متى ينتهي الوحم؟ كل ما تحتاجين لمعرفته عن مرحلة الوحم وتغيرات الشهية أثناء الحمل

الامارات 7 -
الوحم هو واحد من أكثر الأعراض شيوعًا وإثارة للاهتمام خلال فترة الحمل، حيث تشعر المرأة برغبة قوية في تناول بعض الأطعمة أو النفور من غيرها. يمكن أن تكون هذه الرغبة متقلبة وغير متوقعة، وهي جزء طبيعي من رحلة الحمل. لكن السؤال الذي يطرح نفسه لدى العديد من النساء الحوامل هو: متى ينتهي الوحم؟ في هذا المقال، سنتعرف على مراحل الوحم، أسباب حدوثه، والوقت الذي يبدأ فيه عادةً بالتلاشي.

ما هو الوحم؟

الوحم هو حالة تشهدها المرأة الحامل تتمثل في رغبة قوية ومفاجئة لتناول أطعمة معينة أو النفور من أطعمة وروائح أخرى. يمكن أن يحدث الوحم في أي وقت من الحمل، ولكنه عادةً يبدأ في الثلث الأول ويصل إلى ذروته في نهاية الثلث الأول وبداية الثلث الثاني. الوحم لا يرتبط فقط بالأطعمة الغريبة أو الحلوة، بل يمكن أن يشمل رغبة في الأطعمة المالحة، الحامضة، وحتى الأطعمة الصحية.

متى يبدأ الوحم؟

يبدأ الوحم عادةً في الأسابيع الأولى من الحمل، غالبًا بين الأسبوع الرابع والأسبوع السادس. في هذه المرحلة، تتغير مستويات الهرمونات في جسمكِ بشكل كبير، وهذا يسبب تغيرات في الشهية وحاسة الشم والتذوق. قد تشعرين برغبة قوية في تناول بعض الأطعمة التي لم تكن مفضلة لديكِ من قبل، أو قد تنفرين من أطعمة كنتِ تحبينها.

متى ينتهي الوحم؟

الوحم غالبًا ما ينتهي في نهاية الثلث الأول من الحمل، أي حوالي الأسبوع الثاني عشر إلى الرابع عشر. ومع دخول الثلث الثاني من الحمل، تبدأ مستويات الهرمونات في الاستقرار، ويبدأ الجسم في التكيف مع هذه التغيرات، مما يقلل من حدة الوحم تدريجيًا. بالنسبة للعديد من النساء، يختفي الوحم تمامًا أو يصبح أقل حدة بحلول الأسبوع السادس عشر إلى العشرين.

مع ذلك، لا توجد قاعدة ثابتة للجميع، فقد يستمر الوحم لدى بعض النساء حتى نهاية الحمل، بينما قد ينتهي في وقت مبكر عند أخريات. من المهم أن تتذكري أن تجربة الحمل فريدة لكل امرأة، ولا يوجد معيار واحد يناسب الجميع.

أسباب الوحم

الوحم هو نتيجة لتغيرات هرمونية تحدث في جسم المرأة الحامل. مستويات هرمونات الحمل، مثل هرمون البروجستيرون والإستروجين، تزيد بشكل كبير، مما يؤثر على حاسة الشم والتذوق والشهية. هذه التغيرات قد تجعل بعض الروائح أو الأطعمة تبدو أكثر جذبًا أو على العكس قد تُسبب النفور منها.

هناك أيضًا بعض النظريات التي تشير إلى أن الوحم قد يكون طريقة الجسم للإشارة إلى الاحتياجات الغذائية الخاصة، مثل الحاجة إلى المزيد من الفيتامينات أو المعادن. على سبيل المثال، الرغبة في تناول المخللات أو الأطعمة المالحة قد تشير إلى حاجة الجسم إلى المزيد من الصوديوم.

كيفية التعامل مع الوحم

اتباع نظام غذائي متوازن

حاولي تلبية رغبات الوحم بقدر الإمكان، ولكن في نفس الوقت حافظي على تناول وجبات غذائية متوازنة تحتوي على العناصر الغذائية الضرورية لصحتكِ وصحة الجنين.

الاعتدال في تلبية الرغبات

قد يكون لديكِ رغبة قوية في تناول أطعمة غير صحية، مثل الوجبات السريعة أو الحلويات، حاولي تلبية هذه الرغبات باعتدال لتجنب زيادة الوزن غير الصحية.

شرب كميات كافية من الماء

الجفاف يمكن أن يزيد من حدة الوحم، لذلك من المهم شرب كميات كافية من الماء يوميًا للمحافظة على ترطيب جسمكِ وتقليل الرغبة الشديدة في الأطعمة.

التحدث مع الطبيب

إذا كانت رغبات الوحم تؤثر على قدرتكِ على تناول وجبات غذائية صحية أو تسببت في أي مشاكل صحية، فلا تترددي في التحدث مع طبيبكِ للحصول على النصائح والتوجيه.

متى يجب القلق بشأن الوحم؟

في بعض الحالات، قد يتطور الوحم إلى حالة تُعرف باسم "بيكا"، وهي الرغبة في تناول مواد غير غذائية مثل الطين أو الثلج أو الرماد. هذه الحالة قد تكون خطيرة وتدل على نقص في بعض المعادن مثل الحديد. إذا شعرتِ برغبة في تناول مواد غير غذائية، يجب عليكِ إبلاغ الطبيب فورًا.

ختامًا

الوحم هو جزء طبيعي من تجربة الحمل، ويمكن أن يكون متقلبًا ومختلفًا من امرأة لأخرى. في العادة، يبدأ الوحم في الانخفاض بحلول الشهر الرابع، لكن لا تقلقي إذا استمر لفترة أطول. استمعي لجسمكِ واعتني بتلبية احتياجاتكِ الغذائية بشكل صحي ومتوازن. تذكري أن التغييرات التي يمر بها جسمكِ هي جزء من الرحلة الجميلة نحو الأمومة، وكل لحظة تستحق العناية والانتباه.