وصف مدينة ورقلة

الامارات 7 - تُعد مدينة ورقلة واحدة من أبرز المدن الجزائرية، وهي واحة خضراء تحيط بها أشجار النخيل الشامخة من جميع الاتجاهات، وتقع على ضفاف وادي ميّة الغني بالينابيع الجوفية. وذكرها المؤرخ ابن خلدون في كتابه "تاريخ ابن خلدون" في الجزء السادس، حيث وصفها قائلاً: "ينبع مع النهر من فوهته نهرٌ كبير ينحدر إلى "بوده" ثم إلى "ثمطيت"، ويُسمى في هذا العهد "كير"، ثم يمر حتى يصبّ في القفار ويغور في رمالها، وقصر ذو نخل يسمى واركلان". كانت المدينة تعرف سابقاً باسم "واركلان"، والتي تعني "الرجل الحرّ"، كما أُطلق عليها في العهد العثماني "ولاية الواحات"، وتبعد حوالي 820 كم عن العاصمة الجزائر.

يتميز مناخ ورقلة بالجفاف والحرارة الشديدة في فصل الصيف، بينما يكون الطقس باردًا في الشتاء. ويقل هطول الأمطار فيها، كما تهب رياح موسمية رملية خلال شهر مارس من كل عام.

تُظهر الاكتشافات الأثرية في المدينة وجود أدوات حجرية مثل الفؤوس والسّهام، والتي استخدمها الإنسان القديم في العصر الحجري. تم العثور عليها في مناطق مثل حوض الحمراية وبرج ملالة ومنطقة عرق التوارق، وهذه القطع الأثرية محفوظة في متحف باردو بالعاصمة الجزائر. كما تم اكتشاف هياكل بشرية قديمة تشير إلى أن الإنسان سكن هذه المناطق التي كانت واحات خضراء وبحيرات قبل آلاف السنين.

تعتبر ورقلة من المدن التاريخية المدرجة ضمن لائحة التراث العالمي، وذلك بفضل وجود ستة قصور تاريخية تعكس عصورًا حضارية متنوعة، وأبرزها القصر العتيق الشهير.

التمر هو الغذاء الرئيسي لسكان ورقلة، ويعكف السكان على بناء مساكن تقليدية من سعف النخيل وجذوعه في الواحات خلال موسم حصاد التمر، من يونيو إلى نوفمبر. في هذا الوقت، يقوم رب الأسرة بجني التمر الناضج، بينما تشارك النساء والأطفال في جمع التمور المتساقطة، ويُرددون أهازيج خاصة باللغة الأمازيغية، وهي عادة ما زالت مستمرة إلى اليوم.

تتميز ورقلة بأهمية سياحية كبيرة، حيث جعل تعاقب الحضارات عليها المدينة وجهة سياحية رئيسية. غنية بالأوابد الأثرية والمتاحف، فضلاً عن المرافق السياحية مثل الفنادق والمطاعم والمقاهي المنتشرة على ضفاف البحيرات وأطراف الواحة. كما تشتهر بورقلة بالحمامات الطبيعية والينابيع الكبريتية التي يقصدها الزوار للاستفادة من فوائدها العلاجية.



شريط الأخبار