مقارنة بين علم الفلسفة والمنطق وعلم الكلام

الامارات 7 - الفرق بين الفلسفة وعلم الكلام والمنطق
الفلسفة تُعتبر أم العلوم، وهي مظلة جامعة للمفاهيم الأخرى. المنطق وعلم الكلام هما فرعان مهمان في الفلسفة، لذا يمكن تعريف هذه المفاهيم الثلاثة كما يلي:

مفهوم الفلسفة
تُعرف الفلسفة، لغويًا، بأنها "محبة الحكمة"، حيث يرجع أصل الكلمة إلى اللغة اليونانية. تتكون كلمة "فلسفة" (Philosophy) من مقطعين: "فيلو" (محبة) و"صوفيا" (حكمة). تُعرف الفلسفة بأنها العلم بحقيقة الشيء والسعي للعمل بما هو أصلح. عرّفها أرسطو بأنها الإلمام بالعلل الأولى للوجود والبحث عن السبب الأول له، مما يجعلها دراسة للوجود كما هو موجود. الكندي وصف علم السبب الأول بأنه من أشرف العلوم. ابن سينا أضاف أن الفلسفة تتطلب التأمل والتروي، وتتناول القضايا المرتبطة بالوجود الإنساني مثل القضايا السياسية والأخلاقية والاجتماعية.

مفهوم علم المنطق
تعود كلمة "منطق" في اللغة العربية إلى عدة معاني، منها النطق الخارجي (بين الذات والآخر) والنطق الداخلي (الذي يحدث داخل الذات). تُعد هذه الصفة من خصائص الإنسان. كلمة "منطق" (Logic) تُشتق من الكلمة اليونانية "Logos". الفلاسفة اليونانيون، خاصة أرسطو، قاموا بتطوير المنطق، والذي يُعرف بالمنطق الأرسطي.

مفهوم علم الكلام
علم الكلام هو العلم الذي يبحث في كيفية إثبات العقائد الدينية باستخدام براهين منطقية وحجج عقلية. هذا التعريف تبناه العلماء والمفكرون المسلمون لاحقًا، مما يجعل مفهوم علم الكلام شاملاً للحجج الواردة في مختلف المذاهب. تُعتبر الحجج العقلية مشتركة بين الناس، كما ذكر ديكارت، بأن العقل هو الأعدل قسمةً بينهم.

الفرق بين وظائف الفلسفة وعلم المنطق وعلم الكلام
يمكن توضيح الفرق بين وظائف هذه العلوم من خلال الجدول التالي:

المبحث الوظيفة
الفلسفة تفسير الوقائع المحيطة بالإنسان ودراسة الوجود وماهيته، ومحاربة الأفكار الدوغمائية.
تزويد العلوم الأخرى بأدوات ومنهجية تفكير عقلاني، وتغيير الواقع من خلال فلسفات مثل الماركسية.
علم المنطق الاستدلال والاستنباط من خلال قواعد منطقية.
علم الكلام دعم العقيدة الإسلامية بأسس عقلية وبراهين لدعوة إلى الإسلام، وإبراز النزعة العقلية فيها.
بهذه الطريقة، يتضح أن الفلسفة، وعلم المنطق، وعلم الكلام، رغم ارتباطها الوثيق، تؤدي كل منها دورًا مختلفًا ومكملًا للآخر.