متى يشرب الرضيع العصير؟ دليل شامل للأمهات حول الوقت المناسب لتقديم العصائر الطبيعية للرضع وكيفية القيام بذلك بأمان

الامارات 7 -
عندما يبدأ طفلك الرضيع في تناول الأطعمة الصلبة، قد تتساءلين عن التوقيت المناسب لتقديم العصير لطفلك، وما إذا كان ذلك مفيدًا لنموه وتغذيته. العصائر الطبيعية قد تكون مصدرًا جيدًا للعناصر الغذائية، ولكن يجب توخي الحذر عند إدخالها في نظام غذاء الرضيع، حيث يتطلب ذلك الالتزام بإرشادات معينة للحفاظ على صحة وسلامة الطفل. في هذا المقال، سنقدم لك دليلًا شاملاً حول متى يمكن تقديم العصير للرضيع، وما هي الأنواع المناسبة وكيفية تقديمها بشكل آمن.

متى يمكن للرضيع البدء في شرب العصير؟

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بعدم تقديم العصير للرضع قبل بلوغهم عمر الستة أشهر على الأقل. حتى بعد بلوغ هذا العمر، لا ينبغي أن يكون العصير جزءًا أساسياً من النظام الغذائي للطفل، بل يجب أن يُقدم بكميات معتدلة. من الأفضل أن يبدأ الطفل بتناول العصير بعد عمر السنة، حيث يكون الجهاز الهضمي قد تطور بشكل كافٍ للتعامل مع السكريات الموجودة في العصائر بشكل أفضل.

لماذا الانتظار حتى عمر السنة؟

هناك عدة أسباب تجعل الانتظار حتى عمر السنة خيارًا أفضل لتقديم العصير للرضيع:

التقليل من خطر تسوس الأسنان: العصائر تحتوي على كميات كبيرة من السكريات الطبيعية التي يمكن أن تسبب تسوس الأسنان، خاصة إذا تم تقديمها للطفل في زجاجة أو كوب الشرب لفترات طويلة.

الحفاظ على التوازن الغذائي: في عمر الرضاعة، يكون من المهم جداً أن يحصل الطفل على معظم العناصر الغذائية من حليب الأم أو الحليب الصناعي، حيث أن هذه المصادر توفر التغذية المثلى لنموه الصحي. تقديم العصير قبل الأوان قد يؤثر سلبًا على استهلاك الطفل للحليب.

تقليل خطر مشاكل الجهاز الهضمي: العصائر، خاصة تلك التي تحتوي على الأحماض، قد تسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي لدى الرضع مثل الإسهال أو الغازات. الانتظار حتى يكبر الطفل يقلل من احتمال تعرضه لهذه المشاكل.

أنواع العصائر المناسبة للأطفال

عند بلوغ الطفل السنة الأولى من عمره، يمكن البدء بتقديم بعض أنواع العصائر الطبيعية بكميات صغيرة. من المهم دائمًا اختيار عصائر طبيعية 100%، خالية من السكر المضاف. تشمل الأنواع المناسبة للأطفال:

عصير التفاح: يُعتبر خفيفًا على المعدة ويحتوي على فيتامين سي.

عصير الكمثرى: سهل الهضم وغني بالفيتامينات والمعادن.

عصير البرتقال المخفف: يمكن تقديمه بحذر وبكميات صغيرة بعد تخفيفه بالماء لتقليل حموضته.

كيفية تقديم العصير للرضيع بأمان

التخفيف بالماء: يُفضل دائمًا تخفيف العصير بالماء بنسبة 1:1 لتقليل تركيز السكر وحماية أسنان الطفل.

استخدام الكوب: يجب تقديم العصير في كوب بدلاً من زجاجة الرضاعة، حيث يساعد ذلك في تقليل خطر تسوس الأسنان ويعلم الطفل استخدام الكوب في وقت مبكر.

كميات معتدلة: لا ينبغي أن تتجاوز كمية العصير اليومية للطفل 120 مل (حوالي نصف كوب) في اليوم، ويُفضل أن يُقدم كجزء من الوجبة بدلاً من أن يكون وجبة خفيفة منفصلة.

الأضرار المحتملة للإفراط في تقديم العصير

زيادة الوزن: العصائر تحتوي على سعرات حرارية عالية بسبب محتواها من السكر، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن غير الصحية إذا تم تناولها بكميات كبيرة.

نقص المغذيات الأساسية: تقديم العصير بكميات كبيرة قد يقلل من استهلاك الطفل للأطعمة الأخرى الغنية بالعناصر الغذائية الضرورية، مما يؤدي إلى نقص في التغذية.

مشاكل في الجهاز الهضمي: الإفراط في تقديم العصير يمكن أن يسبب مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الإسهال والغازات، وذلك بسبب السكر الطبيعي (الفركتوز) الذي يصعب على الجهاز الهضمي للطفل التعامل معه بكميات كبيرة.

بدائل صحية للعصائر

بدلاً من تقديم العصائر بكثرة، يمكن تقديم الفواكه الطازجة على شكل قطع صغيرة مناسبة للطفل. هذا يساعد في توفير الألياف الغذائية التي تُفقد عند عصر الفاكهة، مما يعزز من عملية الهضم ويقلل من خطر ارتفاع السكر في الدم. كما يُفضل تقديم الماء بين الوجبات للحفاظ على ترطيب الطفل بشكل صحي.

الخلاصة

يمكن للرضيع البدء في شرب العصير بعد عمر السنة، ويجب تقديمه بكميات معتدلة وبطريقة آمنة لتجنب الأضرار المحتملة مثل تسوس الأسنان أو مشاكل الجهاز الهضمي. من المهم اختيار عصائر طبيعية 100% وتخفيفها بالماء، وتقديمها في كوب بدلاً من زجاجة الرضاعة. تذكري دائمًا أن الفواكه الطازجة تبقى الخيار الأفضل لطفلك، حيث توفر جميع الفوائد الغذائية دون التأثيرات السلبية للسكريات العالية الموجودة في العصائر.

إذا كنتِ غير متأكدة من التوقيت المناسب أو الطريقة الصحيحة لتقديم العصير لطفلك، يُفضل استشارة طبيب الأطفال للحصول على نصائح مخصصة تتناسب مع احتياجات طفلك الصحية.