مدينة قوم عاد

الامارات 7 - الأحقاف هي مدينة قوم عاد، الذين كانوا يعيشون في منطقة صحراء الربع الخالي، بين اليمن وعمان. وقد أرسل الله إليهم نبيه هود عليه السلام ليهديهم إلى عبادة الله وترك عبادة الأوثان. إلا أن قوم عاد كذبوا النبي ورفضوا دعوته، فحل عليهم عذاب شديد.

تم ذكر قوم عاد في القرآن الكريم، حيث وصفهم الله تعالى بالنعم التي منحها لهم، فقد كانوا يعيشون في أرض خصبة مع أنهار جارية وحدائق وافرة، كما ورد في قوله: "فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ، أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ" (الشعراء: 131-134).

في عام 1990، تم الإعلان عن اكتشاف "مدينة عربية مفقودة" في منطقة الأحقاف بواسطة عالم الآثار نيكولاس كلاب. أطلق على هذا الاكتشاف اسم "عبار" أو "أسطورة الرمال"، حيث عُثر على مدينة ذات أعمدة ضخمة، ويعتقد أنها هي نفسها المدينة التي وردت في القرآن الكريم تحت اسم "إرم ذات العماد" في قوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ" (الفجر: 6-7).

تتميز المدينة بالأعمدة العملاقة، وقد تم اكتشاف بعض الأعمدة التي يُعتقد أنها مصنوعة من الفضة أو الذهب. تشير الأبحاث إلى أن المدينة تأثرت بتغيرات مناخية أدت إلى تحولها إلى صحراء، حيث طمرتها عاصفة رملية بعمق 12 مترًا. كما أظهرت صور الأقمار الصناعية التابعة لوكالة ناسا العديد من السدود والقنوات القديمة التي كانت تستخدم للري، ما يدل على أن المدينة كانت قادرة على توفير المياه لحوالي 200 ألف نسمة.



شريط الأخبار