مدينة تنس

الامارات 7 - مدينة تنس هي إحدى المدن التاريخية في الجزائر، تقع على الساحل الشمالي للبلاد، إلى الغرب من العاصمة الجزائرية، على بعد حوالي 200 كيلومتر. تحدّها من الشرق مدينة شرشال ومن الغرب مدينة مستغانم. كانت تنس في العصور الوسطى عاصمة لإقليم تنس، الذي امتد من مدينة عشعاشة إلى بومدفع، وكان يحكمه إمارة تنس في فترتي العصرين الزياني والتركي.

تعود نشأة المدينة إلى أكثر من 9,000 عام قبل الميلاد، مما يجعلها واحدة من أقدم المدن المأهولة في الجزائر. ازدهرت في العصور الوسطى حينما كانت عاصمة لإقليم تنس، حيث كانت تتمتع بسيادة اقتصادية تقوم على الزراعة والتجارة، فضلاً عن الضرائب الجمركية المفروضة على السلع التي تمر عبر مينائها. كما كانت المدينة تقوم بصك نقودها الخاصة، التي كانت تعرف باسم "نقود أبي عثمان في تنس"، وهي معروضة اليوم في العديد من المتاحف الجزائرية مثل متحف الباردو. ومن أبرز حكام الإمارة في تلك الفترة السلطان حميدة العابد.

في القرن السادس عشر، وقعت تنس تحت الاحتلال الإسباني بسبب تحالف السلطان الزياني مع الإسبان، إلا أن المدينة تحررت على يد الأتراك في عام 1517. تحتوي المدينة على العديد من المواقع الأثرية التي تعود إلى العصور الرومانية والبيزنطية والإسلامية، ولكن الزلزال الذي ضرب المنطقة في عام 1776 دمر المدينة الرومانية.

تم إعادة بناء المدينة الإسلامية بالقرب من سفح جبل سيدي مروان المحاذي للميناء، وساهم الأندلسيون في هذا الإعمار بشكل كبير، حيث كانوا يترددون على المدينة بشكل مكثف وكانوا ملاذاً آمناً للأندلسيين بعد سقوط الأندلس. جلب الأندلسيون معهم علومهم وحرفهم، ونشروها في تنس ومن ثم في باقي المناطق.

تحت الاحتلال الفرنسي منذ عام 1843، أصبحت تنس بلدية استعمارية بموجب مرسوم إمبراطوري صادر عن نابليون بونابرت في 1853. أعاد الفرنسيون إعمار المدينة باستخدام الأعمدة والحجارة الرومانية. لعبت المدينة أيضاً دوراً مهماً في الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي من خلال ثورة تنس.

زار المدينة في الأربعينات من القرن العشرين الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين، كما قام الرئيس أحمد بن بلة بزيارة لها، بينما كانت الأميرة البريطانية ديانا تفضل الإقامة في السواحل الشرقية للمدينة خلال بعض عطلاتها على متن يختها.



شريط الأخبار