مملكة الرها

الامارات 7 - مملكة الرها تُعتبر مهدًا للآداب والعلوم السريانية القديمة، وقد نشأت في عام 132 قبل الميلاد في شمال بلاد ما بين النهرين، وتحديدًا في شمال منطقة الجزيرة بسوريا. عُرفت هذه المملكة بعدة أسماء، مثل: أسروينا، أورهي، أدما، أديسا، وعربايا، حيث كان سكانها عربًا آراميين، وكان هناك عدد كبير من اليهود بينهم، مما ميزها عن باقي المدن السورية. كما كانت الرها أول مملكة تعتنق المسيحية، ولهذا السبب أُطلق عليها "المدينة المقدسة".

وفقًا للكتابات الآرامية، يُعتقد أن مؤسس مملكة الرها كان الملك نمرود، ثم قام الملك اليوناني سلوقس نيكاتور بتجديد بناءها وسماها "أديسا" نسبةً إلى ابنته. تتابع بعدها على حكمها العديد من الحكام من الأسرة الآرامية الأبجرية، التي كانت أسرة ذات أصول عربية. هذه الأسرة سُمّيت بهذا الاسم نسبةً إلى تكرار اسم "أبجر" بين حكامها، والذي يعني "الأعرج" باللغة الآرامية، و"صاحب الكرش" باللغة العربية. بعد فترة من الحكم، سقطت الأسرة الأبجرية على يد الرومان، وقد حكم الرها 30 ملكًا من هذه الأسرة، ومن أبرزهم: بكرو الأول، بكرو الثاني، معنو الثاني، أبجر بيقا، أبجر الرابع سوماقا، معنو السادس، سنطاروق، وبرتسباط.

من الناحية الثقافية، تميزت مملكة الرها بتنوع حضاري رائع بفضل الشعوب السريانية، اليونانية، الفارسية، السامية، والعربية التي عاشت فيها. في فترة انتشار المسيحية، كانت الرها مركزًا هامًا للعلوم اللاهوتية السريانية. من أبرز المفكرين في هذه المملكة كان الفيلسوف والأديب والموسيقي السرياني برديصان. بالإضافة إلى ذلك، كانت المملكة معروفة باستخدامها للغة الآرامية المتوسطة، أو ما يُسمى "البشيطا"، وهي اللغة التي كانت أول من ترجم الكتاب المقدس إليها من العبرية، مما جعلها مقصدًا هامًا لطلاب العلم والمعرفة.



شريط الأخبار