة الأزمة الخليجية الإيرانية، التي شهدت تصعيداً كبيراً في الآونة الأخيرة، ترجع إلى رغبة موسكو في عدم التورط في حرب دينية طويلة الأمد، بينما اعتبرت الجانبين الأميركي والغربي أقل حماساً للتدخل من أجل احتواء هذه الأزمة.وكانت الأزمة العربية – الإيرانية، شهدت تصعيداً كبيراً إثر إقدام مواطنين إيرانيين على حرق مقري البعثة الدبلوماسية السعودية في مدينتي طهران ومشهد الإيرانيتين، احتجاجاً على قيام السعودية بتنفيذ أحكام بالإعدام بحق 47 مداناً بالتورط في أعمال إرهابية، بينهم نمر النمر، وهو ما قابلته الرياض وعدد كبير من الدول الخليجية والعربية بتصعيد دبلوماسي وصل إلى حد قطع العلاقات.

ولفتت إلى أن النخب العربية والخليجية، وكذلك صُناع القرار في المنطقة، يتطلعون إلى مستقبل أفضل للعلاقات العربية الإيرانية، ويحدوهم أمل كبير بأن يتمكن الإيرانيون من تجاوز أزمتهم الداخلية، حتى يصبحوا أكثر استعداداً وربما جدارة، بعلاقات طيبة مع محيطهم ومع العالم، حسب قولها.

وأضافت «لكن من الضروري عدم اختزال الأزمة في العلاقات العربية الإيرانية في حادث الاعتداء على المقرات الدبلوماسية السعودية، فهناك عوامل توتر كامنة ومستمرة، يجب التعامل معها أيضاً بجدية كاملة، ويمكن تلخيص هذه العوامل في ضرورة احترام مبدأ السيادة الوطنية للدول، والكف عن جميع أشكال التدخل في الشأن الداخلي العربي، وهو ما أعتقد أن القيادة الإيرانية ليست مستعدة لقبوله بعد».

وعن التعامل الإماراتي مع الأزمة الراهنة، قالت الكتبي: «قامت الإمارات بالفعل بتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع الجانب الإيراني، وأعتقد جازمةً بأن القيادة الإماراتية تتطلع إلى تجاوز هذه الأزمة، وتعمل على ذلك بكل ما تملكه من ثقل دولي وإقليمي، ولا ترغب في مزيد من التوتر في المنطقة، فعلى الرغم من استمرار الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبوموسى)، وكذلك استمرار الهجمة الإعلامية الإيرانية على الإمارات ودورها الرامي إلى حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، فإن القيادة الإماراتية غلّبت منطق الحكمة والصبر، ولم تبادر إلى قطع العلاقات مع إيران، حفاظاً على مصالح وعلاقات الشعبين الإيراني والإماراتي، وأملاً في وصول الرسالة إلى القيادة الإيرانية بأقل خسائر ممكنة، لعلها تجد في طهران أذناً مصغية، لكن الإمارات في النهاية ملتزمة بأمنها الوطني، وأمن شقيقاتها من دول الخليج العربية، وأمن المنطقة بشكل عام، ولن تتوانى عن اتخاذ أية تدابير من شأنها أن تمنع جرّ المنطقة إلى مزيد من الفوضى».

واستبعدت رئيس مركز الإمارات للسياسات حدوث أي انعكاسات مباشرة للأزمة العربية – الإيرانية الحالية على الأوضاع في اليمن، موضحة أن الموقف الإيراني الداعم لـ«العصابة الحوثية» قائم ومستمر قبل وبعد هذه الأزمة