بحث حول مدينة تيمقاد

الامارات 7 - تعد مدينة تيمقاد واحدة من أبرز المدن الأثرية في الجزائر، وقد تأسست على يد الرومان في القرن الأول الميلادي خلال حكم الإمبراطور تراجان. كانت تعرف سابقًا باسم "تاموقادي"، وتم إدراجها في عام 1982 ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، وذلك لكونها المدينة الرومانية الوحيدة التي ما زالت تحافظ على تصميمها الأصلي بشكل مربّع يتقاطع فيه الشوارع مثل لوحة الشطرنج. كما كانت تُعرف أيضًا باسم "مومباي نوميديا".

تقع تيمقاد في ولاية باتنة، على بعد حوالي 418 كم من العاصمة الجزائرية، وتغطي مساحة قدرها 11 هكتارًا. من أبرز معالمها التاريخية ساحة الفوروم، التي تضم ساعة شمسية فريدة تعمل على عكس الأشعة الشمسية عبر خطوط متعامدة. إلى جانب ذلك، تحتوي المدينة على العديد من الآثار مثل قصر العدل، معبد الإمبراطور، المجلس البلدي، السوق، والمسرح الذي كان يستضيف الاحتفالات الدينية والعروض الرياضية والقتالية.

في القرن الثاني الميلادي، شهدت المدينة توسعًا ملحوظًا حيث أضافت العديد من المعابد، 14 حمامًا ودورات مياه موزعة على الأحياء السكنية، وفي القرن الثالث، تم تأسيس مكتبة عامة كانت تعتبر ثاني أكبر مكتبة رومانية في العالم. كما ازدهرت المدينة بمرافقها الفاخرة مثل مبنى الكابيتول.

في القرن الخامس الميلادي، تعرضت تيمقاد للغزو من قبل الوندال الذين دمروا العديد من معالمها، ليخلفهم البيزنطيون الذين قاموا بدورهم بتدمير بعض الآثار الرومانية وبناء قلعة بيزنطية فوق أحد المعابد الضخمة. مع وصول الفتح الإسلامي، تراجعت المدينة وأهملت، لتتحول أهميتها إلى مدن أخرى أسسها العرب مثل نيكة وعطاء. ولكن مع الاحتلال الفرنسي عام 1880، بدأ التنقيب عن المدينة مجددًا، ليتم اكتشافها وإزالة التراب الذي كان يغطّيها.

اليوم، تعد تيمقاد وجهة سياحية هادئة ومثالية لعشاق الآثار والتاريخ، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بجولة سياحية بصحبة مرشد مختص في أحيائها الرومانية، إلى جانب زيارة سد كدية مداور الأثري الذي لا يزال يزود المدينة وولاية باتنة بالمياه العذبة.



شريط الأخبار