متى يجلس الطفل بمفرده؟ دليل لمراحل تطور الجلوس لدى الرضع

الامارات 7 -
تعد مرحلة الجلوس بمفردها واحدة من المعالم المثيرة في حياة الطفل وأسرته، حيث تمثل هذه اللحظة خطوة كبيرة نحو الاستقلالية والقدرة على الاستكشاف. الجلوس بمفرد الطفل يشير إلى تقدم هام في نموه الجسدي والعقلي، وهو يُعد بداية لمرحلة جديدة من الحركة والاستكشاف التي تساعده على التفاعل بشكل أكبر مع محيطه. لكن السؤال الذي يطرحه الكثير من الأمهات والآباء هو: متى يجلس الطفل بمفرده؟ في هذا المقال، سنستعرض المراحل العمرية المختلفة التي يصل فيها الطفل إلى هذه القدرة والعوامل التي تؤثر فيها.

المرحلة العمرية التي يبدأ فيها الطفل بالجلوس بمفرده

عادةً ما يبدأ الطفل في تطوير مهارة الجلوس بمفرده بين عمر 4 إلى 7 أشهر. خلال هذه الفترة، يبدأ الطفل بتقوية عضلات الظهر والرقبة، مما يمكنه تدريجياً من الجلوس بثبات دون دعم. في البداية، قد يكون الطفل قادرًا على الجلوس لثوانٍ معدودة بمساعدة وسائد أو من خلال دعم الأبوين، ولكن مع الوقت والتدريب يكتسب القدرة على الحفاظ على توازنه والجلوس لفترات أطول.

بحلول الشهر السادس إلى الشهر السابع، يمكن لمعظم الأطفال الجلوس بمفردهم لفترات قصيرة دون مساعدة، وعند الشهر الثامن إلى التاسع يصبح الطفل قادرًا على الجلوس بثبات وبدون دعم لفترات أطول. بالطبع، تختلف هذه المدة من طفل لآخر، حيث أن بعض الأطفال قد يصلون لهذه القدرة في وقت مبكر، بينما يحتاج آخرون إلى وقت أطول قليلاً، وهذا أمر طبيعي ويعتمد على التطور الفردي لكل طفل.

علامات استعداد الطفل للجلوس بمفرده

هناك بعض العلامات التي تشير إلى أن الطفل مستعد للجلوس بمفرده، ومنها:

قوة الرقبة والجزء العلوي من الجسم: عندما يصبح الطفل قادرًا على رفع رأسه بثبات والتحكم بها، فهذا يشير إلى أنه بدأ في تطوير القوة اللازمة للجلوس.

التحكم في التوازن: قبل أن يجلس الطفل بمفرده، ستلاحظ أنه يحاول التوازن أثناء الاستلقاء على بطنه، وقد يبدأ في رفع يديه للعب بالألعاب أثناء الجلوس بمساعدة، مما يعزز من قدرته على الحفاظ على توازنه.

التفاعل مع محيطه أثناء الجلوس: عندما يبدأ الطفل في محاولة الانحناء للأمام للوصول إلى الألعاب أو الاستناد بيديه لدعم نفسه، فهذا مؤشر على تطور القدرة على الجلوس.

كيفية مساعدة الطفل على الجلوس بمفرده

يمكن للآباء والأمهات مساعدة طفلهم على تطوير مهارة الجلوس من خلال بعض الأنشطة البسيطة:

توفير الدعم المناسب: يمكن استخدام الوسائد أو الدعامات لدعم الطفل أثناء جلوسه، مع التأكد من وجود إشراف دائم لضمان سلامته.

تشجيع اللعب على الأرض: وضع الطفل على بطنه لفترات من اليوم (تُعرف بوقت التمدد على البطن أو "Tummy Time") يساعد في تقوية عضلات الرقبة والظهر، مما يساهم في تسهيل عملية الجلوس.

استخدام الألعاب المحفزة: يمكن استخدام الألعاب الملونة والمثيرة لوضعها أمام الطفل وتحفيزه على محاولة الجلوس للوصول إليها. هذا يساعده على تطوير التوازن وتقوية عضلاته.

التطور بعد الجلوس: ماذا بعد؟

بعد أن يصبح الطفل قادرًا على الجلوس بمفرده، يبدأ في تطوير مهارات جديدة تُمكنه من التحرك بشكل أكبر. على سبيل المثال، يبدأ بعض الأطفال في محاولة الزحف من وضعية الجلوس، أو محاولة الالتفاف للوصول إلى الألعاب المحيطة بهم. الجلوس بثبات يعزز من قدرة الطفل على استخدام يديه بحرية للعب، مما يساهم في تطور مهاراته الحركية الدقيقة.

متى يجب القلق واستشارة الطبيب؟

على الرغم من أن تطور مهارات الجلوس يختلف من طفل لآخر، إلا أنه يجب استشارة الطبيب إذا لم يُظهر الطفل أي علامات على محاولة الجلوس أو رفع رأسه بثبات بحلول الشهر السابع أو الثامن. قد يكون هناك أسباب تتعلق بالنمو العضلي أو الحركي، والطبيب سيكون قادرًا على تقديم التوجيه المناسب والتأكد من عدم وجود أي مشكلات صحية.

ختامًا

تعتبر مرحلة الجلوس بمفردها من أكثر اللحظات إثارة في حياة الطفل، فهي تفتح أمامه أبوابًا جديدة لاستكشاف العالم والتفاعل معه بطرق جديدة. من خلال توفير البيئة الداعمة والتشجيع المستمر، يمكن للآباء مساعدة طفلهم على الوصول إلى هذه المرحلة بثقة وأمان. يجب أن نتذكر دائمًا أن كل طفل ينمو بوتيرته الخاصة، وما هو مهم هو توفير الحب والدعم اللازمين خلال رحلته في النمو والتطور.