الامارات 7 - تقنية النانو تعد من أهم المجالات في علم المواد، حيث ترتبط بمجموعة من العلوم مثل الفيزياء، الهندسة الكيميائية، الهندسة الحيوية، والهندسة الميكانيكية. تتمحور هذه التقنية حول دراسة المواد وإنتاجها على المستوى الذري.

بعد تطوير المجاهر في الثلاثينات، تمكن العلماء من اكتشاف إمكانيات جديدة في تصنيع الأجهزة الأصغر حجماً والأكثر كفاءة. في البداية، استطاع المهندسون إنتاج قطع إلكترونية تعمل على مستوى الميليمتر (10^3 متر)، ولكن مع زيادة الطلب على دقة أعلى، ظهرت تقنية الميكرو (10^6 متر) التي أحدثت ثورة في عالم التقنية، مما أدى إلى إنتاج الهواتف الذكية والحواسيب الصغيرة. ومع ذلك، لم يتوقف السعي وراء الأصغر، حيث ظهرت تقنية النانو (10^9 متر) التي تمثل قفزة نوعية أخرى.

لتوضيح حجم النانو، نجد أن شعرة الإنسان تساوي 50 ميكرو متر (50 × 10^6)، أي أن سماكة الشعرة الواحدة تعادل 50 ألف نانو متر. كما أن أصغر شيء يمكن للإنسان رؤيته بالعين المجردة يبلغ 10 آلاف نانو متر. في عالم النانو، يمكن أن يتكون نانو متر واحد من 10 ذرات هيدروجين متجاورة. تبرز المواد النانوية بخصائصها الفريدة، حيث لا تتبع موصليتها للكهرباء أو الحرارة القوانين التقليدية مثل قانون أوم. في الموصلات النانوية، يعتمد التوصيل الكهربائي على التدفق الإلكتروني فقط، مما يعني أن الإلكترون يتدفق بحرية كما لو كان يتدفق عبر نهر.

أهمية تقنية النانو:

في مجال الأجهزة الإلكترونية: تُعتبر تقنية النانو أحد أبرز التطورات التكنولوجية في القرن العشرين، حيث ساهمت في تصنيع شرائح السيليكون والترانزستورات، مما أدى إلى ثورة في مجالات الاتصالات والحواسيب والطب. على سبيل المثال، ساهمت الشرائح الصغيرة التي ظهرت بعد عام 1950 في إنتاج التلفاز الملون، مما جعل هذه التقنية في متناول الجميع.

في مجال الطب: قدمت تقنية النانو إضافات مدهشة في عالم الطب، حيث استطاع العلماء تطوير روبوتات صغيرة جداً قادرة على الحركة داخل الشرايين. هذه الروبوتات يمكن أن تُستخدم لعلاج الجلطات الدموية عن طريق حقنها في المناطق المصابة أو ابتلاعها لعلاج فوري.

بفضل تقنية النانو، تتفتح آفاق جديدة في مختلف المجالات، مما يعد بتغييرات جذرية في حياتنا المستقبلية.