ما هي بلاد فارس

الامارات 7 - بلاد فارس: لمحة تاريخية وجغرافية

بلاد فارس، المعروفة أيضًا بالإمبراطورية الفارسية، هي الاسم القديم لدولة إيران. تعود جذور بلاد فارس إلى المهاجرين الذين تحدثوا اللغة الإيرانية، حيث وصلوا إلى هذه الأراضي الآسيوية حوالي 1500 قبل الميلاد. يُعتقد أنهم ينتمون إلى قبائل قوقازية استقرت في الهضبة الإيرانية وتفاعلت مع الشعوب الموجودة آنذاك.

تحول الاسم

استمر استخدام اسم بلاد فارس حتى عام 1935، عندما قرر الشاه رضا بهلوي تغييره إلى مملكة إيران. يعود أصل كلمة "إيران" إلى "آري"، نسبةً إلى الآريين الذين وصلوا إلى غرب بلاد فارس حوالي 2000 قبل الميلاد، في فترة حكم الآشوريين الذين ساهموا في تأسيس الإمبراطورية الفارسية.

ملامح جغرافية

كانت بلاد فارس في الماضي تمتد على أراضٍ أوسع من إيران الحالية، شاملةً شعوبًا ودولًا متعددة، حتى وصلت إلى الأراضي المصرية. كانت تتميز بتضاريسها الجغرافية المتنوعة، حيث تضم سلسلتين جبليتين رئيسيتين: جبال البرز في الشمال، وجبال زاجروس في الغرب. كما تحتوي بلاد فارس على صحاري شاسعة، مثل صحاري لوط وكوير في الشرق، التي تعتبر غير صالحة للعيش.

تاريخ تأسيس بلاد فارس

أسس الملك كورش الثاني (سيروس الثاني) بلاد فارس من خلال احتلال العاصمة الميدية، إكبتانا، والسيطرة الكاملة على الإمبراطورية الميدية. تبع ذلك مجموعة من الحروب والتحالفات مع الحكام الآخرين. بعد وفاة كورش، تولى ابنه كامبيسيس الثاني الحكم وضَمَّ مصر، لكنه قُتل نتيجة صراعات داخلية، ليخلفه داريوس الأول الذي أعاد تنظيم الإمبراطورية إلى حوالي 20 مقاطعة، مما ساهم في تطوير البلاد.

حرص داريوس على تعزيز الاتصالات من خلال بناء طرق تمتد لأكثر من 3200 كم، مما ساعد في تسريع نقل الرسائل والوثائق بين المقاطعات. استخدمت اللغة الآرامية في كتابة الرسائل.

اهتم داريوس أيضًا بتأسيس إدارة قوية واعتنق الزرادشتية كديانة رسمية، ونقل العاصمة إلى سوسا حيث أسس قصرًا مخصصًا للناس. بحلول القرن السادس قبل الميلاد، اشتهرت بلاد فارس بفن صناعة السجاد، الذي أصبح رمزًا للثروة والجمال.

عمارة بلاد فارس

تميزت عمارة بلاد فارس بنمط فريد تأثر بعوامل عدة:

العوامل الإنسانية: حيث كان الفرس يقدسون قوى الطبيعة مثل الماء والنار، مما أثر على نوعية العمارة، حيث كانت الطقوس تعتمد على التفاعل مع الطبيعة.

العوامل البيئية: أثرت الظروف المناخية القاسية على تصميم المباني، حيث تم بناء هياكل تتناسب مع البرودة الشديدة في الشتاء والحرارة في الصيف.

العوامل التقنية: كانت الصناعة في بلاد فارس تركز على الحرف اليدوية، دون اهتمام كبير بالصناعات الثقيلة.

الجوانب النظرية

تتميز العمارة الفارسية بعدة جوانب نظرية مثل:

الوظيفة: حيث كانت القصور الفارسية تجمع بين السكن والحكم، مع وجود عناصر تسهم في ذلك.

المتانة: استخدمت العمارة الفارسية مواد قوية مثل الحجارة، مما ساعد على بقاء آثارها حتى اليوم.

بهذه الطريقة، تعكس بلاد فارس تاريخًا غنياً وثقافة عريقة تجسد تفاعل الإنسان مع بيئته والتطور الحضاري على مر العصور.



شريط الأخبار