الدول المستعمرة من طرف فرنسا

الامارات 7 - تُعدّ الجمهورية الفرنسية إحدى الدول الأوروبية الواقعة في وسط القارة، وعلى الرغم من صغر مساحتها، فقد تمكنت من بناء إمبراطورية واسعة امتدت إلى جميع أنحاء العالم. كانت الإمبراطورية الفرنسية ثاني أكبر قوة استعمارية بعد الإمبراطورية البريطانية، التي لم تكن الشمس تغيب عن أراضيها. وعند دراسة تاريخ فرنسا الاستعماري، لا يمكن إغفال بريطانيا؛ حيث تزامنت قوتهما في تلك الفترة التاريخية، ودخلتا في تنافس دائم قبل الحرب العالمية الأولى. ورغم ما شاب العلاقة بينهما من حروب، فقد اتفقتا على تقاسم السيطرة على الشعوب الأضعف.

في فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى، برزت ألمانيا كقوة منافسة، متفوقةً في الصناعات العسكرية، بجيش مدرب وقوي. وتحالفت ألمانيا مع الإمبراطورية العثمانية وإيطاليا، ليشكلوا تحالفًا قويًا ينافس بريطانيا وفرنسا، مما أدى إلى اندلاع صراعات انتهت بالحرب العالمية الأولى.

نجحت فرنسا في السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي في قارات مختلفة، وشملت مستعمراتها دولاً عديدة في إفريقيا وآسيا. ففي إفريقيا، سيطرت على مناطق شمال إفريقيا مثل تونس، والمغرب، وموريتانيا، والجزائر، بالإضافة إلى دول في وسط وغرب إفريقيا، مثل بنين وساحل العاج ومالي والنيجر والسنغال. كما امتدت سيطرتها إلى إفريقيا الاستوائية، وأجزاء من إفريقيا الجنوبية مثل جزر القمر ومدغشقر. أما في آسيا، فسيطرت على سوريا ولبنان وشمال العراق والأناضول، بالإضافة إلى منطقة الهند الصينية التي تشمل فيتنام وكمبوديا ولاوس.

ومع دخول فرنسا الحرب العالمية الأولى إلى جانب بريطانيا ودول الحلفاء ضد ألمانيا وحلفائها، سيطرت ألمانيا في بداية الحرب على معظم الدول الأوروبية، بما فيها فرنسا. لكن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب الحلفاء غيّر مسار الحرب، وانهزمت الجيوش الألمانية، مما أسفر عن إنقاذ أوروبا. وقد برزت بعد الحرب قوتان جديدتان هما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، ما أدى إلى تراجع دور بريطانيا وفرنسا. وبعد الحرب العالمية الثانية، حصلت معظم الدول التي كانت تحت الاستعمار الفرنسي على استقلالها، فيما بقيت بعض الجزر في المحيط الهادئ تحت السيطرة الفرنسية، واستمرت اتفاقيات تسمح لفرنسا بالتدخل في شؤون بعض هذه الدول.