جزيرة الأرانب في لبنان

الامارات 7 - يُعد السّاحل اللبناني غنياً بالجُزر التي تتفاوت في الحجم والجمال، خصوصاً في منطقة طرابلس، حيث توفر الجزر الرملية المتناثرة قبالة شواطئ المدينة للطرابلسيين متنفساً طبيعياً. من أبرز هذه الجزر، جزيرة المقطوعة، جزيرة الفنار، جزيرة السنني، جزيرة النخل، وجزيرة الأرانب، بالإضافة إلى جزر صغيرة أخرى مثل جزيرة البقر والبلان.

جزيرة الأرانب، التي تعد أكبر الجزر مساحة ضمن محمية النّخيل، تبلغ مساحتها نحو عشرين هكتاراً. تتميز الجزيرة بطبيعتها المسطحة والمرتفعات المنخفضة التي لا تتجاوز ستة أمتار. تحيط بها الشواطئ الصخرية من جهة الغرب والجنوب، بينما تتوزع الشواطئ الرملية على جانبيها الشمالي والشرقي. حصلت الجزيرة على اسمها نتيجة تكاثر الأرانب فيها، التي تم جلبها في بداية القرن العشرين من قبل القنصل الفرنسي لممارسة هواية صيد الأرانب، ومنذ ذلك الحين أصبحت جزءاً من البيئة الطبيعية للجزيرة.

من الناحية التاريخية، تظهر آثار قديمة في الجزيرة، مما يشير إلى أنها كانت معروفة منذ العصور القديمة، ومر عليها العديد من الشعوب والحضارات، بما في ذلك الفينيقيين. وفقاً للجغرافي الإدريسي، فقد تم بناء كنيسة على الجزيرة بأمر من ملك أنطاكية بوهيمند، وذلك بمناسبة زواج ابنه من أرملة أمير قبرص، وقد بقيت آثار الدير قائماً حتى اليوم.

تُعتبر جزيرة الأرانب محمية طبيعية بفضل أهميتها البيئية والتاريخية. فهي محطّة هامة للطيور المهاجرة من أوروبا في فصل الشتاء، بينما تأتي السلاحف البحرية إلى شواطئها في الصيف لوضع بيضها. كما تحتوي الجزيرة على نباتات نادرة مثل حشيشة البحر وأم الحلوب، التي لها فوائد طبية معروفة في الطب الشعبي. وبفضل بيئتها الفريدة، أصبحت الجزيرة موطناً لتكاثر الأسماك والإسفنج، مما جعلها محمية طبيعية لحمايتها من التعديات.



شريط الأخبار