أين تقع آثار تدمر

الامارات 7 - آثار تدمر
مدينة تدمر، المعروفة باللغة الإنجليزية باسم Palmyra، هي مدينة أثرية تقع في سوريا وتُعتبر واحدة من أهم المدن التاريخية في العالم. تتمتع بمكانة حضارية مرموقة، ويعود ارتباطها بالملكة زنوبيا التي حكمتها خلال فترة ازدهارها الكبير. تقع تدمر على طريق القوافل التجارية بين بلاد الشام وبلاد الرافدين، وكانت تُعرف أيضاً بـ "أثينا الجديدة" و"عروس الصحراء" و"واحة النخيل"، وهو المعنى الذي يحمله اسم Palmyra الذي أطلقه الرومان عليها. أما اسم "تدمُر"، فيعود إلى الشعوب ما قبل السامية التي أطلقت هذا الاسم وما زال يُستخدم حتى اليوم.

موقع آثار تدمر
تقع آثار مدينة تدمر القديمة في الصحراء السورية، داخل محافظة حمص، على بُعد 235 كم شمال شرق العاصمة دمشق. تتميز تدمر بكونها واحة غنية بالنخيل، مما يجعلها مكاناً فريداً في وسط الصحراء. تاريخياً، كانت المدينة تقع بين حضارتين عظيمتين: الإمبراطورية الرومانية من الغرب والإمبراطورية البارثية من الشرق.

تاريخ مدينة تدمر
تعود أصول مدينة تدمر إلى عصر النبي سليمان، حيث ذُكرت في الإنجيل كمنطقة قام سليمان بتحصينها. وقد أُشير إليها أيضاً مع النبي يوسف كمدينة قام بإنشائها. في القرن الأول الميلادي، أصبحت تدمر تحت الحكم الروماني حيث حكمها الإمبراطور تيبيريوس. في عام 129 ميلادي، زار الإمبراطور هادريان المدينة وأعلنها مدينة مستقلة، مانحاً إياها لقب "كولونيا" مع إعفائها من الضرائب.

شهدت المدينة ازدهاراً كبيراً في القرنين الثاني والثالث الميلاديين، وأصبحت مركزاً تجارياً مهماً. ومع سقوط الدولة البارثية، واجهت تدمر صعوبات في طرق التجارة. بعد اغتيال الإمبراطور سبتيموس أذينة، تولت زوجته الملكة زنوبيا الحكم، وحققت المدينة استقلالاً تاماً عن الدولة الرومانية، ووسعت نفوذها في الأناضول. إلا أن الإمبراطور أوريليان استعاد السيطرة على الأناضول في عام 272 ميلادي، وقام بهدم المدينة في العام التالي.

رغم الأحداث المدمرة، استمرت تدمر كمركز رئيسي على طريق ديوكلتيانوس الذي يربط دمشق بنهر الفرات. في عام 634 ميلادي، قاد الصحابي خالد بن الوليد الفتوحات الإسلامية نحو المدينة، التي فقدت تدريجياً مكانتها كمركز تجاري. في عام 1785، زار المدينة العديد من البعثات الأوروبية لاستكشاف تراثها الحضاري.

أهم الآثار القديمة في تدمر
تحتوي مدينة تدمر على مجموعة من المواقع الأثرية التي تعود للحضارات التي قامت فيها. تم إدراج المدينة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي في عام 1980 نظراً لأهميتها التاريخية. من أبرز المعالم الأثرية في تدمر:

معبد بل: يُعتبر أهم معبد ديني في القرن الأول الميلادي في منطقة الشرق الأوسط، وقد بُني لتكريس عبادة إله الساميين بل.
قوس النصر: يُعد من أشهر المعالم المعمارية في تدمر، بُني في عهد الإمبراطور سيبتموس سيفيروس ويُشكل مدخل الطريق المؤدي إلى معبد بل.
معبد نابو: يعود تاريخه إلى الحضارة البابلية ويحتوي على مذبح وأعمدة رائعة.
الأغورا: ساحة مستطيلة الشكل محاطة بأروقة مزخرفة، بُنيت في القرن الثاني الميلادي.
معبد بعل شمين: معبد قديم لإله الكنعانيين، يُعتبر من المعالم المميزة في تدمر.
متحف الفلكلور: يضم مجموعة من الآثار والفنون التي وُجدت في المدينة، بالإضافة إلى تماثيل تكريم الموتى.
وادي القبور: يحتوي على مقابر ملكية، أبرزها قبر لامليكو.
شارع الأعمدة: يمتد بطول 1.2 كلم ويحتوي على قوس النصر، ويمتد إلى معبد نابو.
المسرح: يعود تاريخه إلى القرن الثاني الميلادي ويحتوي على مرافق لاستقبال الجماهير وغرف للممثلين.
تظل تدمر مثالاً رائعاً للعمارة والتاريخ القديم، وتجذب الزوار من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بجمالها ومعالمها الفريدة.



شريط الأخبار