أقوال العلماء في كروية الأرض

الامارات 7 - تقدَّم القدماء بمفاهيم محددة حول شكل الأرض، حيث تصوروا أنها جسم دائري مسطح، بينما كانت السماء تُعتبر قبة كروية تحيط بها. هذا الاعتقاد استمر حتى نهاية القرن الخامس عشر الميلادي تقريبًا. ومع ذلك، بدأ بعض العلماء والفلاسفة الإغريق في تطوير أفكار جديدة، حيث أشاروا إلى أن الأرض ليست مسطحة كما هو معتقد. على سبيل المثال، الفيلسوف الإغريقي سقراط كان لديه رأي مختلف بعد ملاحظته لخسوف القمر، حيث لاحظ أن الظل الذي تتركه الأرض على القمر دائري، مما يدل على أن شكل الأرض كروي.

استند سقراط في رأيه إلى معرفته بأن الشمس والقمر هما جرمين سماويين كرويين، وبالتالي فإن الأرض، كونها جرمًا سماويًا أيضًا، يجب أن تكون كروية. عالم إغريقي آخر، وهو إراتوستينس، توصل إلى نفس النتيجة من خلال ملاحظته لفرق ظل الشمس في قاع بئر في مدينة أسوان، حيث كان الظل عموديًا، بينما كان مائلًا في بئر في مدينة الإسكندرية. استند إراتوستينس إلى هذه الملاحظات لحساب قطر الأرض، معتمدًا على فكرة أن الفرق في زاوية الميل يمثل جزءًا من قطر الأرض.

بالنسبة للعلماء المسلمين، كان لهم دور كبير في دعم فكرة كروية الأرض. استند بعضهم إلى آيات قرآنية تشير إلى ذلك، مثل قوله تعالى: ﴿ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا﴾، التي تشير إلى شكل الأرض كبيضة. ومن بين هؤلاء العلماء، كان الإدريسي، الذي قال إن الأرض مدوّرة مثل الكرة، وأن الماء يلاصقها.

كما استند الفلاسفة والعلماء إلى ظاهرة أخرى تتعلق بالسفن البحرية، حيث لوحظ أن الصاري (العمود الذي يحمل الشراع) هو أول ما يظهر عند اقتراب السفينة من الميناء. هذا الأمر يُعتبر دليلاً على تحدب سطح الأرض، لأنه لو كانت الأرض مسطحة، لكانت السفينة تظهر بالكامل لمراقب في الميناء.