الامارات 7 - تقع مدينة تستر على نهر كارون في منطقة الأهواز، وهي من أقدم المدن الفارسية وتُعرف بوجود أعظم وأقوى حصونها فيها. تتميز المدينة بسورها الضخم الذي يحتوي على أبراج مرتفعة، كما تحيط بها خندق مملوء بالماء، وهو من أهم وسائل دفاعها.

كانت الحرب على مدينة تستر نتيجة نقض الهرمزان، حاكم المدينة الفارسي، عهوده مع المسلمين. فقد قطع الهرمزان ثلاث عهود بعدم القتال مع المسلمين ودفع الجزية، ولكنه خالفها في كل مرة. وعندما علم الخليفة عمر بن الخطاب بنقض العهد للمرة الثالثة، أمر بتجهيز جيش من الكوفة بقيادة الصحابي النعمان بن مقرن للتوجه إلى الأهواز لملاقاة الهرمزان. كما أرسل جيشين إضافيين تحت قيادة الصحابيين سويد بن مقرن وجرير بن عبد الله البجلي. ومن البصرة أُرسل جيش آخر بقيادة سهل بن عدي.

وصل جيش النعمان بن مقرن إلى الأهواز بسرعة عبر نهر كارون، وهاجم مدينة رامهرمز حيث كان الهرمزان، فاندلعت معركة انتهت بانتصار جيش المسلمين. وبعد هذا الانتصار، قرر سهل بن عدي تغيير وجهته إلى مدينة تستر، حيث كان الهرمزان قد فر إليها. هناك، حاصر المسلمون المدينة، وانضم إليهم جيش بقيادة أبي موسى الأشعري. استمر حصار تستر لمدة 18 شهراً، وهي أطول مدة حصار في التاريخ.

أثناء الحصار، أصيب جيش المسلمين بسهام الفرس من أبراج الحصن، حتى جاء سهم يحمل رسالة تطلب الأمان مقابل إرشاد المسلمين إلى مخارج المدينة. تم منح الأمان، ليتم لاحقاً اقتحام الحصن عبر نفق مياه، بفضل خريطة قدمها أحد الفرس الذين تم الاتفاق معهم. وبذلك، تم فتح مدينة تستر ونجح المسلمون في السيطرة عليها.