النظم الإدارية والدواوين في العصر العباسي الأول

الامارات 7 - النظم الإدارية في العصر العباسي الأول

تأثر الخلفاء العباسيون بالثقافة الساسانية، مما ترك أثرًا واضحًا على نظام الإدارة في الخلافة. ومن أبرز ملامح النظم الإدارية في العصر العباسي الأول:

القضاء: تميز القضاء في هذا العصر بالتنظيم والموضوعية، حيث كان متجاوبًا مع تطورات الحياة ومتأثرًا بها، مع المحافظة على النهج الذي عُرف به منذ العهد النبوي.

الولاة: اتسم النظام الإداري بالمركزية، حيث لم يتمتع الولاة بسلطة مطلقة في أقاليمهم. وتم اختيارهم في بداية عهد الدولة بناءً على صلة القرابة أو كونهم من كبار القادة.

الدواوين: توسع الخلفاء العباسيون في الاستعانة بالنموذج الفارسي من خلال إنشاء الدواوين التي كانت تُستحدث لجمع الأموال وحصرها وإنفاقها. في كل ولاية كان هناك ديوان للخراج، يديره موظف كبير يقوم بجمع أموال الزكاة وغيرها، ويُنفق منها على أمور الولاية، بينما يُرسل المتبقي إلى بغداد. ومن أهم هذه الدواوين:

ديوان الخلافة: يُعنى بنفقات الخليفة.
ديوان الرسائل: يصدر عنه رسائل الخليفة وساهم في تطور النثر العربي.
ديوان الخاتم: يُعنى بختم الرسائل الديوانية.
ديوان التوقيع: مهمته الرد على الرسائل الواردة.
ديوان الخبر: يشرف عليه موظف يدعى صاحب الخبر، ويعمل تحت إمرته عدد من الرجال لمتابعة الأخبار.
الوزارات: كان مصطلح "وزير" يعني في العصر العباسي الأول المستشار الأول للخليفة، حيث غالبًا ما كان الوزراء من أصل فارسي. كان أول وزير هو أبو سلمة الخلاّل، ومن بعده خالد بن برمك، الذي كان له أبناء أثروا في الشؤون الحكومية.

عندما تولى المهدي الخلافة، جعل يحيى بن خالد برمك كاتبًا ومستشارًا لابنه هارون الرشيد. وقد كان ليحيى تأثير كبير على هارون، مما جعله قريبًا منه حتى أصبح له دور بارز في إدارة شؤون الدولة.

الانتقال إلى بغداد: انتقل مركز الخلافة من دمشق إلى بغداد على يد الجيوش الخراسانية، مما عكس الطابع الفارسي الذي طغى على الإدارة والسياسة في تلك الفترة. كان هذا الانتقال دليلاً على استمرارية تأثير الثقافة الفارسية، حيث استُعين بالفارسيين ذوي الخبرة في إدارة الدواوين، مما أدى إلى تعريبها في عهد عبد الملك بن مروان، بينما استمرت الحياة الفارسية في تفاصيل الملك والسياسة خلال الدولة العباسية.