وصف مدينة سطيف

الامارات 7 - تُعتبر الجزائر، بلد المليون شهيد، واحدة من أجمل دول العالم بفضل تنوع طبيعتها التي تجمع بين البيئات المتوسطية والجبليّة والساحلية والصحراوية. ومن أبرز مدنها، مدينة سطيف، التي تُعدّ من أهم المدن بعد العاصمة الجزائر، حيث تُلقب بالعاصمة الاقتصادية للبلاد. تاريخ المدينة طويل، وقد عرفت بعدة أسماء مثل أزديف، سيتيفيس، ووسطيف، التي تعني "التربة السوداء".

تقع سطيف في الشمال الشرقي للجزائر، في جبال الأطلس التلي، وتطل على هضبتي مغرس وبابور، ما يمنحها مناظر طبيعية خلابة. تمتد المدينة على مساحة 2,540 كيلومتر مربع ويقدر عدد سكانها بنحو 288,461 نسمة، غالبيتهم من الأمازيغ، إلى جانب قبائل الريغة القبائلية.

يتميز مناخ سطيف بصيف حار وجاف، بينما يشهد الشتاء برودة وأمطاراً غزيرة، مع تساقط كثيف للثلوج، ما يجعلها وجهة مفضلة للسياح للاستمتاع بمنظر الثلوج.

تعد سطيف واحدة من أبرز وجهات السياحة في الجزائر بفضل غناها بالمواقع الأثرية التي تعود لعدة عصور، مثل الآثار الرومانية في حديقة التسلية وصرح جميلة، والآثار الإسلامية والفاطمية في مناطق إيكجان، بني عزيز، والمهدية، إضافة إلى آثار منطقة قجال. كما تشتهر المدينة بحماماتها المعدنية، مثل حمام الصالحين، حمام قرقور، وسخنة، وغيرها، التي تجذب الزوار للاستفادة من خصائصها العلاجية.

تستضيف سطيف العديد من الفعاليات الثقافية والفكرية، بما في ذلك المؤتمرات السنوية التي تشهد مشاركة واسعة من مختلف البلدان. كما تقام فيها أمسيات شعرية ومسابقات في مجالات السينما والمسرح والفن التشكيلي. من أبرز الأدباء والمبدعين في المدينة: الشاعر عاشور فني، والروائي عبد العزيز غرمول، والشاعر سعيد زلاقي، الذي يكتب أعماله باللغة الفرنسية.

تتميز سطيف بازدهارها الزراعي والتجاري والصناعي، حيث تشهد نشاطات في الصناعات التقليدية مثل دباغة الجلود، واستخراج الزيوت، وصناعة الحلي والمنسوجات، إضافة إلى الصناعات الثقيلة كالتعدين وصناعة الآلات والمركبات.

في الختام، تعتبر سطيف بحق رمزاً لتاريخ الجزائر وحاضرها، وتجسد مدينة تعكس الهوية الثقافية والاقتصادية للبلاد.