مدينة الهفوف

الامارات 7 - مدينة الهفوف هي إحدى مدن المملكة العربية السعودية وتقع في الزاوية الجنوبية الغربية من محافظة الأحساء. تحدها من الشمال نخيل أم خريسان، ومن الجنوب مزارع الحبوب وجنان الفاكهة، بينما يحدها من الغرب نخيل السيفة ومن الشرق حقول النخيل الكثيفة. يتمتع موقعها الاستراتيجي بميزات مهمة، حيث تقع في طرف الواحة مما جعلها محمية من زحف الرمال المتحركة، كما أنها بعيدة عن مناطق تكاثر البعوض والأوبئة. إضافة إلى ذلك، فإن موقعها عند تقاطع الطرق البرية جعلها نقطة مواصلات هامة، في حين أن بعدها عن البحر يجعل مناخها خالياً من الرطوبة، مع تربة خصبة وانتشار العديد من العيون الجارية.

أما عن أصل التسمية، يُعتقد أن اسم "الهفوف" مشتق من الفعل "هفّ" الذي يعني المروحة أو "المهفة"، وهو اسم محلي لأداة تُستخدم لتهوية الهواء. يقال إن المدينة سُميت بذلك نسبة إلى مزارعها التي تتميز بتهوية جيدة بسبب النسيم البارد الذي يهب عليها، مما جعلها مكاناً مرغوباً للسكن. كما ذكر الشيخ محمد بن عبد الله آل عبد القادر في كتابه أن الاسم جاء نتيجة لتهافت الناس على الاستقرار فيها، خاصةً أن المهاجرين إلى الأحساء من مختلف الجهات كانوا يفضلون السكن فيها باعتبارها عاصمة المنطقة، ومركزاً تجارياً مهماً، بالإضافة إلى كونها مقر الإمارة والدفاع.

مدينة الهفوف تُعد من أكبر الواحات في الجزيرة العربية، وهي غنية بالمياه الجوفية والعيون التي ساهمت في زراعة النخيل بكثافة. تشكل الهفوف والمبرز مع القرى المجاورة جزءاً من حاضرة الأحساء، التي تعتبر واحدة من أكبر واحات الجزيرة العربية بوجود أكثر من ثلاثة ملايين نخلة. من أبرز معالم المدينة جبل قارة الذي يتميز بتشكيلاته الصخرية الفريدة التي نحتتها الرياح على مر العصور. كما يقدم الجبل إطلالة رائعة على واحة الأحساء، حيث تظهر المناظر الطبيعية لكثافة أشجار النخيل.

علاوة على ذلك، تتمتع الهفوف بتراث تاريخي غني، إذ تضم العديد من المعالم التاريخية مثل مسجد جواثا الذي يُعتبر ثاني مسجد أقيمت فيه صلاة الجمعة بعد مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة.



شريط الأخبار