مدينة تلمسان

الامارات 7 - تُعد مدينة تلمسان واحدة من أبرز المدن الجزائرية، وتقع في شمال غرب البلاد، وتُلقب بـ "لؤلؤة المغرب الكبير". وصفها المستشرق الفرنسي جورج مارصي بأنها "مدينة الفن والتاريخ". تلمسان هي العاصمة الحالية لولاية تلمسان، وتعد المدينة الثانية من حيث الأهمية في الجزائر بعد وهران. تتميز المدينة بماضيها التاريخي العريق وحاضرها المزدهر، حيث تضم العديد من المعالم الإسلامية البارزة، إضافة إلى طبيعتها الخلابة التي تُزينها مزارع الزيتون والكروم.

أما عن تسميتها، فقد اختلفت الآراء حول أصل اسم "تلمسان"، حيث يُشير بعض المؤرخين إلى أن كلمة "تلمسان" هي مزيج من كلمتين أمازيغيتين: "تلم" التي تعني تجمع و"سان" التي تعني اثنان، في إشارة إلى وجود مدينتين قديمتين هما تاغرارات وأكادير. بينما يرى جورج مارصي أن الاسم مأخوذ من الأمازيغية، ويعني "المنبع الجاف" في إشارة إلى "تالا" التي تعني المنبع و"يمسان" التي تعني الجاف. هناك رأي آخر يُفيد بأن "تلمسان" تحريف لصيغة الجمع لكلمة "تلمسين" التي تعني "المنبع" أو "جيب الماء"، مما يجعل معنى المدينة "مدينة الينابيع".

تاريخ تلمسان حافل بالأحداث المهمة، فقد مرّت عبر عدة مراحل من الحكم. بدايةً، حكمها الأمازيغ الذين أسسوا المدينة القديمة المسماة "أغادير"، والتي تعني القلعة. ثم، في فترة الحكم الروماني، سيطر الفاندال على المدينة قبل أن يطردهم الرومان في القرن الخامس الميلادي. في عام 671م، دخل العرب المسلمون بقيادة عقبة بن نافع.

بعد ذلك، تعاقب على حكم المدينة العديد من القوى الإسلامية، مثل بني زناتة الذين حكموا المدينة منذ بداية القرن الثامن حتى نهايته. في القرن التاسع، جاء الأدارسة من مدينة فاس المغربية، وفتحوا المدينة بعد مصالحة مع زعيمهم. ثم سيطر عليها المرابطون في عام 1079م بقيادة يوسف بن تاشفين، وأسسوا ضاحية تاغرارت. تلتهم فترة حكم الموحّدين التي استمرت أربعين عامًا، بدءًا من عام 1143م.

لاحقًا، حكمتها السلالات المختلفة مثل بني عبد الواد والمرينيين، قبل أن تخضع للسيطرة العثمانية ثم الفرنسية. في عام 1962، استعادت المدينة استقلالها مع استقلال الجزائر.



شريط الأخبار