الامارات 7 - مدينة ماري
ما يثير الدهشة هو أن اكتشاف معظم المواقع الأثرية في الجمهورية العربية السورية تم بالصدفة. هذه الدولة الغنية بتاريخها العريق وحاضرها، يشهد على ذلك ما قاله عالم الآثار الفرنسي أندريه بارو، الذي اعتبر أن لكل إنسان وطنين: وطنه الأم وسوريا. فهو لم يكن مخطئًا، حيث لا تزال أصداء الحضارات القديمة التي انبثقت منها مسموعة، مما يدل على أن سوريا هي أم الحضارات ومهد الإنسانية.
موقعها
تقع آثار مدينة ماري في سورية، في موقع يُعرف بتل الحريري على ضفاف نهر الفرات اليمنى. تبعد المدينة حوالي 12 كيلومترًا عن مدينة البوكمال، التي تقع على الحدود بين سوريا والعراق، و125 كيلومترًا عن مدينة دير الزور. المنطقة المحيطة غنية بالزراعة، حيث يمر نهر الفرات إلى الشرق منها، على بُعد 3 كيلومترات.
شكل الموقع
يتميز موقع آثار مدينة ماري بشكله البيضاوي، ويحيط به سور للحماية. يتواجد عدد من الوديان الصغيرة في الجهة الجنوبية الغربية، ويبلغ طول الجانب الشمالي منه كيلومترًا واحدًا. تبرز تلال صغيرة تضم منشآت المدينة، بينما الأكروبول يقع في التل المركزي الذي يرتفع 15 مترًا. كما لعب نهر الفرات دورًا اقتصاديًا ودفاعيًا هامًا في حياة المدينة.
اكتشافها
لم يُكتشف موقع مدينة ماري في العصور القديمة، بل تم ذلك في القرن العشرين، تحديدًا في أغسطس 1933 خلال فترة الحكم الفرنسي في سوريا. كانت البداية عندما قام بعض سكان المنطقة بدفن أحد الموتى فوق تل، وعند محاولتهم العثور على شاهدة قبر، اكتشفوا تمثالًا مفقود الرأس. توجه أحدهم إلى مدينة البوكمال ليبلغ الضابط الفرنسي كابان بما عُثر عليه. أذهله الخبر، فذهب مباشرة إلى الموقع ليجد تمثالًا كبيرًا عارٍ من الجذع وذراعيه مضمومتين على صدره. عُثر على الكتابة المسمارية فوقه.
ساعد كابان السكان في رفع التمثال، وتم نقله إلى البوكمال، حيث أبلغ قادته. أرسلت مديريّة الآثار وفدًا برئاسة دي روترو مفتش آثار شمال سوريا لتوثيق الاكتشاف، وتم نقل التمثال إلى دير الزور. عُيّن أندريه بارو من متحف اللوفر لمعاينة التمثال، وشُكّلت بعثة أثرية من قبل مدير مصلحة الآثار هنري سيريغ لاستكشاف المنطقة.
اكتشافات البعثة
اكتشفت البعثة العديد من الآثار والتماثيل التي تحمل معظمها كتابات مسمارية. كان أحد التماثيل يحمل اسم لامجي-ماري. من أبرز الاكتشافات كان معبد عشتار الذي يعود إلى عصر حمورابي، بالإضافة إلى القصر الملكي الذي يعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد، ويعتبر من أهم المعالم المعمارية في الشرق القديم.
كما تم العثور على رسوم جدارية ساهمت في فهم حياة المدينة ونشاطات سكانها وطقوسهم الدينية. من بين الاكتشافات، وُجد تمثال ربّة الينبوع، الذي كان مكسورًا، وتمت إعادة تجميعه ليظهر واقفًا ويحمل بيديها إناءً. تُعتبر تفاصيل ثوبها رمزًا لنهر الفرات. كما تم اكتشاف معابد عديدة، مثل معبد نينيزازا ومعبد شمش، بالإضافة إلى أكثر من 25,000 رقيم مكتوب بالكتابة المسمارية يروي حياة هذه المملكة العظيمة.
ما يثير الدهشة هو أن اكتشاف معظم المواقع الأثرية في الجمهورية العربية السورية تم بالصدفة. هذه الدولة الغنية بتاريخها العريق وحاضرها، يشهد على ذلك ما قاله عالم الآثار الفرنسي أندريه بارو، الذي اعتبر أن لكل إنسان وطنين: وطنه الأم وسوريا. فهو لم يكن مخطئًا، حيث لا تزال أصداء الحضارات القديمة التي انبثقت منها مسموعة، مما يدل على أن سوريا هي أم الحضارات ومهد الإنسانية.
موقعها
تقع آثار مدينة ماري في سورية، في موقع يُعرف بتل الحريري على ضفاف نهر الفرات اليمنى. تبعد المدينة حوالي 12 كيلومترًا عن مدينة البوكمال، التي تقع على الحدود بين سوريا والعراق، و125 كيلومترًا عن مدينة دير الزور. المنطقة المحيطة غنية بالزراعة، حيث يمر نهر الفرات إلى الشرق منها، على بُعد 3 كيلومترات.
شكل الموقع
يتميز موقع آثار مدينة ماري بشكله البيضاوي، ويحيط به سور للحماية. يتواجد عدد من الوديان الصغيرة في الجهة الجنوبية الغربية، ويبلغ طول الجانب الشمالي منه كيلومترًا واحدًا. تبرز تلال صغيرة تضم منشآت المدينة، بينما الأكروبول يقع في التل المركزي الذي يرتفع 15 مترًا. كما لعب نهر الفرات دورًا اقتصاديًا ودفاعيًا هامًا في حياة المدينة.
اكتشافها
لم يُكتشف موقع مدينة ماري في العصور القديمة، بل تم ذلك في القرن العشرين، تحديدًا في أغسطس 1933 خلال فترة الحكم الفرنسي في سوريا. كانت البداية عندما قام بعض سكان المنطقة بدفن أحد الموتى فوق تل، وعند محاولتهم العثور على شاهدة قبر، اكتشفوا تمثالًا مفقود الرأس. توجه أحدهم إلى مدينة البوكمال ليبلغ الضابط الفرنسي كابان بما عُثر عليه. أذهله الخبر، فذهب مباشرة إلى الموقع ليجد تمثالًا كبيرًا عارٍ من الجذع وذراعيه مضمومتين على صدره. عُثر على الكتابة المسمارية فوقه.
ساعد كابان السكان في رفع التمثال، وتم نقله إلى البوكمال، حيث أبلغ قادته. أرسلت مديريّة الآثار وفدًا برئاسة دي روترو مفتش آثار شمال سوريا لتوثيق الاكتشاف، وتم نقل التمثال إلى دير الزور. عُيّن أندريه بارو من متحف اللوفر لمعاينة التمثال، وشُكّلت بعثة أثرية من قبل مدير مصلحة الآثار هنري سيريغ لاستكشاف المنطقة.
اكتشافات البعثة
اكتشفت البعثة العديد من الآثار والتماثيل التي تحمل معظمها كتابات مسمارية. كان أحد التماثيل يحمل اسم لامجي-ماري. من أبرز الاكتشافات كان معبد عشتار الذي يعود إلى عصر حمورابي، بالإضافة إلى القصر الملكي الذي يعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد، ويعتبر من أهم المعالم المعمارية في الشرق القديم.
كما تم العثور على رسوم جدارية ساهمت في فهم حياة المدينة ونشاطات سكانها وطقوسهم الدينية. من بين الاكتشافات، وُجد تمثال ربّة الينبوع، الذي كان مكسورًا، وتمت إعادة تجميعه ليظهر واقفًا ويحمل بيديها إناءً. تُعتبر تفاصيل ثوبها رمزًا لنهر الفرات. كما تم اكتشاف معابد عديدة، مثل معبد نينيزازا ومعبد شمش، بالإضافة إلى أكثر من 25,000 رقيم مكتوب بالكتابة المسمارية يروي حياة هذه المملكة العظيمة.